الجُزء العاشِر|إنتِصارات وهزائِم

19.4K 1.2K 341
                                    

الجُزء العاشِر| ‏ولكن لماذا كنت أحيد
‏ عن طريقكَ لئلّا ألتقي
‏بك أنا التي أودُّ أن أبحث
‏ عنك في كل مكان!؟..
* * *

جُزء مِني لطالَما أراد الهُروب
مِن كُل شيء ، الحُب ، العائِلة ، الناس والعالَم
ولَكن الصوت الَذي في داخِلي ذاك الذي يُنادي
بِالإنتماء إلى كُل ما أهرُب مِنه يُعيدُني..

تعمدت الهُروب إليكِ ، أردت ذَلِك كرغبة إنسان
مُتيم بالسماء وتفاصيلُها فَأراد الهُروب إلى النجوم
وضيائها ، إحتاج حُضن السحاب له ورَغِب بمُجاورَة القَمر..

أنتِ كُنت السلام لِروحي المُضطرِبة
وكُنت النور لِظلام روحي المُعتِمة
وكُنتِ النَعيم في جحيم حياتي الموِحشة
وكُنتِ وكُنتِ ولا أعلَم إن كُنتِ لازِلتِ..

يفيض مِن عَيناي عِشقاً لَكِ
يراهُ العابِرون ، يشعُره المُحِبون ، ويشفق عليهِ العارِفون ، وأنتِ في دُنيا حائِرة أي عِطر ستضعين اليوم ، ولا تَعلَمين أن عِطرُكِ الَذي تنتقينَه بِعناية يُضيف إلى ذاكِرَتي عَذاباً حُلواً آخر..

ولا تَعلمين أنتِ أن الحياة الَتي نعيشُها قصيرة
فأرفِقي بي ، وإسرقيني إليكِ وحلالاً عليكِ قَلبي وعيناي وكُلي..

أتعمَد الهُروب مِنكِ وأعلَم بِأن خيالُكِ يُرافِقُني
وعيناكِ تُداهِمُني كَجيش عنيف يَبحث عَن مُجرِم
أجرَم في حُبكِ ؛ فتعتَقِلُني عيناكِ وتُكّبلُني حقيقَة أني أعود إلى عَيناكِ كَمُغترِب عاد إلى وطنَه ..

* * *

جاء الَصباحُ غائِماً مُتسلِلاً بِضوء فَقير
جلستُ أتأمَل الجِبال والأشجار العِملاقة الَتي يُخبئها الضباب ، وأنا جالِس على إحدى المقاعِد الَتي أمام المنزِل وحيداً ، حائِراً ومضطرِب الذِهن..

تجوب في ذِهني أفكار قاتِلَة
وإحتِمالات مُهلِكة لِمُستَقبل مَجهول يخلو مِنكِ..

لم يكُن هُناك أي صوت في الجِوار دليل عَلى نوم الجميع بعد سفر طويل وليلَة أطول ، ليلَة تُعاد تَفاصيلُها في ذِهني دون توقُّف وكالمجنون أبتسِم بين حينَةً وأخرى حين تَذكُّري لِختامُها..

" فارِس نَشيط.."

جاء صوت بيلسَان مُقاطِعاً شُرودي ، صوّبت نظري عليها فَرأيتُ إبتِسامتُها تَشرُق تعويضاً عن غياب الشمس وتَحتوي كوب قهوة بين يديها ، أجبتُها حينما إتخذت مَكان بِجانِبي..

" بل إني فارِس مُشتاق لِلنوم.."

قُلتُها فَجعلتُ مِن إبتِسامَتها تَبهت ، تسائلت وعينيها الفيروزية تُحدّق في الجِبال..

على قيدكِ أنتِ|✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن