XI

65 2 7
                                    

الفَصلِ الحَادي عشَر

|جريمَة قتِل|

_______

إستَيقظ جُونغكوك فِي الصبَاح التالِي على ضَوء الشَمسِ السَاطِع، وتوجَّه للإفطَار مُبكراً، لكِنّه لم يَلق أحداً مِن معارِف أمس.وحِين عَاد لحُجرتِه وجدَ أنهُ قد رُتِّب للتو مِن قِبَل الموظّف، وكانَ رجُلاً أسوَد ذا شَارِب مُتدل ووجهٍ كئِيب.
نطقَ الموظّف قائِلاً:"حظُّك عظِيم ياسيِّدي، إنّهُ صبَاحٍ مُشمِس.دائِماً ما يكُون إحبَاط المُسافرِين عظِيماً حينَ يصِلُون في صبَاح غائِم"

فقالَ جُونغكوك:"كُنتُ لأفعَل بالطبِع"

إستعدّ الرجُل للمُغادرَة.
ثمّ قَال:"نحنُ متأخِّرون قلِيلاً ياسيِّدي، سَوف أعلِمك قبلَ وصُولِنا إلى نِيس مُباشرةً"

فأومَأ جُونغكوك.جلسَ بجوَار النافِذة، وشردَ معَ المَنظَر المُشمس من أمَامِه؛ فأشجَارِ النخِيل، والبَحرِ القاتِم الزُرقة، وأشجَار السنطِ الصفرَاء البرَّاقة، صنعَ منظراً ساحِراً تمَاماً لفتَى لم يعرِف على مدَار أربَع عشرَة سنَة سوَى شِتاءات لَندن الكئِيبَة.
حِين وصلَ القِطار مدِينَة كَين، أخذَ جُونغكوك يذرَع المَمشى جِيئة وذهَاباً.كان مُنشغِلاً بأمر المَرأة ذَات الفرَاء، ونظرَ في غُرفتِها من خِلال النوافِذ.كانَت الستائِر لا تزَال مُنسدِلة—كانت هيَ الستائِر المُنسدِلة الوحِيدة في القِطَار كلٌه.تجوَّل جُونغكوك قلِيلاً، وحِين عادَ إلى القِطار مرّ في الممَر وكانت هَاتان الحُجرتان مازَالتا مُغلقتَين.يبدُو جلياً أنّ تِلك السيِّدة لَيست ممَّن يَستيقِظن مُبكراً.
حِينها أتَى المُوظّف وأخبَرهُ أنّ القِطار سيصِل إلى نِيس بعدَ دقائِق معدُودَة.أعطَاه جُونغكوك بقشِيشاً؛ فشكرهُ الرجُل، لكنّه ظلَّ يتلكَأ، كان ثِمة شَئ غرِيب بشَأنِه، جُونغكوك الذِي ظنّ للوَهلَة الأُولى أنّ بقشِيشُه لم يكُن كافِياً، أدركَ في النهايَة أنّ ثِمة شيَئاً أشَد من هذَا وطأة.كان وَجه الرجُل ممتقِعاً، وكان جسدهُ يرتجِف بكاملِه، وبدَا في غايَة الإرتيَاع.كان الرجُل يَرمقهُ بنظرَة غرِيبَة، ثمّ قالَ على نحو مُفاجِئ:"مَعذِرة ياسيِّدي، هَل تنتظِر السيِّدة أصدقَاء سيُقابلنهَا في نِيس؟"

فقال جُونغكوك:"هذَا صحِيح في الغَالِب، لماذَا؟"

لكِن الرجُل هزّ رأسُه هزّة خفِيفة جداً وغَمغمَ بشئ لَم يستطِع أن يفهَم مِنه شيئاً، ثمّ تحرّك بعِيداً، ولم يظهَر ثانيَة حتى وصلَ القِطار إلى محطتِه، وبدَأ ينزُل حقائِبه من نافِذة الغُرفة.
توقَّف جُونغكوك لحظَات في حِيرة، لكِن شاباً وسِيماً بوَجه بريئ تقدَّم نحوَه وقال في تردٌد:
"أنتَ السيِّد جيُون، ألَيس كذلِك؟"

القِطار الأزرَق Vk.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن