III

123 7 7
                                    

~الفَصلِ لثَّالِث~

|قَلبُ النِيران|

___

عبرَ'فَان هِكتُور'الأبوَاب الدوَّارة لفُندق سافوَي، واتجهَ نحوَ مكتَب الإستقبَال؛ فقابلهُ موظِّف الإستقبَال بابتسَامة مهذبَة وقَال:
"سعِيدٌ بلقَائك ثانية يَا سيِّد فَان هِكتُور"

أومأ المليُونير الأمريكِي برأسهُ فِي تحيَّة إعتيَاديَّة، وسأل:
"هَل كُل شَئ علَى مايُرام؟"

"نعَم يَاسيِّدي، المَايجُور جيمِين فِي جنَاحك الآن"

فأومَأ فَان هكتُور ثَانية، وسألَ بتلطُّف:
"هَل وصلتنِي خطَابات؟"

"أرسلتُ جمِيعهَا لجنَاحك يَاسيِّدي، أوه، مهلاً"
ثمّ دسَّ يدهُ فِي خزَانة أورَاق، وأخرجَ منها خطَاباً.وقَال شَارحاً:
"لقَد وصلَ هذَا لتوه"
أخذَ فَان هِكتُور الخطَاب مِنه، فيتغيَّر وجههُ وهوَ ينظُر للخَط المكتُوب علَى الخِطابات، كَان خطاً نسَائياً واضِحاً، وعلَى الفَور لانَت خطُوط وجهه الحَادَّة، وانبسطَ خَط شفتَيه الجَاف فِي إبتسَامة، وبدَا شخصاً مُختلفاً تماماً، ثمّ سَار فِي إتجاه المصعَد والخِطاب بيدِه والإبتسَامة لاتزَال علَى شفتَيه.
وفِي غُرفة الإستقبَال بجنَاحهِ الخَاص، جلسَ شَاب علَى المكتَب يصنِّف البرِيد الوَارد في خفة وبرَاعة إكتسبهَا من طُول الممَارسة.إنتفضَ الشَاب واقفاً حِين دخلَ فَان هِكتُور وحيّاه قَائلاً:
"مرحباً جِيمين"

"سعِيدٌ بلقَائك ثانيَة ياسيِّدي، هَل إستمتَعت بوَقتك؟"

قَال المليُونير فِي برُود:
"كثِيراً؛ إنَّ بَاريس مدِينة تَافهة هذهِ الأيّام.لكننِي مع ذلِك حصَلت علَى ماسعَيت إلَيه"
وابتسمَ لنَفسهِ إبتسَامة شرِسَة.

فقَال المساعِد ضَاحكاً:
"أنتَ دائماً تحصُل علَى مَاترِيد يَاسيِّدي"

فقَال الآخر موافقاً:
"هذَا صحِيح"
كَان يتحدَّث بلهجَة تقرِيريّة، وكأنّه يُذكر حقِيقة مؤكدَة.
سَار نحوَ المكتَب وهوَ يقذِف بمَعطفهِ الثقِيل.
"هَل من شَئ مهِم؟"

"لاأظُن يَاسيِّدي؛ فمُعظمها مكاتبَات رُوتينيّة، وإننِي لَم أنتهِ مِن تصنِيفها بعَد"

فأومأ فَان هكتُور إيمَاءة مُقتبضَة.

-

كان فَان هِكتُور رجلاً يَندر أن يبدِي لَوماً أو يعبِّر عَن ثنَاء.كَان نهجهِ معَ موظفِيه بسِيطاً؛ فهوَ يمنحهُم فُرصة تجرِيب ثمّ يصرِف بلاتردُّد من لايَثبت كفَاءة.إختيَاراته للموظفِين كَانت غَير تقلِيديَّة؛ فـ'جِيمين'–علَى سبِيل المثَال–كَان قَد قابلهُ صُدفة فِي منتجَع سوَيسرِي قبِل شَهرين؛ فرَاقه الرجُل، واطلعَ على سجلِّه الحَربي، ووجدَ فيهِ تفسِيراً للعَرج الذي يَظهر فِي مَشيته.لَم يُخفِ جيمِين حقِيقة بحثهِ عن عمَل، وبالطبِع سأل المليُونير على إستحيَاء إن كان يعرِف فُرصة متاحَة.يذكُر فان هكتُور–بابتسَامة كالحَة فيها شَئ من التفكُّه–تلكَ الدهشَة التامة التي غشَّت ذلِك الشَاب حِين عُرضَت علَيه وظِيفة المساعِد الشخصِي لذلِك الرجُل العظِيم.
قَال متلعثماً:
"لكِن–لكننِي لاأملكُ خبرَة في عمَل كهذَا"

القِطار الأزرَق Vk.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن