الجميع يعمل على قدم وساق منذُ الصباح الباكر كيف لا واليوم هو زفاف ايلينا وجايك ارتباط قطبي الثراء في البلدة والديهم شركاء في العمل وهذا الزواج ضمن مخططات العمل لتتوحد الامبراطوريتين معاً ... مستلقية إيلينا في غرفتها في صمت تام رضيت بما قرره والدها واستسلمت له فهي تلك الفتاة التي تحصل على اي شيء فقط بأشارة منها لكنها بائسة رغم ذلك فهي لا ترغب هذا الزواج وقد اعلنت رفضها لكن لا أحد يسمع فـ لغة المال هي السائدة في منزلها ، هي تحب شابا آخر فقيرا يعمل لديهم في القصر ! تعيش معه علاقة عاطفية سرية منذ اربع سنوات ... لا أحد يعلم فهي لطيفة مع جميع الخدم فلم يلاحظ اي شخص وجود علاقة بينها وبين الخادم الفقير وها هو يعمل من الصباح بتزيين القصر لزواج حبيبته ! لقد اخبرته ايلينا لكنه لم يشأ خوض حرب يعلم جيداً أنه خاسرها من هو ليقبلوا به زوجا لأيلينا ! فأكتفى بقول : هذا متوقع لم يكن علي الإطالة بأمر علاقتنا ففراقنا كان محتما منذ البداية اتمنى لك السعادة .. فـ جايك اوسم شباب البلدة يعيش حياة فارهة الجميع يحترمه والفتيات يتمنون أن ينظر لهن فقط لكن ما لم يعلمه أحد ان جايك يعشق فتاة سلبت عقله منذ سنوات طويلة يعشقها حد الجنون لكن والده فاجئه بخبر زواجه من ايلينا رفض أيضاً لكن والده كان حازما وهدده بسحب كنيته والتبرأ منه وجميع ما يملك فلم يجد حلاً غير قبول عرض الزواج هذا ، اخبر حبيبته بالأمر فلم تقبل أن تُهان هكذا فقررت الرحيل بعيداً عنه لقد غادرت البلدة منذ شهر ولا يعلم شيئاً عنها جن جنونه قلب البلدة راسأ على عقب ولم يجدها وها هو اليوم مضطجع على سريره لا يريد النهوض لأقامة الزفاف اللعين هذا نظر لغرفته لم يبقى بها شيئاً في مكانه كانت محطمة كليا لا احد يجرؤ على الدخول إليه منذ أن سمعوا انهياره ليلة أمس وتكسيره لكل شيء ...
حلت الظهيرة ولم يبقى للزفاف سوى ساعة والعريسين يبدوان وكأنهما يحضران جنازة كل منهما في قصره يجهزونه للزفاف لكن دون روح هم فقط دمى يحركونها كما يشاءون استسلما وقبلا بالأمر الواقع فـ احباءهم لم يقبلوا المحاربة معهم ضد الجميع لقد تركوهم لمصيرهم المحتم هذا ....
"ليت قلبي توقف عن النبض ولم يعشقكَ وكأنك الحياة وما فيها ، وليت قلبي أخبرني إنكِ لن تكوني نصيبي فلم أكن احببتكِ كل هذا الحب الذي يؤلم قلبي الآن"
الاثنان قلوبهم منكسرة الاثنان عاجزان عن التأقلم مع ما فرضوه عليهم ...
حان وقت الزفاف وصلا جايك ووالده الى قصر إيلينا ترجل جايك بروح خاوية وتقدم نحو ايلينا التي تقف في اخر السلم متأبطة بيد والدها تسلمها من والدها ورفع ذراعه ليتيح لها التأبط بها نزلا معا وتقدما نحو الضيوف بأبتسامة زائفة وتلقيا التحايا والتبريكات من المدعوين وكل منهما يقف مجبراً لأكمال هذه المسرحية السخيفة ...
حان وقت عقد قرانهما وداخلهما مستعر بنار الحب لا أحد منهما يريد نطق كلمة "نعم" يتطلعون من بين المدعوين عل يحن قلوب احبتهم فيظهرون الآن لتنتهي هذه المهزلة لم يأت أحد والحاضرين بدأوا يتهامسون حولهم كاد جايك أن ينطق الا أن صوت حبيبته أوقفه لم يصدق ذلك فقام من الطاولة وذهب نحوها دون وعي منه فقد يريد معانقتها ليطفأ نار فؤاده الملتاع لرؤيتها لم يرها من أكثر من شهر والان لا يستطيع أن يفكر بأي شيء سوى اخذها بين ثنايا روحه وتباً للجميع وصل إليها وفتح ذراعيه لكن صوت والده اوقفه آمره أن يعود لطاولة النكاح على الفور يكفيهم فضائح فالناس تتهامس وترمقهم بنظرات ساخرة لكنه لم يأبه لأمر والده ولم يلتفت حتى واصبح على بعد انشات منها حينها دوى صوت رصاصة اخترقت ظهره وأسقطته بين أحضان معشوقته وضعت رأسه في حجرها وهي تمسح الدماء التي تخرج من فمه قال لها وجسده ينتفض بشدة : لقد حققت امنيتك الم تكوني تريدين رؤيتي ببذلة الزفاف ها انا قد ارتديتها لكِ اقسم لم اك...ل ... لم ... سعل بدمائه التي تسيل من حلقه ، لم اكن لأقبل بوضع خاتم امرأة غيركِ أنتِ هي امرأتي اااه ! اشتد عليه الألم وبات يغمض عين ويفتح عين بشق الأنفس ، قال بهمس لأن صوته بالكاد يسمع من شدة الوجع يا إلهي ساعدني لأقول كلماتي الأخيرة : انتِ هي زوجتي وفتاتي التي عشقتها منذ أن وقع نظري عليها منذ سنين كوني زوجتي في الأعلى سأنتظركِ لا تتأخري علي احبكِ كثيراً لا تنسي جايك المجنون بكِ . واغمض عينيه مودعاً الحياة بين يديها .....!
على الجانب الآخر كانت إيلينا غير مصدقة لما حدث للتو وبينما الجميع منشغل بـ موت جايك ركضت للفناء الخلفي دون وعي لترى حبيبها ما أن دخلت حتى اجفلت أطرافها من ما رأت حبيبها واقع أرضاً والدماء تغطي الإرجاء لقد قطع اوردة يديه لأنه لم يحتمل فكرة ابتعاد حبيبته وزواجها بغيره ، قَتل نفسه بمنتهى الأنانية ظناً منه أنه بذلك يُنجي روحه من عذاب طويل جثت على ركبيتيها وزحفت حتى وصلت له واطلقت صرخة دوت على مسامع الجميع التقطت السكين الحاد من الأرض وقامت بقطع شرايين يديها فسقطت بجانبه فستانها الأبيض أصبح شديد الحمرة لكثرة الدماء التي غطته ، دخل والدها ورأى ما رأى سقط على الأرض من هول ما رأى ابنته وحيدته قتلت نفسها بسببه لأنه لم يكترث بما كانت تشعر فقط فكر بنفسه ومكانته وأمواله ....
أما والد جايك فكان الآخر قد سقط لأنه قتل ابنه بيده ولده الوحيد مُغمض العينين وحبيبته تبكي وتصرخ .
لم يصدق أحد ما حدث الدهشة كانت تعلو محيا الجميع من كان يتوقع أن يتحول زفاف العام لمسبح دماء لأشخاص بريئون لم يهتموا قط بما يملكون من أموال ومكانة فقط أرادوا عيش حياة سعيدة مع من يحبون أهذا كثير ؟ لما لا احد يقدر الحب ! لماذا الحب مرتبط بالذنب دوماً ! لِما يرى الناس أن العشق خطيئة !
جايك و إيلينا ومن يحبون لم يطلبوا الكثير لكن حبهم كان محكوم عليه بالموت في عالم المصالح القذر هذا.
![](https://img.wattpad.com/cover/160250882-288-k406384.jpg)
أنت تقرأ
خـواطر
Romanceجرح الماضي .... قد لا تدركين لكم هو مؤلم ادعاء نسياني لكِ كم هو مؤلم ان يحيطني طيفك في كل مكان وزمان لكم هو صعب ان اجوب الطرقات وحيدا ولنا في كل زاوية زقاق ذكرى وهمسة ولمسة وكذب ....! اجل كذب ايقنت اليوم انكِ كنت معي للتسلية فقط ، وليس لغرض الحب...