الأشجار المحتشدة بأغصانها المتشابكة لا تسمح لـ النور بالدخول.
جذوعها الملتوية، وجذورها المتشقق تمزق كل من يحاول تسلقها،
فهي أصلب من الصخر وأحد من الشوك..هذه الأشجار ستجعلك تتوه في طرقاتها الى حد الجنون.
فهي سجان هذه الغابة الملعونه،
التي ستحرص أن لا يفلت مساجينها من قبضتها مهما كان الثمن.
اوه، وهذا يعيد بي الذكريات لأيام الطفولة حينما كان يحذرنا المسنين من الخروج من القرية
كانت اسطورة الاجداد تقول؛
"أن روح الشجرة الأم الشريرة لاتزال تحوم في الغابة المحرمة
وهي متعطشة للإنتقام من جميع المخلوقات التي سلبتها حياتها!"
بينما يقول الواقع الغامض عن هذه الأرض المشؤمة أنه لم يخرج منها احد ليقص لنا شيء عن اسرارها.ينتابني شعور غريب من اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماي هذه الأرض، عجباً ! أشعر وكأن الأقدار هي من أتى بي الى هنا رغماً عني. وكأنها هي من يحميني من الغيلان والوحوش التي اسمع همسها وصراخها وأراها تأكل بعضها بعضاً في عتمت الظلام الدامس. فكيف يا عالم ؟ كيف لبشري هزيل لا يملك ما يحميه ان يصمد طيلة هذه الفترة بين هذه الوحوش ؟ كيف يمكن للصدف والحظ أن يحفظانني طيلة الأشهر الأربع الماضية ؟
~~~
أنا يائس ، لقد فقدت الأمل بالخروج
ولا اعلم لماذا لا ازال أواصل السير
لعلها غريزة الرغبة بالبقاء ،
قد أبدو مجنوناً لكني صرت ادعو صادقاً حينما يزول عني الخوف
أن تجمعني الصدفة مع وحش رحيم
كي يأكلني رغماً عني ، ويريحني من هذه المقاومة البائسة
وتجعل القرار الذي اريده بشده ولا اتجرئ على اتخاذه يتحقق اخيراً ..
-الموت-