مشاعر يتيمة

361 23 2
                                    

" دخلت الأم ذات يوم غرفة ابنها ياسين ذو العشر سنوات فوجدتهُ يُمزق ورقه بين يديه .
و تعلو وجههُ ملامحُ حزن و تعاسة .
فما كان بيدها إلاّ أن تسأله ، ماذا دهاك يا بُنيّ ؟ وما هذه الورقة التي تُمزّقها و تحاول إخفائها مذ دخلتُ غرفتك .
أخبر ياسين أمّهُ بأن المعلّم طلب منهم كتابة موضوع تعبير عن " العائلة " لكنّه لم يكتُب شيئاً في ورقتهِ .
ياسين : لم أكتب شيئاً ، هذه المرة الوحيدة التي عجزت فيها عن التعبير ، أنت تعلمين كم أحب هذه الحصة و أفضلها عن البقية .
لكنني لم أجد عما أكتب ، لا عائلة لديّ ، لا أب ولا أم ، لا أعرفُ ما يُحسّهُ أصدقائي عند زيارة بيت الجد أو الجدّة صباح العيد .
لا أعرفُ كيف يكون ذلك النوع من الأسرار ببن أبناء العم و لماذا يُفضّل بعضهم بيت الخال عن العم، كيف يجهزون لأفراحهم ومن يواسي أحزانهم . 
الأم : أريد منك  يا ياسين يا بُنيّ  أن تقرأ سورة الفاتحة ترحماً على والديك فأمك لم تكن صديقة بل أختا بكل ما تعنيه الكلمة .
أريدك أن تعلم أنني نذرتُ حياتي لأكون عائلتك ، و كنت أعلمُ أن هذا لا يكفي ولكنك كنت بحاجة لي و أنا بدوري لبيتُ نداءاتك و صرخاتك المدوّية عندما كنت طفلاً صغيرا ضعيفا و خائفا .
أخرج ورقة بيضاء من حقيبتك، و اكتب فيها كل ما تمنيت أن تكون حياتك عليه . اكتب عن والديك و إن لم تلتقي بهم . اكتب كم تحبهما و كم تشتاقُ لوجودهما، اكتب عن العائلة التي تحلُم بها، وفي الغد أعطها لمعلّمك و سأكون معك دائماً مهما كبرت مشاكلك.

قصص وعبر للعقول الراقية🤩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن