XVIII

55 2 16
                                    

____

الفصلِ الثامِن عشَر

|غدَاء كِيم|

____

توجَّه تايهيُونغ مبَاشرة إلىٰ'نيجريسكُو'حَيث طلبَ مشرُوبَين من النبِيذ وسُرعان ما إزدردهمَا؛ ثمَّ جعلَ يُحدِّق مُكتئبـاً نحو زرقةِ البحَر المتألِّقـة.جعلَ يُلحظ المارَّة علىٰ نحو آلي-أولئِك العامَّة الغوغَاء، رثو الثيَاب، لا يرىٰ المرء فيهُم ما يدعُو أبداً لجَذب الإنتبَاه؛ فالمَرء لا يكاد يرىٰ شيئاً يُلفتِ الإنتبَاه هذهِ الأيَّام.ثمَّ ما لبثَ أن عدَّل إنطباعهِ الأخِير هذَا، حِين رأىٰ فتاةٍ تجلِس علىٰ طاولة لَيست ببعِيدة عَنه كثِيراً.كانت ترتدِي ثوباً يخلَط في رَوعته بين البُرتقالِي والأسوَد، وعلىٰ رأسها قبَّـعة أخفت ملامِح وجهها.طلبَ مشرُوباً ثالثاً، وعادَ يُحدِّق ناحيةِ البحَر ثانيَة، وفجأة إنتبَه؛ فـثمَّة عُطر مألوفَة له أزكمَت أنفِه، فتطلَّع، فإذا بذاتِ الردَاء البُرتقالي الأسوَد واقِفة بجوَاره.لقد كانت لِيليث.كانت تبتسِم تلكَ الإبتسامَة الوقِحة، المُثيرة التي يعرفهَا.
غمغمَت قائِلة:"تايهيُونغ، ألستَ مسرُوراً لمقابلتِي؟".
جلسَت علىٰ مقعَد بالجانِب المُقابل من الطاولَة.
"لكِن عليك أن ترحِّب بي علىٰ الأقل أيُّـها الأحمَق".

فقالَ تايهيُونغ:"سرُوري بلقائِك غير مُتوقِّع، متىٰ غادرتِ لندَن؟".

فهزَّت كتفَيها في لامُبالاة، وقالـت:
"مُنذ يَوم أو إثنَين".

"وماذَا عنِ البارثنُون؟".

"لقد-لا أدرِي كبف أقولهَا-لقد هجرتهُم".

"حـقاً؟".

"لستُ ودوداً ياتايهيُونغ، هل تنتظِر قدُوم أحدهُم؟".

"هل تتوقعِين أنَّني كذلِك؟".

"لعلَّك تظُن أنَّ لقاءنا ليسَ من الحِكمة بهذهِ السُرعة؟".

حدَّق إلَـيها تايهيُونغ، ثمَّ هـزَّ كتفَيه، وقال بشكِل رسمِي:
"هل تتناولِين غداءكِ هُنـا؟".

"بالطبِع، سأتناولُه معَك".

فقالَ تايهيُونغ:"أنا آسِف للغايَة، لديَّ إرتبَـاط في غايَةِ الأهميَّة".

فقالَ مُتعجِّبة:"حـقاً! إنَّكم مثلِ الأطفَال أيُّها الرجَال.لكنَّك كالطفلِ العَاق في تعاملُك معي؛ فـمُنذ ذلك اليَوم الذي إندفَعت فِيه خارجاً من شُقتِي، وأنت عابِس".

القِطار الأزرَق Vk.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن