"مرحباً أمي" هي همست ثُم تابعت بذات النبرة "انا قادمة إليكِ قريباً"
اهتز صوتها وكأنها على حافة البكاء ونظرت بعيداً.
هل هناك حقاً أي مكان يسمى الجحيم والنعيم؟
يُقال أن الجحيم للمخطئين، وإنهاء حياتك بنفسك هو أكبر الأخطاء، فقط الرب وحده هو من يملك الحق لإنهاء حياتك.إن كان هذا صحيحاً، فربما لن يكون لديها فرصة لتقابل والدتها.
هي تحمحمت مُنظفة حلقها ولربما تتمكن أيضاً من تنظيف عقلها المُصاب بالدوار.
"لم ينظفوا الرفوف" هي تذمرت بانزعاج تُشاهد الجرة الخَاصة بوالدتها يملئها الغُبار.
"مهما حدث أُمي، لا تلومِي نفسك على هذا" والدتها كان لديها تلك العادة الطيبة بلوم نفسها بدلاً من الأخرين.
"انا لا أفعل هذا بسببك، حتى وإن تحقق ما قاله أبي، لن أكرهك ابداً" هيَّ أكملت
"حتى ولو فعلت هذا، هذا هو القرار الصحيح، هذا ليس بسببك انا لم أكرهك لأي سبب، اسفة أُمي، أتمنى لو أنني أبنة أفضل مما أنا عليه...سأخذلك بسلب حياتي بنفسي ولكنِي لا أستطيع التحمل"أصبح صوتها ضعيفاً، هي وقفت ونظرت لإنعكاسها بزجاج الرف الذي يحمل جرة والدتها، كل ما تراه هو فتاة ضعيفة تُمتم ب"اتمنى لو أتمكن من أن أحب نفسي"
هي خرجت حِين ظنت أنها جمعت شتات نفسها، حتى لو كانت تكره كونها ضعيفة أمام الأخرين ولكنها لم تستطع مساعدة نفسها حين رأت الفتى جالساً على الدَرَّج يميل بجسد للأمام مُعيداً كتفيه للخلف،
هي انهارت تماماً مُتذكرتاً ماضيها وحاضرها.والدتها قد توفت مُنذ ثلاث سنوات بحادث حافلة، ثمانية عشر شخصاً، ستة عشر راكباً والسائق، ومار بالشارع.
والدتها كانت أحد الرُكاب.
والدها كان السبب الرئيسي لجعلها غير راضية عن حياتها، من الخارج كان عليهم أن يبدو كعائلة طبيعية حين تؤذَى والدتها مِن قبل والدها،شفهياً ، وجسدياً.
"ساقطة، حقيرة" لم تكن الكلمات التِي استطاعت سوچين استيعابها بذلك الوقت، ولكنها كانت تشعر انها كلمات سيئة منذ ذلك الوقت الذي لم ترى به شيئاً سوى والدتها تبكي بكل ليلة بينما والدها يثمل ويصيح.
كُل هذا كان كثيراً ليُحتمل من قبل فتاة صغِيرة، ودفن رأسها بوسادتها لم يساعد، مع ذلك كَانت والدتها تبتسم حين ترى سوچين تحدق بوجهها المُمتلئ بالكدمات، لم يكن هناك طريقة لتخبأهم، لقد كان جسدها ممتلئ بهم.
والدتها لم تمتلك عملاً ولم تخرج كثيراً بسبب ما يملأ وجهها، وكان هذا لا يطاق بالنسبة لسوچين لأنها ظنت أنها سبب خلاف والديها.
كانت تذهب احياناً لمنزل خالتها، قليل من الأحيان لتناول العشاء مع والدتها خارجاً في محاولة فاشلة لجعلها تنسى ما يحدث بالمنزل.
لم يكن والدها يعذبها، لم يكن حتى ذلك الحين.
هي رأت الوحش بداخل والدها منذ ثلاث سنوات حين تلقت صفعة أسقطتها أرضاً باكيةً بدون سبب، فقط كانت بطريقه تجلس بأرض غُرفة المعيشة بينما تقوم بمشروع الرسم من أجل المدرسة.
باليوم التالي كَان الأمر مُقرر بانفصال والديها، وستتحمل والداتها عهدتها ولم يجادل والدها بالأمر.
لذا أقامت سوچين ووالدتها بمنزل الخالة إلى حين تجد والدتها عملاً.
تسرب أخبار والداي سوچين كان مُفاجئاً ومرعباً لها، لم يسبق لأحد بمدرستها أن أنفصل والديه بهذا الشكل، ولكن لاحقاً شعرت سوچين بالساعدة من أجل والدتها.
وبعدها حدث الأمر.
والدتها كانت بطريقها لزيادة خالتها قبل الإنفصال. ثُم وقع الحادث.
وقد بكى والدها، لم تعتقد أنهُ سيهتم حتى، ولكنه بكى..تماماً مثلها.
وسرعان ما عاد لطباعه بوقت قصِير للغاية، وتلك المرة بشكلٍ أسوء.
لم يكن يدفع لمدرسة سوچين، لم يكن يشتري لها احتياجتها الضرورية، فقط يشرب، ويُطرد من كل وظيفة يحصل عليها ويعود ليلعن سوچين ووالدتها.
حتَى أنهُ بدأ بتعنيفها وأصبح سبب ذهابها للمدرسة يومياً بوجه يملأه الكدمات، وكان عليها العمل بدوام جزئي بعدة وظائف والكذب بشأن عمرها لتحصل على الوظائف.
حين تعود تجده ينتظرها، ويصبح غاضباً بسبب لا شيء ويبدأ بتعنيفها حتَى تسقط أرضاً.
الليلة الماضية قد طلب منها الرحيل.
ولم يكن ثملاً كعادته.أخبرها أنها ليست ابنته وأن والدتها أصبحت حاملاً قبل زواجهم ونعت والدتها بالساقطة.
بعد كل هذا...هي لم تبكِي ورحلت.
ذهبت للمكان الذِي ظنت أنها ستموت به، هي قتلت نفسها العديد من المرات بداخل عقلها، أياً كان المكان الذي ستذهب إليه بعد الموت سيكون أفضل مما تعيشه.
لما كانت تبكي؟ وأخيراً لاحظت أنها روت كُل شيء حول ماضيها للفَتى الذِي لَم يقصر بدوره كمستمع بينما يشاهدها.
لَم يكن هناك أي تعبير فوق وجهه ولكنها أستطاعت معرفة أنهُ كان يستمع.
هيَّ ظلت تبكِي بصمت، مسحت كثيراً من المرات وجنتيها اللتان أرتوتا مرة أخرى من دموعها.
ظهرت طبقة صوته العميقة للمرة الأولى بعد استماعه لها مُتسائلاً ببطئ:
"خالتك، أين هيَّ الأن؟""لا أعلم" ردَّت بصوتٍ مهتز "لم تعد على اتصال بنا مُنذ رحلت أمي"
هو همهم وبدا أنهُ كان يفكر بشيء.
"هل يمكننِي أن أسألك شيئاً؟" هي محت دموعها مرة أخرى.
هو أومأ موافقاً سامحاً لها بالحدِيث بعد وهلة " ما اسمك؟"
"چيون چونجكوك"
بدا أسمه مألوفاً لها، ولكن فقط قليلاً، كبعض الرياح العابرة المحملة بالغبار ثُم لاحقاً بلا سبب تتذكرها في ليلة مُمطرة وكأنها رفيقتك المفقودة.
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
أنت تقرأ
١٢ ساعة قبل الموت←مترجمة✓
Short Storyمكتملة. "إن أردتِي حقاً المَوت هل يمكنكِ المَوت بمكان أخر؟ لأني لا أريد مكانِي المُفضل مُلطخاً بالدماء" وها قد أنتُزعت فُرصة انتحار سوچِين بسبب غرِيب لا تعرفه، بالتأكيد ستعود لتُعَاود المحاولة مرة أخرَى، ولكن بعد قضاء اثنَى عشرة ساعة برفقته. حقُوق...