VII

64 4 5
                                    

الفَصلِ السَابِع

|خِطابَـات|

___

تقدِّم السيِّدة سَاموِيل هَارتفِيلد تمنيَاتهَا الطيِّبة للسيِّد جيُون جُونفكوك، وترجُوا بيَان أنهُ وَفق الظرُوف الحالِيّة فإنّ السيِّد جيون قَد لايكُون مُدرِك_
كانَت السيِّدة هارتفِيلد تكتُب خطَابها بفصَاحة شدِيدة حتَى الآن، ثمّ توقفَت بشكِل مُفاجِئ، حِين واجهتهَا المعضلَة الكُبرى التي توَاجه الكثِيرين حَال الكتَابة—إنهَا معضِلة التعبِير عَن الذَات باستِخدَام ضمِير الغَائب دُون أن تعدِم اللبَاقة.
وبعدَ لحظَات من التردٌد، مزَّقت السيّدة هَارتفِيلد الخِطاب وبدأت مِن جدِيد.

عزِيزي السيِّد جُونغكوك—معَ تقدِيري الكامِل لجهُودَك التِي بذلتهَا علَى النحوِ المنَاسب حيَال إبنَة عمِّي إيمَا(والتي كانَت وفاتهَا صدمَة لنَا جمِيعاً)، إلا أنهُ لايسعنِي سوَى الشعُور—

ومرَّة أُخرى توقفَت السيِّدة هارتفِيلد عَن إتمَام خطابهَا، ومرَّة أخرَى كانَ مصِير الخطَاب إلى سلَّة القمَامة.ولَم تتِم السيِّدة خطابهَا إلا بَعد أربَع محاوَلات فاشِلة، حِين كتبَت الرسالَة التي أرضتهَا.ووصلَ الخِطاب الذِي كان مختُوماً بخَاتم البرِيد البَاهت، ومعنُوناً إلى السيِّد جيُون جُونغكوك لِيتَل كرامبتُون، سَاينت مارِي ميد، كينت، وقَد كان الخطَاب بجوَار طبَق إفطارِه في صبَاح اليَوم التالِي ومعهُ خطَاب آخر يبدُو أكثَر أهميَّة في ظَرف أزرَق.
فتحَ جُونغكوك الخِطاب الأوّل، وكَانت النُسخة النهَائيّة مِنه كالتَالي:

عزِيزي السيِّد جيُون جُونغكوكْ، أود أنَا وزَوجي أن نقدِّم جزِيل شُكرنا لمَا بذلتمُوه من خدمَات تجَاه إبنة عمِّي المسكِينة إيمَا.لقَد كان وفَاتها صدمَة لنا جمِيعاً، رغُم إدراكنَا منذ زمَن مرضهَا العَقلِي، وأرى أنّ رغبَاتها الأخِيرة تجَاه الوصيّة كانَت نابعَة من عقِل غَير واعٍ، وهيَ لم تكُن لتصمُد بالطبِع إذا عرضَت للبَحث في أية محكمَة.ولَيس لديّ أدنَى شك أنّكَ بمَا تحظَى بِه من رجَاجة عقِل قَد أدركتُ فعلاً تلكَ الحقِيقة.ويرَى زَوجي أنهُ لو تمَّ التفاهُم في الأمرِ على نحوٍ من الخصُوصيَّة، فسيكُون ذلكَ أفضَل.ويسعدُنا كثيراً أن نزكِّيكَ بقوّة لوظِيفة مماثِلة، ونرجُوا منكَ قبُول هديَّة بسِيطة منَا، وتقبَّل أخلَص الأمنيَّات.

                                  ماري آن هَارتفِيلد                         

قرَأ جُونغكوك الخطَاب، وتبسَّم قلِيلاً، ثمّ قرأهُ ثانيَةً.كَان وجهُه وهو يضَع الخطَاب بعدَ قراءتِه للمرَّة الثانيَة يبدُو علَيه التفكُّه الواضِح، ثمّ تناولَ الخطَاب الثانِي، وبعدَ قراءة مُتأنيَة مُوجزَة وضعَ الخطَاب ثم حدَّق أمامِه مبَاشرةً، لكِن دونَ إبتسَامة هذهِ المرَّة، كان مِن الصَعب للغَاية لأي مراقِب يراهُ الآن أن يخمِّن ماتخفِيه نظرتهُ الهادئَة من مشَاعر.

القِطار الأزرَق Vk.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن