الفصل التاسع عشر

663 13 6
                                    

أمضى الليل كاملا وهو يقود باتت عيناه حمراوتان من شدة التعب ...وهو يفكر ..ويتخيل سلمى بين يدي أحد المجرمين لا بد انها تائهة لا تدري أين ستذهب....لا بد انها تجلس على احد الأرصفة تبكي كطفلة ضائعة كان قد وصل على مشارف المدينة الساحلية لا بد انها الاقرب على القرية  كيف سيبدأ البحث وأين
ضرب المقود بغضب  بعد أن أوقف سيارته ...اخرج لفافة تبغ أشغلها وبدأ ينفث الدخان ....
((كانت سلمى تجلس في ا حد المطاعم  تاكل وهي تلمس بطنها بلطف ...مبتسمة))
_اذا التقينا بوالدك ذكرني ان اشكره على المال الذي كان يرسله لنا
(تكمل طعامها وهي ترتشف عصير لذيذ ...كم كانت جائعة )
(يقاطعها صوت شاب وسيم يقف أمامها)
_هل يمكنني الجلوس قليلا(تنظر إليه باستغراب ليجلس دون انتظار اذنها )
_بصراحة احسست أنك بحاجة لمساعدة تبدين غريبة عن المدينة
(تنظر حولها شكله لطيف ربما حقا سيساعدها لكن ليس عليها ان تأمن للغرباء)
_لا شكرا ...هل يمكنك تركي اكمل وجبتي
_اين تقيمين
_لا علاقة لك بي
_بصراحة اشك بأني أعرفك لهذا بادرت بالسؤال أتمنى أبا اكون قد أخفتك
(تنظر له تتأكد من شكله)
_من اين انتي
_بل اخبرني انت من اين
_اوف ما أعندك ...انا سعيد ناصر من احد القرى القريبة ..
(تنظر اليه متفاجئة ماهذا الحظ الذي رماها بقرب أخاه لحسام  ...يا له من حظ عاثر تبتسم له بلطف)
_ أنا ابنة سالم  حميد
(يفتح فاهه متفاجئا )_لم اظن أن السيد سالم لديه فتيات بهذا الجمال
_مر زمن على زيارتك لقريتنا
_لا احب الذهاب الى تلك القرية بصراحة امور كثيرة تمنعني من الذهاب. 
_مثل ماذا
_دعينا مني واخبريني ماذا تفعلين هنا واين زوجك
مرت فترة  على اتصالي مع ابي
(تنظر سلمى أرضا)
_ارجو ألا تخبر أحدا انك رأيتني
_ولكن لماذا لا بد أنهم قلقين عليك
_لو سمحت انسا انك رأيتني تنهض بعد ان تضع مالا على الطاولة
(تنهض تهم بالرحيل ...ليمسكها من يدها...)
انتظري قليلا سأعتذر من رفيقي واعود إليك لن أسمح لك بالرحيل وحدك
(يذهب نحو صديقه ليكلمه ثم يعود اليها ويخرجان معا ...تضم سلمى سترتها بيديها إنه برد الليل لتشعر ب سترة وضعت فوق أكتافها كان سعيد هو من وضع سترته فوق اكتافها فشعرت ببعض الدفئ)
_أين اغراضك
_إنه اول يوم لي هنا لقد اخذت غرفة في الفندق
_هيا بنا لنأخذ أغراضك ونذهب
(تتوقف وهي تنظر إليه ولماذا اين سأبيت)
سآخذك لبيتي
_هل جننت هل تظن اني سأبيت في بيت رجل ....انا لا أعرفك حتى
(يمسح وجهه  ...ويبتسم ابتسامة حمقاء)
لم اقصد هذا ...انا آسف ...ولكن تأكدي انك كأختي الصغيرة تماما ...ومن ثم انا متزوج ولدي طفلة
(تحمر سلمى خجلا)
_لا بأس سلمى ستكونين بأمان معي أنا كأخاك الكبير هيا لنجلب اغراضك ومن ثم نجلس لتحكي لي كل شيء  حصل معك وانا سأساعدك
_انا لا أريد سوى ان اكون مستقلة عن الجميع
(يذهبان للفندق ويأخذان الحقيبة ...كان سعيد يقود السيارة وكانه ينتظر منها ان تخبره)
لم تخبريني
_حديث طويل
_لا بأس سأسمعك
(تحكي له سلمى كل شيء وهو ينظر متفاجئا كم تحملت هذه الطفلة يبدو أنها تحملت الكثير ....حتى حسام اخيه لم يرحمها )
_هدءهذا ما فعله حسام ...لطالما كان مجنونا فأين سيجد مثلك ...(تنظر إليه بحزن لتنظر أرضا ليحاول تغيير الموضوع)
_هيا بنا ننزل لا بد ان زوجتي ستقتلني إنها مجنونة
(ينزلان ....معا ويصعدان الدرج ليصلا لباب خشبي ...يطرق الباب ويخرج المفتاح من جيبه ويفتحه واذ بفتاة صغيرة تحتضن رجليه وهي تصرخ ابي ابي  يبتسم ويحملها ويقبلها سعيدا )
_يا قلب ابيك (يحملها ويدخل وهو ينادي زوجته )
_حبيبتي هل انت غاضبة
(كانت سلمى تسمع صوتهما يتحدثان شعرت بالندم  لمجيئها الى بيتهما عليها العودة استدارت لتفتح الباب اوقفها صوت سعيد)
يبدو  ان أحدهم يفكر بالهروب
(تستدير لترى سعيد يحمل ابنته وتقف قربة امرأة جميلة تبدو لطيفة تقترب منها مبتسمة)
اذا انت قريبة سعيد اعتذر منك فهو لم يخبرني بقدومك لو اخبرني كنت جهزت عشاء  لذيذا)
تبتسم سلمى
_انا لست جائعة آسفة على إزعاجك كنت سأبيت في الفندق لكن زوجك لم يرضى
_ولماذا ستبيتين في فندق ونحن موجودن  تعالي تعالي ما اقل زوقي لازلت تقفين قرب الباب ..
(تأخذ الحقيبة من يدها وتنظر إلى بطنها)
بكم شهر
_قريبا سأدخل شهري السابع
_الا تعرفين جنس الجنين
(تنظر إلى بطنها لقد حرمت من ابسط حقوقها وهي ان تعرف ماذا تحمل في بطنها ...)
اسمعي غدا سآخذك  الى طبيبتي إنها لطيفة وسنعرف ما نوع جنينك)
_لا مانع لدي
_هيا بنا لترتاحي يبدو انك تعبة
(امضو سهرتهم بالضحك كانت الصغيرة تتكلم وترقص وتصفق كانت بعمر سنتين ونصف ...كانت تبدو سعيدة بوجود ضيفة في بيتهم لم تترك سلمى ولو للحظة
حتى انها قررت ان تنام في حضنها
كان بيتهما صغير وضيق  يكفيهم ....فرشت( رؤى) زوجة سعيد على الارض لتنام هي وزوجها وصغيرتهما لتنام سلمى على سريرهما لكن سلمى لم تقبل واصرت ان تنام هي على الفراش
(مر الليل على سلمى متعبا جدا كان بطنها يؤلمها استيقظت صباحا على رائحة القهوة ...كانت رؤى قد أعدتها لتشربها مع سلمى على الشرفة ...)
_صباح الخير
_صباح الورد تعالي لقد اعددت القهوة سعيد ذهب إلى عمله ...
(تجلس سلمى)
_ماذا يعمل أخي سعيد
_إنه يعمل بدوامين ...دوام نهاري موظف في البنك ...اما في المساء فهو يعمل في المطعم الذي قابلته به كمحاسب
_فليقويه الله ويحميه لكما
_وأنت يا سلمى ما قصتك ....ارى الحزن بعينيك
_انا فقط تعبت من الناس التي كانت حولي لا أريد أحدا منهم فالجميع قد أذاني
(تمسك رؤى بيد سلمى بلطف )
_سيأتي يوم وترين السعادة
(تركض نانا ابنتها نحوهما وهي تقول)
_ثلمى ...ماما...ثباح الخير(تضحكان لها)
(بعد وقت فطرت سلمى مع الفتاتان وانطلقو جميعا لليتعرفو جنس الجنين في بطنها ....كانت سلمى تشعر بخجل شديد ...حين طلبت منها الطبيبة الاستلقاء والكشف عن بطنها ....كم كان ذلك السائل اللزج باردا حين وضعته الطبيبة على بطنها وحركت الجهاز )
_ها هو قد وجدته....كم هذا رائع
(تقولها الطبيبة بابتسامة )
انظري هنا أترين(تشير لها على الشاشة قبالتها )
انت حامل بتوأم عزيزتي
(تفتح سلمى فمها مصدومة ورؤى ونانا الصغيرة قربها)
_توأم
_نعم بنت وصبي (تضحك سلمى مع بعض دموع الفرح التى نزلت رغما عنها ...كانت سعادتها لا توصف .....خطر ببالها وليد ....كان سيكون سعيد حين يرى اولاده ...كم تتمنى لو كانو عائلة سعيدة كعائلة سعيد ...لو تغيرت الأمور وتغير الزمن كانت غيرت الكثير من الاشياء في حياتها...تعود لواقعها  كانت الطبيبة تكتب لها بعض الفيتامينا فالأجنة صغار ويلزمهم تغذية وخصوصا ان جسدها ضيعف ...خرجو من عند الطبيبة كانت رؤى متحمسة جدا بشأن التوأم وقررت ان تأخذ سلمى لشراء بعض الحاجات للتوأم ....رغما عنها ابتسمت حين رأت اندفاع اروى كانت هي ذات يوم مندفعة اكثر وعليها ان تحب الحياة لأجل توأمها.....
اختارتا بعض الثياب المميزة صغيرة الحجم كانت جولة تسوق رائعة أعادت الابتسامة لوجهها ....
لقد وعدها سعيد ان لا يخبر احدا بوجودها عنده تتمنى ان يفي بوعده
عادتا للمنزل و بدأت رؤى بتحضير الغداء لأن سعيد اقترب وصوله ...ساعدتها سلمى في الطهو لقد مر زمن ولم تشارك بالطهو ...
عاد سعيد مبتسما يحمل بعض الحلوى بيديه ....وضعت الفتاتان الغداء واجتمعو حول المائدة بسعادة)
اخي سعيد
_نعم سلمى
_أتمنى ان تجد لي غرفة او شقة صغيرة قريبة من بيتكما (تنظر لها رؤى بغضب)
ولماذا الست سعيدة معنا هل ستتركينا
)تنظر بصحنها )
سعيدة جدا لهذا اريد شقة قريبة
_لكني كنت أفكر ربما إذا كلمت زوجك  ربما سيسوي الامر وتتصالحا
_هل انت ايضا ستفرط بي كالآخرين ...لقد وعدتني
_لا لم اقصد اذا لم تكوني موافقة لن افعل ...ولكن انا من اجل طفلك
(تبتسم كلاهما لدى ذكر الطفل لينظر لهما سعيد مستغربا )
ما بكما
(تجيب رؤى)سلمى معها توأم
(لتتسع ابتسامته ويبارك لها بهما)
.............
كان وليد يدور الطرقات نام في السيارة تلك الليلة لكن لا يبدو ان لها أثرا في المدينة الساحلية ...خطر بباله فجأة ان تكون ذهبت للعاصمة ....ليس بعيدا عنها ...تذكر عائلة الطبيب أدهم التي ساعدتها من قبل  ...أدرا سيارته لينطلق من جديد.......

😍😍شو رايكن بهالاحداث انشالله تعجبكن الشخصيات الجديدة يلي دخلتا ....عطوني رأيكن😍
شكرا لكل يلي عم يعلق ....ويعطيني رأيو

الجزء الثاني من أنياب الحب((مكتملة))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن