🌹أهلاً بالعيد 🌹

113 16 6
                                    

كان العيد قد اقترب، ولم تبق إلا أيام قليلة من شهر رمضان، وبدأت الأسرة تسأل أحمد:
-ماذا أعددت للعيد؟ ماهي ترتيباتك للإحتفال به؟ ماهو برنامجك؟
ويسكت أحمد الصغير، ولا يجيب..لقد نسي ماكان يفعله في العيد..
كان صغيرا في العام الماضي، وهاهو قد كبر سنة كاملة، ولم يستطع أن يتذكر شيئا من احتفالات العيد السابق،
لذلك كان يرد عن هذه الأسئلة قائلا:
أهلاً بالعيد..يتفضل بالوصول..وساعتها سنحسن الإحتفال به وبدون-برنامج!
وترك أحمد الأمور تسير بشكل طبيعي..
وكانت الأسرة قد بدأت في وضع ملابس الشتاء في حقائب لتحتفظ بها للعام القادم، وأخرجت ملابس الصيف، و إذا به يكتشف أن الكثير منها قد أصبح لا يناسبه، سأل أمه أن تغسله، وتكويه، ووضعه بعد ذلك في لفافات جميلة،
و أهدى هذه اللفافات إلى ابن البواب، وابن المسحر، وإلى صبي الكواء و صبي بائع الصحف..
وسعدت أمه بما فعل.. إذ لم يكن له إخوة أصغر منه يمكنهم الإستفادة من هذه الثياب..
راح أحمد بعد ذلك يرتب كتبه، وجد أنه قرأ الكثير منها ولم يعد بحاجة إليها،
خاصة أن مكتبته قد ازدحمت، فعمل قائمة بالكتب التي يريد أن يستغني عنها،
وسأل أصحابه أن يفعلوا نفس الشيء... وبدأت عملية تبادل الكتب فيما بينهم بشكل أسعد الجميع..
لقد تخلصوا جميعاً مما لا يريدونه، وأخذوا جديداً لم يكونوا قرأوه بعد،
و نسي أحمد التفكير في أمر العيد القادم، لكن الأسرة كانت تذكره به..
وحدث يوماً أن قرأ إعلانا ملصقا على حائط: ((صلاة العيد خارج المدينة)) ..
قال في نفسه وجدتها، عرف المكان وافق والده على أن يذهب للصلاة فيه، نصحه والده  أن يفعل كما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة يفعلون، يذهبون للصلاة من طريق و يعودون من طريق آخر، وجد أحمد في طريقه إلى خارج المدينة عدداً من بيوت أصحابه، طلب منهم أن ينتظروه، ليسيروا معا، وكان اللقاء صباح يوم العيد ممتعا، إذ ساروا يكبرون مع أضواء اليوم الجديد، ويتصادف في ذلك اليوم أن يكون مكان أحمد في الصلاة بين مدير مدرسته و مدرس الدين، سعد بهم وسعدوا به، وقال له المدير :
-مبارك العيد..ومبارك نجاحك يا أحمد ، منذ انتهت الدراسة لم نلتق،كنت سأستدعيك، هناك معسكر للمتفوقين دينيا و اجتماعيا و دراسيا،لقد رشحتك لقضاء عشرة أيام في الإسكندرية، شكراً لسيادتكم، وكل سنة و حضرتكم بخير..
عاد أحمد كما نصحه والده من طريق غير الذي جاء منه، كان هذا الطريق مملوءا ببيوت أهله و أقاربه، دق أبوابهم  و قدم لهم التهنئة بمناسبة العيد، عاد إلى البيت مبكرا، استعد مع أسرته لكي يستقبلوا القادمين ليقولوا: كل عام و أنتم بخير، هل يمكنكم أن تعرفوا من جاء بهذه المناسبة؟!
جاء ابن البواب وابن المسحر، وصبي الكواء، وصبي بائع الصحف..
كانوا سعداء بثيابهم، كل منهم أتى بهدية صغيرة ظريفة، ومناسبة، في المساء ذهب أحمد مع الأسرة إلى جده وجدته سألوه عن برنامجه، وكيف قضى العيد..كان سعيداً وهو يقول:
البرنامج كان حافلاً ورائعا لم تكن هناك زينات في غرفتي، لكن ثيابي على أصدقائي كانت أجمل من كل زينة،
كتبي التي في أيديهم كانت رائعة، وكذلك كتبهم التي وضعتها في مكتبتي..
الحق أني أحسست أنني صنعت لنفسي عيدا، بداخلي.. أذهب للصلاة فيجيء إلي خبر المعسكر، أهنئ أهلي بالعيد فيعطونني ((العيدية)).. ويسعد الجد بعبارة أحمد أنه صنع عيدا بداخله،
وليس من حوله، وكانت الجدة تتمنى لو عادت صغيرة لتقيم عيدا في قلبها كما فعل أحمد، وشعر الجد والجدة أن كلمات أحمد قد صنعت لهما أجمل عيد.🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
وكل عام وأنتم بخير 🌹

قصص وعبر للعقول الراقية🤩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن