🐨
__________________
-٦:٥٧- صباحاً
كَانت تقفْ هُناك مُنتظرتاً قطاراً، قطاراً سيأخذ كُل المآسِي والمشاعر بطرِيق سيره، بالرغم من أنها لَم تكُن تشعر بشيء بتلك اللحظة.
هي لم تكن سعيدة، ولكنها لم تكن حزينة أيضاً، هي فقط تَشعر بلا شيء؛ وهو أسوء شعُور قد يوَاجه أحدهم يوماً.
لَم تَشّعر بشيء كالعادة، كان صباحاً بارداً مُبهم بالضبَاب الذِي كان يُحيطها، ولكنها لَم تكُن تشعر بالبرد بالرُغم أن لا شيء ثقيل يُحيط بجسدها سوَى غطَاء الرأس الرمادي -القُبعة الخاصة بالسترة- بالجزء العلوِي من الزي المدرسي الذِي يُغطِي جسدها الهَشْ.
هيَّ قضت الليلة الكَاملة هُنا بذات الوَضع ولم تبدل حتَى زيها المدرسِي حين عادت لمنزلها أمس!.
وفجأة هَبت ريَاح قوية إلَى حد ما مُتسببةً بوُقُوع غطَاء الرأس ليظهر الكدمَات التِي تَصبغت باللون الأزرق والبنفسجِي اتخذت مكاناً بأجزاء مُختلفة من رقبتها والبعض بخديها بالإضافة إلَى جرح وَاضح بجانب عينها اليُسرَى.
تبدُو بائسة للغاية أليس كذلك؟
حسناً، أُراهن أنك ستجزم أنها لطِيفة إن راقبت الرياح تُداعب شعرها الطَويل الذِي اتخذ لَوناً بُنياً لامعاً.لطالماً كَان مكانها المُفضل، كانت تأتي هُنا بأغلب الأوقات حتَى عندما كَانت سعيدة، ولم يتغَير موضعه بقلبها كما تغَيرت العديد من الأشياء بعد أن صارت بتلك الحالة، كَانت تأتي لتصفَية ذهنها وقضَاء بعض الوَقت بمفردها مُنذ كان هذا المكان مُتصدعاً وشبه مهجُور، مثلها تماماً.
كَانت هُناك أشجار تُحيط بالمكان وبعدهَا سياج كَان يبدُو وكأنه تقرِيباً خارج المدينة.
بالصبَاح الباكر وبالمغرب بذات المَوعد يمر قطار من هُنا، وهي كانت بإنتظار قطار الصبَاح.
وبَعد كُل هذا، هي لم ترتجف ولو قليلاً لفكرة أنها ستمُوت قريباً، عقلها بتلك اللحظة كان خَير مثال لمعنَى لا شيء.
هي أخيراً استطاعت رؤية القطار ذو المصَابِيح الأمامية الصفراء أتٍ من بعِيد ليشق الضبَاب بينما ضَوضاءه تزداد وتقترب مَع كُل ثانية، هي أحبت ذلك الصوت.
مرة أخرَى أصطدمت الرياح بوجهها مُزامنة لتحرك شفتيها المُتشققتان لتُخرج كلمات قلِيلة
"أنا اعتذر أُمي" عينيها حَدقت بالضَوء الأصفر الذِي كان يُصبح أقوَى."إن كُنتي تريدين حقاً المَوت، ألا يُمكنك فعل هذا بمكان أخر؟ لا أريد دماء مُقززة وأعضاء جسد مُتفرقة بأنحاء مكاني المُفضل" صَدر صَوت بدَا عليه التقزز والإنفعال بالحديث، كان عالياً كفاية ليُسمع حتَى مع ضوضاء القطار العَالية.
أنت تقرأ
١٢ ساعة قبل الموت←مترجمة✓
Short Storyمكتملة. "إن أردتِي حقاً المَوت هل يمكنكِ المَوت بمكان أخر؟ لأني لا أريد مكانِي المُفضل مُلطخاً بالدماء" وها قد أنتُزعت فُرصة انتحار سوچِين بسبب غرِيب لا تعرفه، بالتأكيد ستعود لتُعَاود المحاولة مرة أخرَى، ولكن بعد قضاء اثنَى عشرة ساعة برفقته. حقُوق...