...(يا ابنة الاربعين)...

11 1 0
                                    

إن كان الله قد أتم عليك نعمة الثبات فيما مضى من عمرك فما تشكر

النعم بترك الحياء والوقوع في فتنة التعري ،ولبس البنطلون الضيق .

قال الشاعر:

تعففت عنها في العصور التي مضت

  فكيف التصابي بعدما كمل العمر              

لقد ذقت حلاوة الحياء وكنت تعتزين به قبل الأربعين وتنكرين

على من تنزع لباس الحياء عنها، وانت اليوم تفعلين مثلها ..؟

هل ليقال مازالت صغيرة ..؟

ان ميل صاحبة الأربعين إلى التصابي وأفعال الجهال عار عليها

ونقص من قدرها

يا ابنة الاربعين ..ان كنت من صاحبات العاري والبنطلون في

سنوات عمرك الماضية، فقد حان وقت ميلاد جديد لك تشرق شمسه

مع سن الأربعين ..

لقد عشت في الدنيا سنين طويلة نضج فيها عقلك، وكمل فهمك ،

وأذهب الله عنك طيش الشباب ، قال الله تعالى :

(أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) .

قال ابن العباس رضي الله عنهما :العمر الذي أعذر الله إلى ابن آدم

أربعون سنة .

ومعنى (أعذر الله ) الاعذار :إزالة العذر ، والمعنى :لم يبق له اعتذار،

كأن يقول لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به .

يا ابنة الاربعين ..

الم يأتك نذير الموت ؟ الم تريه ؟

انظري إلى المرآة وسوف ترينه !

قال الله تعالى (وجاء كم النذير ) .

ذكر الفراء وابن جرير أن المقصود بالنذير هنا :الشيب .

النذير الذي مﻷ شعرك وما انتبهت لمعناه !

يا من دون الأربعين ..

احفظي نفسك ، واحسني استقبال الأربعين ، واستعدي لها لأن ما

بعدها غالبا يكون مثل ما قبلها .

(قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله :

( لقد تمت حجة الله على ابن الأربعين )

حكاية ملابس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن