"يونقي قد تركني هنا لأطعِمك، لندعو انني لن أسممك"تمتمَ لنفسه بينما يخلطُ الطعامَ المهروسَ الذي صنعهُ للطفل.
تذوقَ القليلَ ليتأكدَ بأنه مناسبٌ، ثم سارَ اخيراً باتجاه الطفل
اجلسه على الاريكة، ليجلسَ هو مقابله على الطاولة.
"افتح فمك ج-جونقكوك"
بدا غريباً له أنه ينادي الطفل بإسمٍ اختاره يونقي. هو لا يعلمُ حتى مالذي يجعله يشعرُ بهذه الطريقة.
لكن رائع، الطفلُ يرفضُ تماماً فتْحَ فمه.
تنهدَ بيأسٍ، لينطُق بنبرةٍ حماسيةٍ زائفة، بينما يحركُ الملعقة الصغيرة باتجاه الطفل
"افتح فمكَ للقطار! القطارُ قادم! توت توت!"
وجونقكوك فتحَ فمه بحماسٍ جراء هذا. هو ابتلعَ طعامهُ بسعادةٍ بالغة، مما جعل ابتسامةً صغيرةً ترتسمُ على شفتي جيمين.
"ربما انتَ لستَ مزعجاً بعدَ كل شي"
حدّقَ بالساعةِ التي تشيرُ إلى السادسة مساءً، وهو لا يزالُ ينتظر عودةَ الاكبر.
هو لم يشتق له، كل مافي الأمر انه لا يود البقاء اكثر مع القابِع أمامه.
صرخةٌ لم تكن عالية قد هربتْ من بين شفتيه حين شعرَ بعضةٍ ما على إصبعه .
"لا تقُم بأكل يدي! إن كنتَ جائعاً فقط اطلب الطعام بأدب!"
نطقَ معاتباً الطفل بينما يمُد الملعقةَ لإعطائه لُقمةً أخرى.
هو للتو فقط يلاحِظ أنّ الطفلَ يملكُ اسناناً صغيرةً للغاية.
قهقه بخفةٍ حين ابتسمَ جونقكوك بشدة، ربما العنايةُ به لن تكونَ مملةً اطلاقاً.أكملَ اطعامَه حتى أنهى ما كانَ في الصحنِ
ليقفَ اخيراً ممسكاً بمنديلٍ صغير، ماسحاً فم الطفل به."أتريدُ اللعب معي؟"
نطقَ بحماسٍ ممسكاً كرةً صغيرةً كانت في حقيبةِ الطفل، ليردِفَ هامساً
"سأرمي لكَ الكرة ومررها لي، حسناً؟"
----
جيمين لا يعلمُ كيفَ انتهى به الامرُ مستلقياً على الاريكة، بينما الطفلُ يعتليه ممسكاً بالكرة.
منذ أن بدآ اللعب، هو استمر لخمسِ دقائقَ فحسب قبل أن يستسلمَ حين اكتساهُ الملل.
شعرَ برأسِ الطفل على صدره، فقامَ بمد يده ليُداعبَ رأسَ الصغير.
"أتعلم، فجأةً شعرتُ بالفضول"
صمتَ قليلاً. هو يحادثُ نفسه الآن، ليسَ وكأن الطفل سيجيبه على اي حال.
"لمَ قامت والدتك بتركك؟ هل انتَ ربما..؟"
أعليه حقاً قولها؟ الطفلُ لن يفهمَ حرفاً من حديثه بعد كل شيء، لكنه سيشعرُ بتأنيبٍ شديدٍ لو قالها.
صوتُ البابِ قد قاطعَ تفكيره. كادَ ان يعتدل، لولا أنه لاحظَ أن الطفلَ قد نامَ بالفعل.
وضعيته لم تكن مريحةً اطلاقا، وجيمين كان خائفاً أنه قد يوقظُ جونقكوك لو حاولَ حمله
لهذا رفعَ احدى ذراعيه عالياً، بينما يمسكُ الطفل بالأخرى كي لا يقع، على أمل ان يونقي سيلاحظه.
وبالفعل، هو سمعَ صوتَ خطواتٍ تقتربُ منه.
الاكبرُ قد قرّب رأسه ليُصبحَ مقابلاً لوجه جيمين.
ابتسامةٌ ساخرةٌ اعتلت شفتيه لينطُقَ هامساً
"أأنتَ واثقٌ انكَ لستَ والده الحقيقي؟"
الأصغرُ واثقٌ أنّ وجنتيه قد تلونتا بالفعل، لكنه يحاولُ ادِّعاءَ الهدوء.
هو صرخَ هامساً
"احمل الطفلَ عن صدري او سأُوقعه أرضاً!"
قهقه يونقي بصوتٍ خافتٍ لحديثه. ليقتربَ اخيراً، حاملاً الطفلَ بين ذراعيه، وواضعاً اياه في سريره الصغير.
ثم غادرَ لغرفته للاستحمام.
--كلاهما يجلِسان في غُرفةِ المعيشة، والصمتُ ثالثهما .
انتهيا بالفعلِ من تناول الطعام الذي أحضره يونقي، و لازالَ كلاهما يبحثان عن أي حديثٍ ينطقا به.
جيمين نطقَ اخيراً بنبرةٍ منخفضة، رغم أنّ الطفلَ كان نائماً في غرفة يونقي بالفعل.
"أتعلم، دعنا نعتني به، لا اعتقد انني اود القائه "
يونقي لم يحدق به، هو فقط ابتسم لنفسه، ليتحدث بنبرةٍ تشابه خاصة جيمين
"أأنتَ متفرغٌ بعد يومين؟ لنذهب لشراء حاجياتٍ اكثر لأجله"
"نعم، لا امانع"
وبهذا، كلٌ منهما قد ذهبَ لغرفته، متمنين ان يحصلوا على نومٍ هادئ، لكن هل سيحصل هذا؟
--
اسفة ما قريت تعليقاتكم للبارت الثالث :(
بكرا بنزل بارتين وبقرا كل التعليقات 💛
و شكراً لقرائتكم 💛
أنت تقرأ
طِفلنا
Fanfiction"أنا مين يونقي، وهذا بارك جيمين، ونحنُ والداه!" حسناً، من كانَ يتوقعُ بأنهما سينطُقا بشيءٍ كهذا امامَ والِد الطفل الحقيقي؟