الجُزء الثالِث عَشر|تخبُّط مشاعِر

18.3K 1.1K 363
                                    

الجُزء الثالث عَشر| ‏عَيناكِ وحدَهُما هُمَا شَرعيتي
مراكبي، وصديقَتَا أسفَاري
إنْ كانَ لي وَطَنٌ فوجهُكِ موطني
أو كانَ لي دارٌ .. فحبُّكِ داري
مَنْ ذا يُحاسبني عليكِ.. وأنتِ لي
هِبَةُ السماء .. ونِعمةُ الأقدارِ
مَن ذا يُحاسبني على ما في دمي
مِن لؤلؤٍ .. وزُمردٍ .. ومحارِ ؟
* * *

حينَما عُدت لِمَنزِلي ووجدت إيلاريا تنتَظِرَني لِتناول وجبَة العشاء شعرت بِالإحباط، وتمنيت أن تكون إيلاريا أنتِ، بدوت مجنونًا في تخيُّلَها أنتِ بِثوب نومها الناعِم، وما كان يُعيق تخيُلاتي هي بِأن الإختِلاف بينَكِ وبينها كالإختِلاف بين الليل والنَهار، ولا أضعكِ في مُقارَنة مع أيًا كانَت، لا يهون عليّ فِعلها..

لِأنكِ أُنثى مُستثناة
مِن أصغر تفصيل فيكِ إلى الأكبَر، كُلَكِ فاتِن ولذيذ، أُنثى مخلوقَة مِن اللذّة والجمال، وكأنّكِ قصيدَة يا ڤريسيا، قصيدتي أنا، سِرّي الكَبير، عِشقي الأكبَر، جنوني، هلاكي، تهوّري وكُل مَعارِكي..

أشعُر بِرغبَة كبيرَة في إخفائُكِ بِداخل صدري، أن تبقين هُناك حيث تسكُنيني، أحضُنكِ بِقلبي، أمسَح دُموعَكِ، أُحِبُكِ، وأُحِبُكِ، وأُحِبُكِ ألفًا، كُل يوم بِطريقَة تُناسِب أُنثى مِثلُكِ، أعتني بِكِ كَطِفلَة أنجبَها قلبي، وأُدندِن عَليكِ بَعض الأشعار حتى تُدمنينَها، حينُها أُقسِم لَكِ بِأنّكِ ستُحِبين الأشعار، وتُحِبين كاتِبها، وتُنجِبين مِنّه قصائِد وتبنين مَعهُ بيتًا مطلعَهُ حُبكُما..

كانَت ستكون الحيَاة أسهَل بِكَثير إن كُنتِ أحببتِني، كانَت سَتكون أجمَل بِكَثير، عِوضًا عن كُل قَهر وألَم نعيشَهُ الأن كُنّا سنعيش معًا تحت سقف الحُب، نَمُر عَلى كُل فُصول العِشق، وأُعلّمَكِ كيف نُمارِس الحُب بِشغف، بِلّذَة، بِخِفّة، ونَطير في سموات الهَوى ونُقبِّل بعضنا كالكناري، نتلذَذ بِالحُب ونشرَب مِن كأسّهُ كالضمأن الَذي حتى وإن إرتوى سيتعطّش لِلمزيد، وكالمُدمِن الَذي يَثمل دون توقُّف..

أنا يَائِس يا حبيبَتي
رَجُل لا تُغريَة الآمال الواهيَة، ولا التشبُّث بأُنثى تُحِب آخَر، وتنظُر إليّ كَصديق، أنا شخص لا ينحَني ليُهان، وإن كان في سَبيل الحُب، أنا رجُل كُل ما يَملِكَهُ هو كِبريائَهُ، الشيء الذي أُراهِن عَليهِ، الشيء الَذي أوصَلني لِما أُريد هو كِبريائي، ولَرُبما لِهٰذا لَم أصِل إليكِ، لِأن حينَما يبدأ رَجُل مِثلي بِالوقوع في حُب أُنثى مِثلُكِ وفي حالَتُكِ يَجِب أن يتخلّى عَن كِبريائَهُ..

بِالرُغم مِن وجود إيلاريا هُنا بِرغبَتي، إلّا أنّي كُنت أُريد اليوم بِشكلًا خاص أن أنفرِد بِكِ وحيدًا، مأخوذًا بِلِقائَنا الذي عانَد كِبريائي، وحزينًا لِما آلت إليهِ الأمور، وكَيف حقًا أصبَحنا غُرباء، لاشيء مَألوف مِنّا سِوى المَلامِح، ولا نشتَرِك في شَيء سِوى الخيبَة..

على قيدكِ أنتِ|✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن