الجُزء الخامِس عَشر|إشتِعال فَتيل الحُب

17.7K 1.2K 491
                                    

الجُزء الخامِس عَشر| ‏إني أُحِبُّكِ قاصدًا مُتعمّدًا
سلّمتُ قلبًا هامَ في عينيكِ
عمري فداكِ خُذيهِ لا تتردّدي
أنتِ الحياةُ وحلوُها بيديكِ
إن شئتِ ظُلمًا فاظلميني إنني
لكِ مِنكِ فيكِ فلا ملامَ عليكِ
أو شئت عدلًا فاعدلي يا مُنيتي
إن الهوى في الحالتينِ إليكِ ..
* * *

كَيف بِإمكان إنسان مُشبّع بِالعاطِفَة تِجاه أُنثى، أن يَكون صامِدًا ومُعتَنِقًا الصَمت طيلَة سِت سنوات!، أنا فَعلت، أحبَبتُكِ حاضِرَة، وأحببتُكِ غائِبَة، بِصمت مُختَبِئًا بِمشاعِري عَن عَيناكِ، كَم هوَ مؤسِف لي أن أهدِر كُل هٰذِه المشاعِر في الطريق الخطأ!، وبينما أُنثى أُخرى تَضع كُل قلبها ومشاعِرها لي، أنا لاأستطيع إعطائها سِوى الإحتِرام!..

ياللسُخريَة!، ماذا وإن كُنت أنا المُذنِب!، بِسبب صَمتي وتزييفي لِمشاعِري نحوُكِ!، ماذا وإن كان سَعيد على حَق، هل أنا مُستَمِر في إرتِكاب الذنوب واحِدة تِلو الأُخرى!، وأنتِ البريئَة كما عَهدتُكِ!، ولٰكِن الأوان فات عَلى الإدراك، وكُل ما هوّ آتٍ يُعتَبر خطيئَة..

أي الذنوب اللذيذَة أنتِ!، أرتَكِبُكِ مُستَمتِعًا دون الشعور بِالذَنب، بل أنا مُدمِنُكِ، وكُل مرّة أرتَكِبُكِ أزداد شغفًا وأنغَمِس في بحر الخطايا مُتلذِذًا..

* * *

سبَق وقالَت سيلفيا بلاث
إنه من الآمن ألّا تشعُر، أن لا
تدع هذا العالم يلمس أعماقك..

ولٰكِن ما تقولَهُ صَعب، كَيف يُمكِن أن نَعيش دون أن نَشعُر، أو حَتى أن نُعطِّل أهَم وظيفَة فينا نَحن كَبشر، كَيف سَنحيا دون حُب!، من أين ستولَد الأشعار، مِن أين ستُكتَب الرِوايات، كَيف ستُغنّى الأُغنيات، ومن سيَعزِف على الآلات الموسيقيَة!، رُبما سيُبطَل كُل عمل فنّي عَلى هٰذِه الأرض، وتُصبِح غَير قابِلَة لِلعيش..

اليوم وأنا وَحيدَة أدرَكت كَم أحتاج لِلحُب، لَيس كوجود عابِر، أو حَتّى نزوَة لا تتعدّى شهوة جَسد، بل أُريد حُب يغمُرني ويَجعلني في حالَة مِن الشغف الدائِم الذي لايَنتهي، ولٰكِن لاوجود لِأي شيء مِما ذَكرت، إنّهُ لَمِن الصَعب إيجاد حُب كَهٰذا..

عِندَما عُدت لِلمنزِل كُنت أُريد الراحَة ولٰكِن بِسبب الإحتِفال الذي تعدّهُ عائِلَتي لِمُناسَبة رأس السنَة عرقَل راحَتي، عَرقل قلبي ومشاعِري كَذٰلِك، ولِأنّي كُنت غَير راغِبَة بِالإحتِفال جلست على أريكَة حُجرَة الجُلوس، أحتسي النَبيذ أنا ومَكسيم الَذي كان يتحدّث معي عَن الأعمال وإلى أين وصلت في عَملي على ملابِس الرِجال المُقرّرَة عَليّ، ولٰكِنّي سألَتهُ مُبتَعِدَة عَن كُل ذاك الهُراء..

على قيدكِ أنتِ|✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن