"ألن تتحدث، يونقي؟"
جيمين نطقَ أخيراً بعدَ صمتٍ دارَ لسبع دقائق وثلاثٍ وعشرين ثانيةً كما قامَ هو بحسابها.
يونقي قد دعاه ما ان عادَ من عمله، للجلوسِ برفقة الطفلِ الذي يحدقُ بكليهما جاهلاً ما يدورُ بينما
لكنه لم ينطُق بحرفٍ حتى الآن، مما جعل جيمين يفقدُ صبره في نهاية المطاف
"حسناً لنبدأ، انتَ تدرس صباحاً، صحيح؟"
حديثُ الاكبر المتسارع جعلَ الاصغر يومئ فحسب، ليردف الأكبرُ حينها
"وأنا اعملُ مساءً، لذا، توقيتنا مثاليٌ تماماً لنعتني به!"
قهقهةٌ ساخرةٌ خرجت من بين شفاه الأصغر، ليتحدثَ اخيراً بنبرته التهكمية
"انت تُقرِّر بدلاً مني بلا خجلٍ هاه"
"آسف، انه فقط، نحن مضطرين !"
ومجدداً، جيمين اجابه باستهزاءٍ واضحٍ
"ومالذي سأحصلُ عليه من هذا؟"
صمتٌ قصيرٌ حل بينهم، لينطُق يونقي اخيراً، حين لم يجد أمراً مقنعاً سيجعلُ جيمين يوافق
"حبي! انتَ تعلم، انا اكرهُكَ نوعاً ما، لكنني سأتقبلك كرفيق سكنٍ ان قمتَ بمساعدتي!"
الحرارةُ التي احتلت وجه الأصغر، جعلت منه يقفُ فجأةً ليصرُخَ بحنقٍ مخفياً خجله
"حبك؟ انتَ تقول حبك؟ هل سيمنحني حبك سنوات عيشٍ أكثر؟ ام أنه سيمنَع التجاعيد من الظهورِ بوجهي؟"
"هدئ من روعكَ يا فتى، كنتُ امازحك، الهي انت فاشلٌ حتى في هذا!"
يونقي تحدث بنبرةٍ تكسوها السخرية. لكن، هو اراد سحبَ حديثه ما ان لاحظَ وجه الاصغر المتورد.
هو مصابٌ بالحمى، صحيح؟
"هل انتَ بخير؟ وجهكَ متوردٌ منذ الصباح، تبدو مريضاً"
هو كانَ قلقاً فحسب، ولهذا هو يجهلُ السبب الذي جعلَ جيمين يتوردُ أكثر، ناطقاً بصراخٍ يخفي خجله
"وجهي؟ متورد؟ انتَ تتخيلُ فحسب، انا -"
توقفَ دون اكمال جملته، مما جعلَ يونقي يشعرُ بالحيرة لثوانٍ، وخصوصاً حين تغيرت ملامح الاصغر.
هو كادَ يسأل، لكن حينها، هو علمَ السبب
"لستُ الوحيد الذي يشم هذه الرائحة، صحيح؟"
أنت تقرأ
طِفلنا
Fanfiction"أنا مين يونقي، وهذا بارك جيمين، ونحنُ والداه!" حسناً، من كانَ يتوقعُ بأنهما سينطُقا بشيءٍ كهذا امامَ والِد الطفل الحقيقي؟