" مُعلّمة و أم "
" لم تستطع ( جنّة ) التعبير عن حزنها سوي بالدموع ، تلك كانت الطريقة الأسهل .
ذاك الشعور بالقهر و الحزن و قلة الحيلة و الإحتياج كان أقوى من قلبها الصغير "_ جنّـة :
" كنتُ جائعة جداً ....!
نظرتُ إلى صديقاتي ، فكل واحدة منهنّ تحمل فطورها بين يديها ، كان يبدوا لذيذا جداً ، كان مُعداً بحب ، استشعرتُ حنان أمهاتهم و هنّ يعددن ذاك الفطور و تمنيتُ حينها لو أتحصّل على نصفه .
_ لكن للأسف عندما تتكلّمُ عصافيرُ البطن و تقرعُ أجراس الجوع لا مجال للنقاش ، فالحل الوحيد لإسكاتها هو الأكل ولا شيء غيره ، أما أنا فلم يكن بيدي شيء لأفعلَهُ .
انهمرتْ دموعي من شدة الجوع .
وبالرغم من حزني كنتُ الأكثر حظاً بين صديقاتي ، تلك المعلمة التي تتظاهر بالقسوة في الصف و أثناء الدرس كانت الأحنّ و الأصدق ، لم تتحمّل دموعي و لم تتردد في أعطائي الفطور الخاص بها .
بالرغم من حزني شعرتُ بأنّي لستُ وحيدة و أنّ الله لن يتركني جائعة وحيدة و أنا أملك أحنّ معلمة في العالم "