الفصل السابع عشر

1.5K 14 1
                                    

انتظرت حتى نام الجميع بعد ان يأسو من إقناعها لتوضب حقيبتها الصغيرة ارتدت فستانها الازرق وفوقها سترة من الجنز و تخرج متسللة غير آبهة بالمستقبل ...ظلت تمشي حتى ابتعدت جيدا عن القرية حتى شعرت بالتعب فوضعت حقيبتها وجلست على أحد الصخور القابعة على طرف الطريق وشردت في مصائبها حتى ايقظها صوت رسالة وصلت على الهاتف المحمول أخرجته من حقيبتها وقرءت مضمون الرسالة ...لقد كان قلقا جدا فهي منذ يومين لم ترد على رسائله ذلك الوغد الآخر
أعادت هاتفها لحقيبتها ستمحيهم كلهم من حياتها فهي ليست بحاجة الغدارين الخائنين ليست بحاجة لمن سيتخلى عنها بأي لحظة ...تفضل البقاء وحيدة على أن تعلق آمالها بأحد هذه ستكون حكمتها بحياتها الجديدة.. يوق ها من جديد رنين هاتفها ...هل ترد ربما سيعرف مكانها...)
كام وليد في أحد ممرات المستشفى لقد أمضى أيامه قلقا عليها محبوبته الصغيرة إنها تبخل عليه بحروفها حتى انها لم ترد على اتصاله يا ليتها ترد كم اشتاق لسماع صوتها العذب...وضع هاتفه بجيبه...
ودخل إلى الغرفة وجلس قرب السرير الذي استلقت عليه سناء...كان يفرك يديه متوترا وسناء تراقبه....)
_لم ترد أليس كذلك..
_لا
(تنظر سناء بحزن وقد كانت تضع وشاحا على راسها لانها باتت بلا شعر...لتمسك يده بلطف)
_فلتذهب إليها
_وأتركك
_كفاك يا وليد لقد ظلمتك ما فيه الكفاية لقد حان الوقت لتعيش حياتك ولا تأبه للآخرين وانا سأكون سعيدة عندما تكون سعيدا
_لكنك...
_هسسس ...هيا احجز لتسافر إلى هناك ...أختي بجانبي لا تقلق ..
_سناء أنا..
_كلانا يعلم اننا لم نكن يوما مناسبين لبعضنا و أننا لم نحب بعضنا ...حتى لم نكن كزوجين يوما أنت تعلم هذا كما أعلمه انا ...لطالما اعتنيت بابني وكأنه ابنك وأحببته ولو كان والده على قيد الحياة لما احب آدم كما احببته أنت...لقد ضحيت بما فيه الكفاية ضحيت ب روان ضحيت بحبك للوحيد وكنت مخلصا لي سأكون انانية جدا إن حرمتك حبيبتك مرة اخرى
(تدمع عيناه فيقبل يدها بحب واحترام وينهض)
_انتبه لنفسك وليد
(يشير ب رأسه ويخرج داعيا في قلبه ان تعود بخير ...وكم يتمنى ان تكون محبوبته سلمى بخير)

(توقفت سيارة لنقل الخضار ...في أحد شوارع المدينة تبتسم سلمى للرجل العجوز ممتنه له على ايصالها)
انتبهي لنفسك يا ابنتي
شكرا لك يا عم
(تنزل من السيارة لتنظر إلى تلك المدينة التي لم تزرها إلا عددقليل من المرات...تبتسم لحالها إنها تائهة تماما لقد استغرق الطريق وقتا طويلا حتى كاد ان يحل المساء يرن هاتفها تنظر لترى أنه وليد ومن سيكون غيره سترد هذه المرة ولكن ليس لتلبية رغباته...
(كان قد وصل لتوه للبلاد وبدأ بمحاولة الاتصال بها علها ترد...وضع الهاتف على أذنه منتظرا ليصله صوتها الرقيق الذي بعث قشعريرة بكل جسده....)
_أهلا استاذ وليد
(يبتسم لرسميتها لكن مجرد كونها نطقت اسمه هذا ما افرحه...)
_سلمى سآتي اليوم إلى بيت اهلك
(يسمع صوت ضحكتها الساخرة تثقب أذنه)
_أهلي ...أي أهل ...ليسو أهلي لقد كنت مخدوعة بهم فحسب
_كفاك سخرية أهلك يحبونك و..(يقاطع اعترافه ضحكتها الناعمة) _يحبوونني ...كما تحبني حسام وكما احببتني انت...آه صحيح هل علمت من سيتزوج
(تضحك من جديد)
ابنة عمتك العزيزة ستتزوج من حسام ...او حسام من سيتزوج بها....
_ماذا تقولين
_وقبل ان انسى سالم ليس والدي هذا ما اكتشفته مؤخرا هو أخ والدي الذي توفي هو ووالدتي اثر حادث
)كان يستمع مصدوما هل محبوبته حزينة لتلك الدرجة لا بد انها تتألم وهو ليس بقربها ليواسيها ويحتضنها)
_سلمى ....حبيبتي
(صوت انقطاع الاتصال ينهي المكالمة)
ليعاود الاتصال ليجده مغلقا
تبا ...تبا (يضرب مقود السيارة بغضب)

_

الجزء الثاني من أنياب الحب((مكتملة))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن