VI

70 2 3
                                    


الفَصلِ السَادِس

|لِيليث|

___

خـرَج تَايهِيونغ مِن جنَاح فان هِكتور بإندِفاعٍ شَديد جَعله يصطَدم بفتَى كَان يَسير فِي الممَر.إعتذَر تايهيُونغ لَه، وقَبِل إعتذَاره بإبتسَامة وَدُودة وتجَاوزَه تاركاٍ لَديه إنطِباعاً حَسناً بأسلُوبِه اللطِيف وعيَنَيه الرمَاديتين الجَميلتين.

إنطلقَ بإتجاه تِلكَ الشقّة الفخمَة التي تَسكُنهَا صدِيقتُه لِيلِيث.إستقبَلته إمرأة فرنسيّة بالإبتسامات، وقالت لُه :

"تفضّل يا سيّدي؛ فالآنسة تَستريح قَليلاً".

قادتهُ إلى غُرفَة طَويلَة ذات طَابِع كِلاسيكِي يَعرفه جيداً.كَانت لِيليث مُستلقية على الأريكة الطوِيلة، مُستندة إلى عَدد هَائل مِن الوَسائد جميعها بِدرجات مُتفاوِتة من اللون الكهرمانِي، مُنسجِمة مَع اللون الأبيض لِبشرتهَا.كانت جَميلَة القوَام، رُغم أنّ وجهِها بَدا مُنهكاً، فقَد كَان لَـه سِحرَه الخاص، وقد إرتسمَت عَلى شِفتيها إبتسامة ترحيب نحو تَايهيونغ.

حيّاها ثمّ دفع بنَفسِه إلى كُرسي.

"مَاذا كُنتِ تَفعلين بنفسك؟ أظنٌك إستيقظتي للتَو؟"

إتسعَ الشِفاه الكَرزي بابتسامة كَبيرة.
"لا، بَل كُنت في العَمل"

مدّت يَدها الطوِيلة الشاحبَة نحوَ البيَانو ، فخرجَت مِنه نَغمات غَير مُنتظِمة.
"لقَد كان أرمَاند هنَا.كان يعزِف لي المقطُوعة الموسِيقيَّة الجديدَة"

أومأ تايهيُونغ برأسهِ دُون أن يبدِي إهتمَاماً؛ فلَم يكن تايهيُونغ مُهتماً بشأنِ كلُود أرمَاند أو بالتصمِيم المُوسيقي الراقِص الذي وضعَه لمسرحيَّة جِنت لهنرِيك إبسِن.فقدَان الإهتمَام ذاتهُ كان لدَى ليلِيث، سوى أنهُ كانَت ترى في مشرُوعه فرصَة فريدَة لها لتقدِيم إصدارهَا الخَاص من شخصيَّة أنيترَا.

قالَت مغمغِمة:
"إنهَا رقصَة رائِعة، سأضعُ فيهَا كُل الأحاسِيس المُفعمَة للصحرَاء.سأرقصهَا مرصَّعة بشتَى أشكَال الجوَاهر-آه، بالمُناسبَة ياحبِيبي، لقَد رأيتُ بالأمسِ عقد لُؤلؤ بمحِل في شَارع بُوند-لؤلؤ أسوَد"
ثمّ توقفَت، ونظرَت نحوَه مُستنهضَة.

فقَال تايهيُونغ:
"عزِيزتي، لاجدوَى من الحدِيث معِي عن لآلئ سَوداء؛ فأنا في اللحظَة الراهِنة، لاجدوَى منِّي"

إنتبهَت سريعاً لنبرَة صَوته؛ فنهضَت، وقَد إتسعَت عينَاها السودَاوان الكبِيرتان، وقَالت:
"مالذِي تقُوله يا تايهيُونغ؟ مالذِي تعنِيه؟"

القِطار الأزرَق Vk.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن