IX

37 2 5
                                    


الفَصلِ التاسِع

|عَرض مَرفُوض|

___

كَان مِن النادِر أن يَفقد كِيم تَايهيُونغ أعصَابِه؛ فقَد كانَت اللامُبالاة واحِدة من أهَم صِفاتِه، ولقَد سَاعدتُه صِفتَه تِلك على تجَاوز مواقِف عصِيبَة.حتى في هذِه اللحظَة—وبَعد أن غادرَ شُقة لِيليث—هدَّأ من ثَورتِه؛ فقد كان بحَاجة إلى الهدُوء؛ فهذَا المَوقف العصِيب الحَالي—هو الأشَد من بَين كُل مامرّ بِه، وتفَاصِيله التي لم تكُن بالحُسبان تتصَاعد، وحتى هذِه اللحظَة لم يكُن يدرِي يتصرَّف.
سارَ غارقاً في أفكَاره.حاجبُه متغضِّن، ولم يكُن أي من ملامِحه السهلَة المرِحة بادياً على وجهِه.وعدّة إحتمَالات تجُوب ذِهنه.كان تايهيُونغ، ربما، أقَل حُمقاً مما يبدُو علَيه؛ فقد رأى عدَّة خيَارات أمامِه علَيه أن يتخِذ واحداً منهَا تحدِيداً.وإن هوَ قاومَه، فلحين؛ فالأمرَاض المَيئوس منهَا تحتَاج إلى إجرَاءات إستثنَائيَّة.لقد فهِم حمَاه خَير الفهِم.فحَرب بَين كِيم تايهيُونغ وفَان هِكتور لايُمكن أن تنتهِي إلا بنتِيجة واحدَة.
لعنَ تايهيُونغ المَال في نَفسه.سَار مِن شَارع سَاينت جِيمس حتى شارِع بيكَادلي، وسارَ فيه باتجَاه سِيرك بيكَادلي.وحِين مرّ بمكاتِب تومَاس كوك وأولادِه، تبَاطأت خطوَاته.ثمّ تابعَ سَيره، وهو لايزَال يقلِّب الأمر فِي رأسِه.وفي النهايَة أومأ لنفسِه إيماءَة سريعَة، ثمّ إستدَار بشدَّة—حتى كادَ أن يصطدِم بمن خلفِه من المارّة، واستدارَ عائِداً من حَيث أتى.وفي هذهِ المرّة لم يمُر بمكتَب كوك، بَل دخلُه.كان المكتَب شِبه خَالٍ، وسريعاً كان أمَام الموظِّف وقال لَه:
"أود السفَر إلى نِيس في الأسبُوع القادِم، فهلا أعطَيتني التفاصِيل؟"

"في أي مَوعد ياسيِّدي؟"

"في الرابِع عشَر من هذَا الشهَر، ماأفضَل قِطار لدَيكم؟"

"أفضَل قِطار سيِّدي هو ذلكَ الذي يُدعى القطَار الأزرَق.ستتحاشَى فيه ضَجر إجرَاءات الجمَارك في كالِيه"

أومأ تايهيُونغ موافقاً؛ فهوَ يعرفُ ذلك خَير المعرِفة.

غمغمَ الموظَّف قائِلاً:
"تقُول الرابعْ عشَر، هذَا موعِد قرِيب جداً.القِطار الأزرَق عادَةً مايكُون محجُوزاً بكاملِه تقرِيباً"
توقفَ قلِيلاً وهو ينظُر إلى سجِل الحَجز، ثم أكمَل:
"حسناً، إذاً إتضحَ أنهُ لم يعُد أماكِن__"
لم يكمِّل عبَارته وارتسمَت على وجهِه إبتسامَة.
إختفى الموظّف لعِدة دقائِق، وعادَ سرِيعاً:
"حسناً ياسيِّدي، لاتزَال هنَاك ثلاثَة أماكِن.سأحجزُ لك أحدهَا، أخبرنِي بالإسم؟"

فقال تايهيُونغ:
"آدم"
وذكرَ له عِنوانه في شارِع جيرمِن.
فأومأ الموظَّف، وأنهَى كتابَة الإسم والعِنوان، وتمنَّى لـتَايهيُونغ صباحاً سعِيداً، واتَّجه بانتبَاهه نحو العمِيل التالِي.
"أريدُ الذهَاب إلى نِيس—في الرابِع غشَر من هذَا الشهَر، لدَيكم قطَار يُدعى القطَار الأزرَق، ألَيس كذلِك؟"

القِطار الأزرَق Vk.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن