"ما عمرك؟" هيَّ سألت والفضول يرتفع بصوتها مع كل حرف.
"ظننت أنهُ فقط سؤال واحد؟"
كانا يمشيان بطرِيق خالٍ لم يكن به أي أحد، كان يمشي أمامها بينما هيَّ كانت تسير خلف خطواته البطيئة عن بُعد.وها هو ضوء الظهيرة الخفِيف يتسلل خلفهم.
"إنهُ بين السابعة العشر للعشرِين، خمني انتِ" لَم تتمكن سوچين من رؤية وجهه من الخلف لذا لم تستطع أن تعلم إن كان يمزح أم لا.
كان يبدُو أنهُ من الممكن أن يكون بعمرها ولكن هُناك نُضج غير مفهوم بأسلوبه ثُم حين يضحك يبدو كطفل بريئ غير ناضج.
هي فضلت التزام الصمت حيث أنهُ لَم يكن متحمساً بذلك القدر ليتحدث.
"هل لديكِ أي امنيات أخرى قبل الموت؟" هو سأل فجأة مُفزعاً إياها.
ما القصة مع تلك الأمنيات؟ الناس غالباً ما يقولون أنهم يريدون هذا وذاك قبل الموت، وأغلب امنياتهم ستكون صعبة، ولكن في حالتها لم تكن كذلك.
هي لم تفكر بتلك الأمنية قبلاً ولكنها أجابته قائلتاً: "زهور الكرز، أتمنى لو يمكنني رؤيتها مجدداً"
الفتَى أدار رأسه تاركاً قيد ضحكة صاخبة "هل انتِ مختلة عقلياً؟ نحن بأواخر الخريف"
هيَّ نظرت بعيداً لشعورها بالحرج، كان عليها أن تكون عملية وتفكر بالبداية فزهور الكرز لا تتفح إلا بالربيع، ولكنه اختيارها لذا هي تستطيع أن تتمنَى ما تشاء، عادتاً ما تتنوع أمنيات الناس من القفز بالحبال المطاطية إلى سرقة مصرف مالِي قبل الموت.
"بدا أسمك مألوفاً" هيَّ غيرت موضوع الحدِيث.
"ربما رأيتيني بالتلفاز" هو ردَّ بنبرة مازحة بعض الشيء.
"نعم صحيح" هيَّ ضحكت بصمت، كان الفتَى يمتلك حساً فُكاهياً نوعاً ما.
نسِيم خفيف عبر ليكُون رفيقهم الثالث، شيئ ما أرتطم بوجه سوچين وهيَّ فوراً أغلقت عينيها ولكنها فتحتها مجدداً حين لم تشعر بأثر اصطدام.
هي لمست وجنتها ووجدت بتلة احد الزهور.
كانت بتلة زهرة كرز.
نظرت مفتوحة الأعين للأعلَى، زهُور الكرز كانت تسقط كأنهَا رقاقات الثلج تُرحب بقدوم الشتاء.
هي استدارت بجانبها وحول الطريق لترى أنهُ كان هناك فقط شجرة زهور كرز كبيرة بالمقارنة بببقية الأشجار، كَانت ظلال أغصانها الضخمة تُزين الطريق.
لون وردِي وحيد من بين الأخضر.بدأ الطريق بالفعل يمتلأ ببتلات الزهور.
وكأن أنفاسها قد هجرتها لرؤية هذا القدر من الجمال، هي رفعت يديها لتلقط البتلات وقد لمحت عينيها الفتَى الذي كان يفعل المثل
كَانت يديه مُتشابكتين وبدأ بالإمتلاء ببتلات الزهور، كان المشهد يبدُو من مسافة بعيدة وكأنه قطعة من النعيم.
استدار ليواجهها بابتسامة عريضة تعلو وجهه، مرة أُخرى هو ابتسم بهذا الشكل.
"يبدو أن الطبيعة لا تريدك أن تموتي!" هو قال بصوتٍ مُتفاجئ نوعاً ما وعالياً بعض الشيء لتتمكن هي من سماعه.
"إنها تسمع امنياتك! هي لا تريد منكِ الموت!"
ضحكت سوچين تُشاهد برائته وقد امتلئت يديها ببتلات الورود لذا هيَّ رفعتهم قليلاً باتجاه قلبها بينما تشاهدهم باهتمام ظاهر."وربما هيَّ تودعني"
-٤:٠٥ مساءاً-
عادا مُجدداً، عقلها قد التقط صوراً لشجرة زهور الكرز وقد احتفظت بهم داخل قلبها، كَانت ذِكرى دافئة أرادت الاحتفاظ بها حتى موعد موتها، والذي من المفترض أن يحدث بعد ساعات قليلة.
بطريقة ما كان الأمر وكأن المعجزات بامكانها الحدوث، أن تُزهر شجرة كاملة في غير موعدها معجزة، الشجرة بدت ضعيفة حتى قامت زهورها بالتفتح.
كانت تبدو وكأنها ستموت قريباً.
ربما أرادت أن تُزهر قبل أن تموت، وأرادت أن تزهر للفتاة التي تشبهها.
وحيدة، تُرِكَت للموت.
تنهدت سوچين وأمالت رأسها مُقابل المقعد، كانت رحلتها الأخيرة، حين تصل الحافلة لسيول ستكون الساعة السابعة مساءاً تماماً بالقوقت الذي ستقةم بانهاء حياتها به.
ولكن ماذا سيحدث له؟ هل سيجلس فقط ويشاهد كل شيء؟
الشعور الغامض حول چونجكوك كان يجعل من فضول سوچين يزداد.
هي أعادت رأسها للوراء لتقابله، جسده يجلس باستقامة على كرسيه ويبدو غير مرتاح فقط تنهيدته جعلت منها متوترةً ايضاً.
"الا يمكنك أن تسترخِي قليلاً؟" هي تمتمت تُحدق به بينما هو وجه لها نظرات متسائلة.
"فلتنم لبعض الوقت او ما شابه، سنستغرق وقتاً طويلاً للوصول"
هو تنهد واستلقى قليلاً عاقداً ذراعيه فوق صدره، مازال يبدو متوتراً وكأنهُ لا يجد أي راحة، كان يستمر بالتحرك فوق كرسيه بعدم ارتياح، أكمام سترته ارتفعت كما لاحظت هي.
جرحاً طويلاً قديماً كان واضحاً في الجزء الخلفي من ذراعه وبالطبع وصل الجرح حتى الجزء الأمامي.
وقبل أن يتمكن من تغطيته هي جذبت ذراعه وفوراً غادرت شفتيها لهثة مُرتعدة دُون علمها.
الجزء الخلفي من ذراعه كان ممتلئاً بالجروح.
تفاداها بالنظر للأسفل، علامات التئام الجرح كانت ظاهرة كم أوردته الزرقاء.
"لقد حاولت فعلها من قبل، لهذا أخبركِ أنكِ ستندمين"
أنت تقرأ
١٢ ساعة قبل الموت←مترجمة✓
Short Storyمكتملة. "إن أردتِي حقاً المَوت هل يمكنكِ المَوت بمكان أخر؟ لأني لا أريد مكانِي المُفضل مُلطخاً بالدماء" وها قد أنتُزعت فُرصة انتحار سوچِين بسبب غرِيب لا تعرفه، بالتأكيد ستعود لتُعَاود المحاولة مرة أخرَى، ولكن بعد قضاء اثنَى عشرة ساعة برفقته. حقُوق...