الفصل الثاني: مجرد خطأ

155 9 22
                                    

قضم من الشطيرة التي لطخت ملابسه بمختلف السوائل التي تخرج منها بلا اهتمام،

اسدل خصلات شعره المستعار فوق عيناه فور مرورها جانب سيارته التي اصطفت امام خاصتها بطريقة واضحة وكأنه يخبرها أنه يراقبها، اعتادت إيـڤ على تواجد لوهان ،سيهون، وتشين الذي قلما تراه يراقبها،

بسبب والدها رجال الشرطة باتوا كأصدقائها الملازمين لها وخصيصاً لوهان الذي يفاجئها بغبائه كلما كان دوره لمراقبتها،

قبل ان يدرك الامر هي امالت جذعها تطرق النافذة بثغر باسم،وهو ترك الشطيرة لتلوث ما تبقى من قميصه فعلى اي حال هو يرتدي ملابس تشانيول الذي سيقتله اذا رآه،

" ماذا هناك ؟ "قالها يتساءل بأكثر النظرات البريئة بالعالم وهي كانت على وشك تصديقه ونسيان معرفتها بكونه ضابط ويراقبها لتسأل بفضول :

"إذاً ، ألم تسأم من بقائك تراقب اللاشيئ ، انت و زملائك؟"
احنى رأسه قبل ان يخلع شعره المستعار ويشتم سراً ليتمالك اعصابه ساخراً :

"ألم تفعلِ انتِ ؟ ما الممتع ببقائك بسيارتك تدخنين الممنوعات؟ اتقصدين إغاظتنا؟ فقط أخبريني عن والدك!"

قلبت عيناها لتستفزه :

"ألست ضابطاً ؟ لمَ لا تلقي القبض علّي بينما تراني ارتكب مخالفة كتلك؟ "

لوهان شرع بدفع باب سيارته ليخرج وإيـڤ تمسكت باغلاقه لتسأل :

"هل ستلقي القبض علّي حقاً؟"

حرك رأسه نفياً ليصيح وهو يدفع الباب ضدها لتتركه يكاد يفقد توازنه ليخرج مواجهاً اياها بصراحه :

"افهم انك تكرهين هذا لكننا نفــ.."

قاطعته مصححة حديثه بحنق :

"بل اكره كوني ابنته وابغض تلك الدماء التي تربطني به!
بدلاً من مراقبتي ومراقبة رجاله إلقوا القبض عليه واجعلوه يتعفن بالسجن لباقي سنين حياته وسأتأكد من شكركم يا رفاق!"

رمت بحديثها كأسهم سامه تحمل كرهاً لا يفترض ان يُوجد بحالتها وسريعاً استدارت عائدة ادراجها إلى سيارتها لترمق الاكبر قبل ان تدير محركها،

وهو سريعاً رفع اصبعه الاوسط بوقاحه مكملاً سيل شتائمه لتلك القضية وتحديداً "تشانيول" الذي ضمه إليها دون الاهتمام برأيه.

***
إذا تشانيول يمكنه يقيناً القسم بشئ ما فهو يقسم كون سيهون يفقد عقله تدريجياً،

افكاره الانتحارية الفاشلة التي تتزايد محاولاته إثرها باتت غير محتملة،
يميل لتجربة كل ما يمكنه ان يُفقده حياته وانضمامه للشرطة كان إحداها ويبدو وكأنه ساخطاً على عمله لانه لا يؤدي إلى موته أو على الاقل موته الوشيك كما تصور،

اوه سيهون على الرغم من كونه ضابط كوفء إلا أنه يميل إلى طرق غريبة بتأدية عمله؛

على سبيل المثال بالكاد منعه تشانيول من خلع ملابسه امام متهم بقضية اغتصاب ظناً منه ان هذا قد يجعل المجرم يفتعل جريمه اخرى مؤكدة عليه معللاً تصرفه بكون جمال جسده لا يقاوم!

تشانيول لا يمكنه التعامل مع صخب فريقه الذي كونه مؤخراً ولم يعتد على التعامل معهم كقائد بعد،

هو كافح كثيراً حتى ترقى لهذا المنصب وكونه يقود اخيراً فريقاً يحتم عليه المحافظة على ولاء اعضاء فريقه لبعضهم،

لكن ليس مع تلك المجموعه من المختلين بنظره
هو يخشى فشله الذي يراه محتوماً بوجود عقولهم الفاسدة حوله،

تشانيول سمح لهم بمشاركته منزله الذي بات لا يحتمل لكثرة ما عليه من تنظيف ومراقبة للطفل العملاق سيهون،

احدى اهم اكتشافاته عن زملاء الكلية القدامى بعد العيش معهم؛

إنه محاط بمجموعه من الحمقى ذوي القدرات الهائلة.

تشانيول يراهن على كون لوهان الامهر بالتنكر اذا اراد ذلك،
هو لن ينسى عندما تنكر كفتاة ثملة بالملهى دون اخباره بإحدى المهمات،

حتى ان تشانيول شعر بالذنب ان عليه إفزاع فتاة كتلك بمداهمه المكان للقبض على مديره!

سيهون ليس غبيًا كما يدعي ؛ فهو مع افكاره المتطرفة يمتلك مهارة فريدة بقرصنة الحواسب،

حتى انه تسلل إلى حاسوب الرئيس وو كإنتقام طفولي لأنه صرخ عليه عندما اخطأ ذات مرة،

تشين ليس المحب كثيراً لعمله بفريق تشانيول، فى الواقع هو يكره كون تشانيول تفوق عليه ليرأس الفريق كذلك رفض مشاركتهم السكن متحججاً بأنه يكره صخب العيش مع سيهون ولوهان بشجاراتهم الغبية.

افكار تشانيول انقطعت على صوت تكسر زجاج ما ليدلك صدغه بنفاذ صبر قبل ان يصرخ بصوت مبحوح :

"اوه سيهون! بحق الله توقف عن افقادي اعصابي"

انين من سيهون جعله يفقد اعصابه ليندفع نحو الردهه ليجده يحدق بحبل مقطوع بين يديه ويتدلى طرفه الاخر من عارضة سرير تشانيول وبالطبع هو اغفل عن النظر إلى حاوية الزهور التي اهدته والدته إياها المكسورة على الارض ليضحك سيهون بتوتر مفسراً:

"انا لم اكن احاول الانتحار ، اقسم!"

قبل ان يصرخ تشانيول بجملته المعتادة جعد سيهون وجهه مقلداً الاخر بما سيقول :

" اوه مختل سيهون توقف عن محاولات انتحارك اللعينه وابتعد عن منزلي إذا كنت تريد ان ينتهي امرك كجثة بمكان ما"

تشانيول صفق بحرارة ليعجب ساخراً :

"لقد حفظتها جيداً، إذاً ما الذي كنت تفعله سوى محاولة الانتحار؟"

سيهون فسر وكأنه الشئ الاكثر اعتيادية بالعالم :

"فقط كنت اريد تجربة كيف يبدو ألم ان تختنق حتى الموت."

وتشانيول اومأ مقتنعاً لأنه يعلم هوس سيهون بالانتحار سلفاً،

اضطرابه النفسي يزداد لكنه يعلم انه لن يقتله على الاقل بالوقت الحالي مع اخذه لبعض الادوية لذا تجاهل الامر ممسكاً بيد الاصغر ساحباً إياه خارج الغرفة ليسأل فور تذكره :

"الفتاة التي تشبه إيـڤ ،تركت رقم هاتفها صحيح؟"

سيهون ترك يد الاخر فور مرورهم بالسكين الصغيرة التي تركها لوهان بعد تقطيعه الفاكهة صباحاً دون اعادتها إلى المطبخ وهذا جعل تشانيول يضع ملاحظة بعقله ان يضرب لوهان حتى الموت فعدم التنظيم يجعل تشانيول يفقد عقله ليزمجر قارئاً تفكير سيهون الذي ما زال ممسكاً بكفه كطفل يتبع والدته :

"هل تريد ان انحر عنقك به لتجرب شعور ان تموت مذبوحاً؟"

وسيهون ارتجف نافياً ليتبعه بينما نظره معلق على نصل السكين المضيء امامه لكن سرعان ما اعاد تشانيول انتباهه يكرر سؤاله الذي رد عليه سيهون بإعطائه ورقة ما لا يعلم كيف وصلت ليده حتى ودوّن عليها كلمة heaven

بلاتينيومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن