الفصل العشرون

686 15 4
                                    

كان وليد يجلس مع الدكتور ادهم في مكتبه ...
_تبدو مرهقا يا وليد
_لقد دمرت حياتي كلها ...نعم انا مرهق لأني حينما وجدت توأم روحي فرطت بها وحين قررت إصلاح الأمور فقدتها ...كل ما يحصل معي بسبب والدي لقد دمر لي حياتي 
(يربت أدهم على يده)
لا تقلق ستجدها فسلمى تحبك
(يضحك وليد ضحكة ساخرة)
تحبني انا ....هل. انت جاد لقد قتلت طفولتها بيدي هاتين سلبتها براءتها
_ربما فعلت ولكن لديك الكثير لتقدمه لها ...لن ترجع لها ما فقدته ولكن ستداوي جروح روحها به
_ارجو أن يكون كلامك صحيحا
_اسمع يا بني لن تجدها بهذه الطريقة عليك الحياة بشكل طبيعي وهي من سيأتي إليك
........
بعد اسبوع
دخل سعيد فرحا الى بيته كانت سلمى ورؤى جالستان )
_اعطني البشارة أختي سلمى
_على ماذا
_من حسن حظك ان جارتنا ستؤجر منزلها وهي شقة صغيرة فوق السطح  مع اني لا ارغب برحيلك من بيتنا
_سأكون بقربكم لقد فعلت الكثير لي وأنا ممتنة لك
_يا ليتني استطيع تعويضك عما فعله اخي
_حسام لم يفعل شيئا من حقه أن يتزوج فتاة  وليس امرأة حامل بطفلين سيكون هذا ظلما له
_ولك اليس ظلما ما حصل معك
رؤى:كفى يا سعيد الا ترى ان همها يكفيها ....لقد دخلت شهرها السابع منذ ثلاث ايام وآلامها لا تتوقف انا قلقة عليك سلمى
_تشعرانني وكأنني مسافرة إلى بلد بعيد سأبقى عندكم كل النهار وبما ان المال معي كثير بفضل وليد الغبي لما لا ابذره (يضحكان على مزاحها اللطيف)
......................

مر لسبوعان آخران ...
كان سعيد يجلس منتظرا ان تسمح له السكرتيرة بالدخول لتخرج وتطلب منه الدخول فالسيد وليد بانتظاره
(دخل المكتب كان وليد بانتظاره واقفا صافحه باحترام ودعاه للجلوس)
_اهلا سيد سعيد قلت انك تريدني بموضوع هام فأرجوك اختصر قدر الإمكان لأن وقتي لا يسمح لي
_لدي سؤال واحد
_ما هو
_سلمى
(يتغير شكل وليد )_ما بها سلمى
_ماذا تعني لك
(ينزل وليد رأسه ارضا بحزن ليعيد رفعه بشراسه)
وما علاقتك
_بإمكانك اعتبار سلمى أختي الصغيرة
_هل تعرف مكانها اخبرني
_اخبرني انت ماذا تعني لك اولا
_سأخبرها هي قبل أن اخبرك أنت
_عليك ان تفهم اني لن أسمح لك بأذيتها ولولا إحساسي بالذنب أنك لن ترى اولادك حين تلدهم لم أكن لآتي...
_لن اؤذيها انا أحبها بل اعشقها واريدها أن تعود لي
(يلتمس سعيد صدقه ليبتسم)
_سأخبرك ولكن ارجوك ان لا تتصرف شيئا دون إخباري وإلا فهي ستغضب مني كثيرا وربما لن تكلمني مرة اخرى...لن تذهب إلا سأسوي الأمر بطريقتي لتبدو وكأنها صدفة انت فقط اصبر
(يبتسم وليد لينهض سعيد من مكانه)
كما اتفقنا سيد وليد اراك لاحقا
(يمد يده له لكن وليد يحتضنه بحماس. وسعادة )
أنا ممتن لك يارجل شكرا
...........
كانت سلمى بتلك الليلة ترتب أغراضها بسعادة في شقتها الصغيرة المكونة من غرفة واحدة وحمام ومطبخ اشترى لها سعيد بعض الأغراض المستعملة
كالسرير واريكتان وأغراض المطبخ إنها المرة الأولى التيتشعر فيه بهكذا سعادة لكن الم بطنها لم ينتهي ...كانت تخرج ثيابها من الحقيبة لتجد الهاتف كانت قد أطفأته ووضعته في حقيبتها تصعه على الطاولة وهي تلمس أزراره لا بد أن هرمونات الحمل تؤثر على مشاعرها ....إنها تشتاق لذلك القاسي ...أدركت ان محبتها لحسام كانت تعلق لا أكثر كانت قد اعتادت وجوده بجانبها لكن وليد كان مختلفا تماما ...حتى اشتياقها له مع انه اذاها
لا تريد احدا منهم ...ستعيش مع ولديها بسلام جلست على الأريكة وهي تضغط اسفل بطنها إن الألم لا يحتمل تحاول الوقوف لكنها لا تستطيع تشعر بسائل دافئ تدفق من بين رجليها والألم زاد لتمسك الهاتف دون تفكير تكابر على المها وتشغله لتدق الرقم الوحيد الموجود به ....)
.........
كان وليد في سيارته يجلس تحت بنايتهم تماما فمنذ الصباح حين احبره سعيد عن المكان اصر ان يوصله بسيارته ومنذ وقتها لم يغادر المكان ...كانت الساعة الثانية عشر ليلا حين اضاء هاتفه ليستغرب من قد يكون يفتح فاهه اثر المفاجأة إنها محبوبته .لا بد انها شعرت به.....يفتح المكالمة فورا)
سلمى
(ليسمع أنينها)
وليد الحقني ارجوك انا اتألم سأخبرك بمكاني
_سآتي حالا اصمدي يغلق الهاتف دون ان ينتظر اكثر ...ثوان وكان على السطح امام الشقة المتهالكة يدق الباب ويحاول فتحه ...كان يريد خلعه لولا لم يفتح وتظر سلمى بوجهها المحمر كانت تبدو لذيذة كحبة الطماطم وبطنها المكورة الصغيرة امامها توقظه من شروده)
ساعدني...
_ماذا أفعل
_لا أعرف خذني الى الطبيب او المستشفى
(يحملها دون اذن ليقطع الدرجات بثوان وكأنه بطل خارق  يضعها قربه بالسيارة ليقود بسرعة جنونية كان المستشفى اقرب إليهم ادخلها من قسم الاسعاف ...
.....دقائق وتخرج الممرضة)هل هي بخير
_إنها حالة ولادة لا تقلق سيدي
_انها بالشهر السابع
_انها ولادة مبكرة
...بقى واقفا ساعة كاملة ولم تخرج بعد هناك شي ليس طبيعيا كان يسمع صراخها دليتقطع قلبه
حتى توقفت الصرخات  لتخرج الممرضة راكضا وهو يتحول إلى ثور هائج يمشي جيئة وذهابا
ثوان ويخرجون سريرا نقال يجر سلمى الغائبة عن الوعي ليصرخ بهم ويمسك الطبيب من مقدمة ردائه)
_سيدي وضعها خطير عليها وهعلى الأجنة فأرجوك دعني اكمل عملي
_إن حصل لها شيء سأقلكم كلكم أتفهمون
(يهرول الطبيب راكضا نحو الغرفة التي اخذو اليها سلمى اما هو  فبقى يضرب حائطا من هنا وحائطا من هناك هل سيفقدها يا إلهي لو كان هناك فقط من يواسيه ويشجعه لا يريد ولدا يريدها هي كم كانت جميلة حتى في ألمها
مرت ساعتين كاملتين ليخرج الطبيب وهو يمسح جبينه الذي يتصصبب عرقا....ليركض نحوه وليد)
طمني ارجوك
_لقد أنقذنا الطفلين لكن
لكن ماذا اخبرني(يصرخ بالطبيب)
زوجتك ...إنها بكر وصغيرة بالسن لهذا ولادتها كانت صعبة
(يصرخ بوجه الطبيب بغضب)
هل ستحكي لي قصة حياتك ..هل هي بخير
_اضطرنا لنقل الدم لها بسبب النزيف فقدت الكثير من الدماء حاليا هي بخير لكن علينا انتظار صحوها من المخدر ستكون تحت المراقبة 24 ساعة ممنوع الدخول إلى غرفتها
(يتركه الطبيب ليجلس وليد على الكرسي حزينا متألما... كانت الساعة الثالثة والنصف صباحا.
تخرج الممرضة لتسأله :سيدي إن اردت رؤية صفليك هما بالحاضنة
(ينظر لها متفاجئا)
طفلي أنا ...اثنان
نعم سيدي بنت وصبي قمرين ماشاء الله فزوجتك كانت حامل  بتوأم
(يبتسم بألم ...يا ليته كان بجانبها أثناء حملها كان اعتنى بها وبأطفاله كم هو زوج مهمل وأب مهمل سيعوضهم يعدهم بذلك
..............
(كان سعيد ورؤى نائمان حين سمعا طرقا قويا على الباب نظر سغيد للساعة كانت السادسة صباحا لينهض بكسل ...من سيكون يا ترى....
يفتح الباب ليتفاجئ بوليد الذي يبدو بهيئة مزرية
_ما الأمر
_سلمى ...لقد ولدت إنها بالمستشفى ....(تنزل دموعه)
لقد انتظرت الصباح كي لا ازعجكما لكن صدقا أنا لا اعرف ماذا سأفعل اشعر بنفسي مربطا بالحبال
(يربت سعيد على كتفه بلطف)
انتظر سأؤقظ زوجتي لنذهب معك  ....)
سأنتظركما في السيارة...
نعم لن نتأخر
يسرع سعيد ليخبر رؤى التي كانت شبه مستيقظة(
رؤى سلمى ولدت انها في المستشفى
_مبارك لها
(تقولها وهي نائمة ليصفعها على وجهها بلطف)
رؤى يا رؤى قلت سلمى في المستشفى
(لتنهض رؤى تنظر له كالمجانين)
ماذا قلت
_سلمى في المستشفى
_يا إلهي يا إلهي تنهض وتفتح باب الغرفة )
هيا لنذهب ليضرب على راسه فزوجته المجنونة لا تغير عادتها نومها ثقيل....يبتسم بلطف)
تنت لن تذهبين بروب النوم للمستشفى تنظر لفستانها القصير من الساتان وتشعر بالخجل فهو اشتراها له البارحة لترتديه له وكم شعرت بالخجل
(اسرعت وارتدت ثيابها لتمسك ابنتها وهي نائمة تطرق باب الجارة..)
صباح الخير عزيزتي
صباح النور
ارحوكي ساترك نانا عندك ريثما نعود سلمى بالمستشفى)
من عيوني ...طمنيني على تلك الصغيرة(تاخذ جارتها ابنتها لتصعد على الدرج كان سعيد ينظر باستغراب)
يا امرأة طريقنا للاسفل
_اعلم ولكن ربما سلمى لم تاخذ شيئا معها
(تركض لترى الباب مفتوحا تجد الحقيبة التي وضبتها لسلمى من اجل الولادة على السرير كما هي لتأخذها وتسرع تغلق الباب بالمفتاح وتنزل راكضة ...كان وليد ينتظرهما وهو يغلي لقد ترك محبوبته لوحدها....يقود بهما بجنون وسعيد يطلب منه القيادة بهدوء ليصلون الى المستشفى برقم قياسي ...
ينزلون لتسأل رؤى)اي غرفة اين الاولاد
وليد غير مسموح لنا بالدخول اليها كانت ولادتها عسيرة اجرو لها عملية جراحية وفقدت الكثير من الدم
(تنزل دموع رؤى بهدوء لتنظر إلى ذاك الغريب بالم)
ومن انت وما علاقتك
_انا زوجها
_زوجها!!!!!أم تقصد طليقها ايها الوغد(تلكمه على صدره بغضب)
الا ترى كم آذيت تلك الطفلة ...ولك جرأة لتأتي الى هنا
_رؤى كفى اهدأي(يمسكها سعيد ليوقفها عن ضرب وليد المسكين الذي يبدو قد فقد كل طاقته)
رؤى ارجوك يكفي اذهبي لتري الاولاد هيا ربما بحتاجون شيئا(تذهب رؤى الغاضبة الخائفة على صديقتها)
آسف سيد وليد إنها تحبها بشدة وحزنت عليها ارجو ألا تؤاخذها
_اعلم ان ما قالته معها حق فيه
(ينظر سعيد ارضا ليجلس على الكرسي منتظرا))
(كانت رؤى تنظر إلى التوأمين المساكين من خلف الزجاج  وكانت تشهق باكية )
مسكينان أرجو ان يعيد الله إليكما والدتكما فما من شيء اصعب من فقدان الأم ...لا تقلقا سأحميكما وسأحمي أمكما لن اسمح لأحد بأذيتكما كما تأذيت انا
(تمسح دموعها لتجلس متذكرة ماضيها فسلمى كانت تشبهها إلى حد ما ذات يوم....لكن هي كان لديها سعيد....)))


((((بتمنى يعجبكن هالفصل لسا في احداث القصة ما خلصت ...عطوني رأيكن بالتعليقات...😍😍😍😍حبكن انا😍😍😍😍😍))))

الجزء الثاني من أنياب الحب((مكتملة))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن