بلاتينيوم

الفصل الخامس: حظ عاثر

الأمواج التي اصطدمت ببعضها امام عيناه ذكرته بمنزله الاول؛

دافئ على الرغم من اطلالته المقابلة لرياح مرت على مياه باردة قبل معانقتها بشرته،

وكم أراد اغماض عينيه وسماع صوت والدته تناديه بغضب حتى لا يمرض من مواجهة رياح الشتاء المخادعه بلطفها،

كافح حتى لا يغمضهما ويصاب بخيبة عندما لا يستمع إلى توبيخ ما اشتاقه كثيراً،

هو فكر فجأة في رفيقته الصامتة وسأل

"لمَ انتِ بكوريا حتى الأن؟"

استنشقت بعض الهواء وتنهدت ربما عشرات المرات قبل ان تجيب

"اتضح ان تراڤيس قام بتوصية خاصة،
انا لن استطيع مغادرة البلاد بالوقت الحالي،
أليس من الجيد وجود شبيهتي؟
أعتقد إنه امر رائع،
ألا تتمنى تواجد شخصاً يشبهك حتى تستطيع الهروب أنت ايضاً والعيش كشخص اخر؟"

بيكهيون جفل يتخيل الامر مستوعباً كونه سيورط شخص ما بحياته المزعجة،
و تأكد كونه التصرف الأكثر شراً ليفعله بشبيهه المزعوم،
و سريعاً شكر الإله على عدم مقابلته هذا الشبيه،

لم تدم فترة الصمت الثقيل على كليهما و سرعان ما بدلت ليليث الحديث تنوي المغادرة قبل ان تفتضح سرها بغبائها الذي اكتشفته للتو،

"من الافضل أن اذهب،
تستطيع استخدام وجود الأمن الذي كاد يقتحم الغرفة لولا وصولي كعذر،
سيجد تراڤيس شخصاً أخر من المشفى لينفذ الأمر فيما بعد."

بيكهيون قطب حاجبيه يتفحصها بتساؤل قبل ان يستفسر بشك افزعه

"كيف علمتِ بوجودي بالمشفى ناهيكِ عن معرفتك برغبتي بقتل ذاك الشخص؟"

التلعثم الذي بدى على وجهها كان القشة التي قصمت ظهر البعير،

لا يريد ان يتم خداعه ابداً بتلك الطريقة،

و بيكهيون شعر بالوخز الغريب بقلبه مرة اخرى قبل ان يستدير يقابل النهر مرة اخرى وتمتم بهدوء ولهجة باردة،

"أُفضِل ان تظل كذبتك هي الحقيقة بعقلي،
لن اكون مديناً لكِ ما حييت."

ليليث ادركت كونه اكتشف هويتها ورمت بحديثها دون اكتراث،

"ما قلته الأن على الاقل كان حقيقي،
إيڤ لم تستطع المغادرة للأن."

بتحفز اردفت يملأ صوتها يقين زاد له الوخز بقلب بيكهيون دون سبب يعلمه،

"لو كانت إيڤ من تقف الأن بجوارك لم تكُ لتمنعك عن قتل شخص أخر اليوم،
لما رغِبت ان تكون مديناً لها قط بشئ كهذا،
على الاقل ستنام اليوم دون انينك وبكائك الذي الفته و يتحدث الجميع عنه،
وهذا كافِ لتعلم انك مدين لي حتى لو لم تعترف بالأمر!"