مساؤو قلبوشات
القصة اليوم لاحدى عضوات كروبنه الموقر وحده من خواتكم والنشر راح يكون بين يوم ويوم ان شاءالله ..#لذة_انتقام
بقلم #روز_الفياض
ج١على صوت انفجارات وصواريخ وعلى اصوات صرخات الاطفال كانت بغداد تغفو في سنة ٢٠٠٣ لتصحو على خراب ودمار وموت ...
لتعود الحياة بطيئة لبعض مجالات العاصمة الجريحة المضجرة بالدماء ..
دماء الابرياء من شعبها ... ودماء جلاديها ...
ومن هولاء الابرياء قد نصنف حينما تقرأون هذه السطور فكيف لانكون ابرياء وضحايا بعد ان كانت بغداد مختلفة قبل السقوط فلا الناس نفس الناس ولا الاخلاق نفس الاخلاق ولا القانون نفس القانون ولاحتى مفهوم الانسانية نفسه ..
هل فعلا تغيرنا ام نحن هكذا منذ البداية؟
اين زمان الناس الطيبين وايام الخير وايام زمان وكلما حدثونا عنه آبائنا ؟
لماذا تغير مفهوم الرجولة؟
لماذا تغيرت نظرتنا للزواج؟
لماذا تحولت كل مبادئنا الى شكليات؟من كلام والدي عن الرجال فهمت ان الرجل بافعاله لا بشكلة ..
وان الرجولة اسلوب حياة لا ان تطبقها في مجال وتترك مجالات اخرى ..
وان الرجل امان للمرأة .. وسند ..
وان كل رجال الدنيا لايستطيعون ان يكونوا عونا وسندا لامرأة فقدت زوجها .. حتى لو كان هولاء الرجال هم والدها او اخوها ..
وان من غشنا ليس منا ..
وان الجار للجار ..
وانه ليس هناك من يموت من الجوع لان الرسول اوصى بسابع جار ..
وان الظلم ظلمات .. وانه لايدوم ..
وان من آذاك يوما لابد ان ينتقم منه الله ..
كل هذه المقارنات والتساؤلات كانت تدور في فكري ..
فأين هم الرجال؟
واين هي الرجولة؟
واين السند الذي لايحل محله أخ او أب؟
واين انتقام الله ممن يؤذوننا كل يوم ؟
والاهم من ذلك كيف لي ان انتقم ؟
كيف اثأئر لنفسي ممن ظلمني ؟
كيف اشعر بلذة الانتقام ؟
كيف .. وكيف .. وكيف ..
كل هذا يبدأ في صبيحة يوم من الايام بعد سنة ٢٠٠٣ اي بعد سقوط بغداد ..
............................صوت الانفجار الذي اهتزت له جدارن البيت وموجات الدخان والتراب اللي ملأت ذراتها الجو من حولنا والتي نجهل مصدرها ...
لم تبددها سوى صرخاتي على والدي الذي أكاد لا اراه من شدة الضبابية التي حدثت اثر الضربة المجهولة رغم عودة الكهرباء والتي كانت مقطوعة ...
سارة :
بابا .. بابا وينك ..
شوية وشفت ابوي لزمني وحسام هم اجه يمي اتدنيت لابوي ردت احظنه بس ماادري شلون بطرف عيني شفت ابوي يمشي ووراه دم ..
ظليت اصرخ وحسام وياي ..
حسام :لبسي حجابج خل اطلع اصيح لاحد وياي نشيله للمستشفى ..
سارة : ياناس .. يانااااس .. ياعااالم .. الحكونه .. الحكونه الله يخليكم بابا راح يموت ..
ابوي : لتخافين بابا مابيه شي ... آاخ ..
سارة : لتحجي عفية بابا حبيبي اكعد ولتحجي ...
ابجي واتلفت منتظرة احد يدخل علينه يساعدنه نشيل ابوي ونوديه للمستشفى ..
عيوني تتنقل وتتأمل واني اسمع صوت الطيارات فوك بيتنه مرعب ...
والتراب اللي ترس الجو ماادري منين اجه ..
اباوع لذرات التراب بدت تهدأ رجعت باوعت لبابا ورجعت ابجي وحضنته حيل حيل من شفته نايم والدم يصب جواه ويكلي:
لاتبجين .. لاتبجين ياروح ابوج ...