انطلقت الى مكتبة القرية، حيث المكان الوحيد الذي يمكن ان يتواجد فيه الياندور، كان يرتدي ثياب سوداء ومعطفاً اسود طويل يحميه من شمس هذا الصباح الحامية. كانت ثيابه الداكنه مناقضة تماماً مع لونه الأبيض الذي لطخه جسمه كله بسبب مرضه المهق ، "الألبينو". هذا المرض جعل لإلياندور شعراً غريباً ابيض اللون وطويل يمتد حتى ظهره، ومنحه عينين فاتحه وباهته لا حياة فيها، وبشره رقيقة مائله للحمره. وكذلك اصاب بنيته قوامه الطويلة فجعله هزيلاً بعظام هشه وضعيفه، لكن بالداخل هذه الهيئه الغريبة عقل مفكر عظيم سيجعلك تشعر انك إنسان تافه بمجرد ان يفتح فمن ويبدئ بالتحدث إليك. كانت بجواره تحوم إبنته ذات السبع سنوات وهي تمثل أيقونة الجمال بالقرية ، بشعرها الأشقر الفاتح وعينيها الزرقاء الداكنه لقد كانت تشبه امها الراحلة كثيراً.
"اهلًا إليان ، كيف الحال؟"
"جوريث ، انت بالمكتبة ؟ هذا غير معهود"
"لا تسخر مني إليان ، اني لأجد في التجارة والسفر علوماً تفوق كل الكتب التي قرأتها"
"الأمر لا يتعلق بقدر ما يُقرأ او ما يُرى ، إنما المرء يقاس بتفكره يا عزيزي"
"أوقف، هذا الياندور تعلم انه لا احد يتفوق عليك في هذه الحوارات ! لقد اتيت لأسألك عن امر مهم جداً"
"تفضل ، "
"هل اخبرك ديكلاسيس بالمزيد من تفاصيل عن قصة ضياعه بالغابة المحرمة"
"لوهله ظننت انك قد تغيرت واتيت لإستعارت كتاب ، لكن فكرك دائماً بسيط معلق بالغير، على اي حال انا لم اسمع الا ما سمعه الجميع وهذا كل ما لدي"***