"ياللهول، هذا الجبروت ليس من صنع الإله ! "
تمتمت في نفسي وعيناي المبهورة معلقة في جدران قرمزية عظيمة تستوسط أرض الغابة الخضراء! جعلت المنظر غير متجانس اطلاقاً. كانت حدود هذه الجدران تلامس السماء وعرضها يمتد الى الآفاق. عجباً ! كيف يتواجد بنيان كهذا في لُب الغابة ! لابد انها تنتمي للقرون الأولى ! لكن كيف استطاعت المخلوقات أن تبني شـيئاً بهذه العظمة ! بعد تأمل طويل قررت الإقتراب، وبحذر شديد بدأت احوم حول الجدار. لقد كان سطحه أملس كالفخار لا تعرقاةٍ فيه، وممتد مباشرتاً الى السماء بلا ميل او اعوجاج. وعليه نُقشت رسومات بسيطة ترمز الى عناصر الطبيعة كالشمس والقمر، والرياح والسحاب والبحر. الغريب بالرسومات هو أن الطبيعة كانت حيه. رسمت اربع صور متصلة بسلسلة واحده. في الأولى؛ الطبيعة كانت مبتهجه وتضحك فبدا لي من الأجواء العامة أن الرسمة تعبر عن فصل الربيع. الثانية؛ تعبر عن الدفئ والسلام فهي رمز لفصل الصيف بالتأكيد. الثالثه؛ بدت الطبيعة فيها متغيرة اظن أن الصورة تعبر عن الخريف. الرابعة؛ الجميع نائمة لابد انه فصل الشتاء. لكن مهلاً، هناك صورة خامسه تتبع الصور الأربعة. لا تتصل بالرسومات بشكل رئيسي لكنها جزء منهم. فيها، كل شيء كان يصرخ ويبكي .. تساءلت في نفسي هل هذا هو الفصل الذي كان فيه الكون يحتضر، تلك الخرافة التي سمعنا عنها من أوهام الأجداد؟ قصة بداية الأرض
"أسطورة الفصل الخامس"
لسبب ما رَنت في ذهني كلمات العجوز الخرف:اختفى ،
الربيع .. الخريف
الشتاء والصيف ..
وحل محلهم فصل
كان الموت له سمه .
عُــرف آن ذاكــ
"بالفصل الخامس"مستحيل!! هذه مجرد اسطورة واهمه ! اكملت سيري وانا أهرول لـ أكمل القصة فلا احد يعلم يقيناً من اجدادنا كيف انتهت هذه المأساه! لكن الشمس كانت أسرع مني في الغروب. فلم أعد أستطيع رؤية باقي الرسومات بوضوح. نظرت الى الغسق وكأنني طفل يرجو من أمه ان تكمل له قصة ما قبل النوم، لكنها بحزم أبت وسرعان ما اختفت أضواؤها الحمراء من السماء كشمعة انطفأت وسط غرفةٍ مظلمة.
أكملت مسيري بهدوء كالعادة لأبحث عن اي بقعه لأنام فيها. أجل، سأترك الأمر للصدف والمعجزات. هي ستتكفل بحمايتي تماما كما في كل ليلة. وبينما كنت أتمشى بعشوائية بجوار الجدار رأيت فيه فجوه بـ ركنه السفلي. انحنيت بإتجاهها وانا أطل من خلالها الى ما تخفيه في جوفها ، فرأيت النور ! نور في الظلام ! لم يكن لي سوى خيار واحد. أن اتباعه أياً كان مكانه فقد اشتقت له حقاً.
***