وصلت ميلا إلى منزلها لتفتح الباب بالمفتاح وتدلف بضجيجها المعتاد نحو الداخل وهي تهتف قائلةً:
-أمي أبي أين أنتما؟ أميي أنا جائعة أكاد أموت من الجوع أطعميني، أريد طعامًا، يا أهل المنزل أين أنتم.-توقفي عن الصراخ يا فتاة ما بالك تولولين هكذا، على الأقل أبدلي ملابسك أولًا ومن بعدها أسمعينا همساتك الناعمة هذه.
قطع حديثها صوت والدتها التي تحدثت بغيظ من صراخها، لطالما كانت تحذرها من الصوت العالي وأنه لا يناسب الفتيات، ولكن لا حياة لمن تنادي، فهذه عادة عند ميلا لا تستطيع التحكم بها.-حسنًا حسنًا أعتذر ما هذه المحاضرة الطويلة يا فاتنتي الجميلة، أين زوجك الوسيم لقد اشتقت إليه.
أنهت كلامها بخبث وهي تغمز والدتها، ولم تشعر إلَّا بحذاء والدتها يرتطم برأسها، لتصرخ بفزع وهي تمسد على رأسها.
-ألفاظك يا فتاة سأكسر رأسك وأقطع لسانك هذا.
-ولكن كيف سأتحدث من دون لسان؟ ومن ثمَّ لساني جميل في مكانه لا أريد تغيير مكانه أبدًا شكرًا لجهودك يا عزيزتي.قالتها بابتسامة واسعة لتلاحظ يد والدتها التي امتدت لفردة الحذاء الثاني لتهرب سريعًا نحو غرفتها قبل أن ترتطم برأسها هي الأخرى يكفيها واحدة.
أبدلت ملابسها بملابس منزليَّة مريحة بعد أن أخذت حمامًا أراح جسدها وعظامها من التشنج الذي تعرضت له طوال اليوم بين وسائط النقل وطوابق الكليَّة، ومن ثمَّ خرجت نحو الصالة حيث يجلس والديها لتبتسم باتساع، وهي تلقي التحيَّة، لتتوجه نحو والدها وتحتضنه بسعادة.
-أبي اشتقت إليك.
-وأنا أيضًا اشتقت لك يا صغيرتي الجميلة، إذًا هيَّا أخبريني كيف كان يومك الأوَّل بالجامعة هل أحببتها، هل أزعجك أحد ما، أو هل تسببتي بالمشاكل؟-أبي ما هذه الثقة العمياء بي؟ ثمَّ ما قصدك بهل سببتي مشاكل؟ هل تراني صاحبة مشاكل؟
قالتها بغيظ، لتتذكر كميَّة المصائب التي افتعلتها منذ الصغر، حسنًا هي تعترف معه كامل الحق بسؤاله هذا.-صغيرتي أنت لست صاحبة مشاكل.
ابتسمت بسعادة على كلام والدتها، ولكنها تحولت إلى عبوس عندما أكملت جملتها قائلة:
-بل أنت قنبلة موقوتة من المشاكل يا حبيبتي، مهددة دائمًا بالانفجار وافتعال مصيبة ما.
أنهت كلامها وهي تضحك وزوجها يشاركها الضحك بينما ميلا تتذمر بانزعاج منهما، ثوان فقط لتنهض والدتها متوجهة نحو المطبخ، نهضت ميلا بسرعة وهي تتحدث قائلة:
-لحظة انتظري أمي سأساعدك.
-لا صغيرتي لا تتعبي نفسك، تبدين مرهقة جدًّا من الجامعة ارتاحي مكانك، دقائق ويكون الغداء جاهز.انهت كلامها بابتسامتها الحنونة وهي تتوجه نحو المطبخ، بينما ميلا تراقبها بابتسامة لطيفة، والدتها على الرغم من قسوتها في بعض الأحيان إلَّا أنها صاحبة ألطف وأحن قلب قد تقابله في حياتك.
أنت تقرأ
عشق مجنون
Randomفتاة مجنونة، متهوِّرة بشكل كبير، لا تحبُّ الالتزامات، تعشق الحياة، في عامها الدراسي الأول في الجامعة. وفي المقابل رجل أعمال معروف، ذو سلطة وقوَّة كبيرة، ملتزم جدًّا بعمله، لا يخاف من شيء. يلتقيان معًا بظرف غبيٍّ جدًّا سببته بطلتنا، لتتكرر لقاءاتهما...