الفصل التاسع والعشرون :- (( قدر ))

2.4K 102 1
                                    

  الفصل التاسع والعشرون :- (( قدر ))

وقعت كلماته عليها كالصاعقة وهي تضع يدها علي فمها بصدمة وإنهيار ،، كيف لها أن تنسي ،، فهي كانت كالغريق الذي يتعلق بقشة واحدة!!

سقطت ارضاً وهي تبكي وتصرخ بإنهيار ...

جاء الطبيب الذي نقل لأخيها الدماء وهو يحاول تهدأتها : أهدي أهدي خلاص الحمدلله اخوكي كويس واتنقله الدم..

صرخت قائلة بإنهيار : عنده الأيدز!!

نظر علي للطبيب الذي كان يبتسم بهدوء تام وينظر للمصحف بيد علي!!

فكيف له أن يكون بهذا البرود والهدوء!!

هتف الطبيب بابتسامة وهو يوجه حديثه ل علي ولقي : ممكن تتفضلوا معايا علي المكتب؟!

نظر له بشك ومن ثم نظر ل لقي وهو يمد يده لها ليجعلها تنهض ،، أمسكت بيده ونهضت وذهبوا معه وسط نظراته الغامضة!!

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

" أنت سليم وماعندكش حاجة!! "

هتف بها الطبيب بابتسامة هادئة ليهتف علي بعدم فهم : سليم!! سليم أزاي يا دكتور انا من فترة عملت تحليل وعرفت أني مريض بالأيدز ثم اكمل بتركيز وتمعن : وأنت بنفسك اللي قولت إني مريض!!

ازدادت ابتسامة الطبيب وهو يقول : ده اكتر وقت أنا فخور فيه بنفسي!!

نظر له علي بعدم فهم ليكمل الطبيب قائلا بجدية : أحنا ربنا بيبعتنا كلنا لبعض عشان ناخد بأيد بعض ،، عشان ننصح بعض ،، عشان نقوي بعض ،، عشان نعلم بعض ،،
لما جتلي أنت واخوك عشان تحلل وكان تحليل عشان تعرفوا عندك إيدز ولا لا ،، النتيجة أنك سليييم تماماً!!!

فتح مقلتيه بصدمة ،، كيف لهذا أن يحدث!!

اكمل الطبيب قائلا بجدية : قولتلكم ساعتها أنك مريض بالإيدز عشان تتعظ ،، عشان ترجع لربك ،، عشان تفهم أنك مهما كنت صغير ممكن ف أي وقت تموت ،، والنتيجة اهيه انك ماسك المصحف ،، كلك اتحسنت ،، انا كنت متابع حالة اخوك من بعيد لبعيد وكنت بشوفك وأنت بتصلي وبتقرأ قرآن وشكلك وطريقتك كلك اتغيرت ،، حتي أخوك ماكانش يعرف وكان ده درس ليه برضو ،، عشان يتابعك ومايسيبكش تعمل اللي عايزه ،، في حاجات ماينفعش التهاون فيها ،، بس فعلا اتغيرت صفاتك وكل حاجة فيك ،، عشان كده انا اتأكدت أن قراري كان صح مية في المية ،، واقدر اقولك أنك صحتك زي الفل ومش مريض ولا حاجة!!

كان يستمع لحديثة وهو ينظر له بعدم تصديق وكأنه مغيب امسك بالمصحف وظل يقبله ودموعه تهبط علي وجنته بغزارة وكل ما يكرره هو : الحمدلله ،، ألف حمد وشكر ليك يارب ..

كان الطبيب يبتسم بفخر أنه غير من وضعه وصفاته فهو يشعر أن هذا أكبر إنجاز حققه بحياته ..

كانت الأخري تنظر له بفرحة ودموعها تنهمر علي وجنتها ،، هو من دق له قلبها ،، لكنه كان مجرد يُسلي وقته ،، ااه كم تشعر أن قلبها ينذف كلما تذكرت حديثه لها أنها مجرد شمطاء ،، أنه لا يستطيع ان يتخذها كزوجة ،، تخشي أن يعود لعادته ويبتعد عن ربه!!

خاتم سليمان ...للكاتبة  علياء رسلانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن