كَانت مُنتظرة خَارج الفصل حَيث أن الوقت مُتأخر للغاية للدخول؛ ولكن خلال عدة دقائق ستنتهِي للفترة الأُولَى.
وطِيلة هذا الوقت لم تتمكن من التحكم بتلك الإبتسامة التِي ظلت تظهر فَوق محياها؛ ولكنها شعرت بخيبة أمل من نفسها حِين تذكرت وجه هُوسوك حِين رفضته.
كَانت المرة الأولَى التي يطلب منها أحدهم أن تخرج برفقته، كانت متفاجئة، وما زاد تفاجئها أنهُ هوسوك بنفسه، أحد هؤلاء الشباب الرائعِين اللذِين يُلاحقون مِن قبل فتيات المدرسة.
ولكَن كان عليها أن ترفضه بما أنهَا لن تكُون على قيد الحياة باليَوم التَالي على أي حال.
وأيضاً كان الجميع سيكرهه إن وافقت، كما تعلم، هيَّ وهوسوك لديهما سُمعة مختلفة.
نظرت للأرض وبدأ بقضم شفاهها بتوتر كعادتها، وبدأت تتذكر كيف قابلته للمرة الأُولى.
كان هذا مُنذ خمس شهور، كَان في طريقها بعد الخروج من الفصل بقرب ملعب كرة السلة، المكان الذِي كانت تجلس به كَان بعيداً عن الطُلاب ولاعبِي كرة السلة، لَم تحضر فرض التَاريخ وهذا كَان اليوم الأخير لتقديمه، لَم تُرِد أن يتم توبيخها وأن تنتظر فِي المدرسة بعد انتهَاء الصفوف لأن لديها الكثير لتفعله بعد المدرسة بالفعل.
وبينما كانت تجلسة مُوجهةً رأسها للأرض مع ركبتيها المحنيتين شعرت بشخصين يتحدثان.
كانا يجلسان بالجهة المعاكسة للحائط الذِي يشكل الفاصل بينهما وبينها.
"أخي! هذا مؤلم!" احدهما صَاح فِي ألم.
"يالك من طفل! لقد جُرحت قليلاً، فقط اغسلها بالماء" صَوت مُرهق أخر ردَّ.
"لااا!!!" صَاح الأخر بصوت مُرتفع "إنه يؤلم!"
هي تنهدت وانزلت رأسها أكثر بين ساقيها ولكنهما كانا حقاً مُزعجين ويقاطعان تلك الفترة القصِيرة من السلام الذي لم يكتمل.
لَم تستطع تحمل هذا أكثر حِين أرتفع الصراخ والفتى الأخر يُرغمه على غسل جرحه، هي وقفت واتجهت لتقف أمامهم ثُم اخرجت أحد ضمادات الجرُوح التِي تحملها دائماً.
"خُذ هذه وأغلق اللعن..."
عينيها اتسعت حِين علمت أنهما سوكچين وهوسوك، أكثر لاعبِي فرِيق كُرة السلة شهرة كانا يجلسان هُناك، سوكچين كان يُمسك قدم هوسوك وبيده الأخرَى زُجاجة مياه باردة كانت بالفعل فوق قدم هوسوك، وكلاهما كانا يُحدقان بتفاجئ بسبب ظهورها المُفاجئ.
هي تمتمت "اسفة" وكانت على وشك الذهاب ولكن هوسوك التقط ضمادة الجرُوح التِي كانت تُشهرها بوجهه قائلاً بلطف "أشكرك!" كان ينظر لضمادة الجرُوح وكأنها أثمن شيء قد حصل عليه قط.
هي انحنت بأسف لأنها لم تكن تعلم إن كانو الأن يسخرون منها بداخلهم.
"ما أسمك؟" سأل هوسوك بفضُول وبدا عليه الأهتمام.
هكذا بدأ كُل شيء، وبعد هذا أصبح هوسوك يناديها كُلما رأها في طريقه، وغالباً لطلب ضمادات الجرُوح منها.
هل كانت سترفضه ايضاً لو كانت بموقف مختلف؟ ربما كان الوضع سيتغير لو لم تتركها والدتها.
"وجهك أحمر، هل انتِ مريضة؟" ذلك الفتَى من حلقات القطار ظهر مجدداً مسبباً فزعها.
"لقد عدت" لسبب ما هيَّ شعرت بالإرتياح لرؤيته مجدداً.
"نعم، لقد اردت التجول بالارجاء، وحين انشغلتي بصَاحب الوجه الطوِيل؛ انتهزت الفرصة لأفعلها"
هيَّ نظرت إليه جاعلةً عينيها مفتُوحة بسخُط تجاهه"يُدعى هوسوك!!"
ضحك الفتى مُتعجباً "هدئي من روعك، ماذا؟ هل هو حبيبك؟"
ادارت عينيها بينما تضم شفتيها للداخل "لا"
"هل طلب منكِ الخروج؟ ألهذا السبب وجهك مُتورد؟" سأل بفضول ولكنها ظلت تُدِير وجهها كَي لا تواجهه.
"لقد فعل! اليس كذلك؟" سأل جاعلاً وجهه مُقابلاً لها.
"لقد فعل!" صَاح حِين قابلت عينيها خاصته.
"أرأيتي؟ هُناك شخص ما مُعجب بكِ" هو قَال بلطف وابتسم للوهلة الأولَى. ابتسامته كَانت صادقة وجمِيلة. وبطرِيقة ما تِلك الابتسامة جعلت للدفئ مكاناً بداخل قلبها.
ارادت إخباره بأن يبتسم أكثر ولكنها لم تستطع.
-٩:٤٥ صباحاً -
د
ق الجرس مُعلناً عن انتهاء الفترة الأُولَى، بدأ الطلاب بالخروج من فصولهم وأصبح الرواق ممتلئاً مجدداً.
بعد كُل حصة يخرج الطلَاب من فصولهم حَيث يكون الفارق بين الحصص من خمس إلَى أربع دقائق، ولم تمتلك المدرسة الكثير من القواعد.كانت ستدخل لفصلها ولكن هُناك صَيحة مُفاجئة اوقفتها.
تبدلت تلك الصيحة بضحكات العديد من الطلاب، نظرت للفتى وكَانت ابتسامة جانبية تلعو شفاهه.هيَّ استسلمت لفضولها وأخذت عدة خطوات للأمام لتقف بين الحشد.
انهن الثلاث فتيات اللواتِي كانُو يسخرون منها دائماً حتَى هذا الصباح.
يقفن أمام خزاناتهن المفتوحة، كان هناك العدِيد من الطين يغطي ثلاثتهن وخزاناتهن مازال يقع الطين منها.
كما يبدو، أحد قد قَام بمقلب رهِيب بوضع انانبيب مفتوحة من الطِين داخل الخزانات، أحد أؤلك الفتيات كَان الطين يُغطيها بالكامل حتَى وجهها وكانت تصرخ بهم ليتوقفو عن الضحك مما يجعل ضحكاتهم تتعالَى لمظهرها.
سوچين لم تكن تضحك، ولكنها كانت تشعر بالجفاف يجري بحلقها بمجرد نظرها للفتَى بقربها، ستكون كاذبة إن قالت انها لَم تستمع ولو قليلاً
"ماذا؟ كُنت متنمراً لذا كان علي تعلم المقالب"
•~•~•~•~~•~•~•~•
أنت تقرأ
١٢ ساعة قبل الموت←مترجمة✓
Short Storyمكتملة. "إن أردتِي حقاً المَوت هل يمكنكِ المَوت بمكان أخر؟ لأني لا أريد مكانِي المُفضل مُلطخاً بالدماء" وها قد أنتُزعت فُرصة انتحار سوچِين بسبب غرِيب لا تعرفه، بالتأكيد ستعود لتُعَاود المحاولة مرة أخرَى، ولكن بعد قضاء اثنَى عشرة ساعة برفقته. حقُوق...