الـفصل الثاني و الـعشـرين

927 68 193
                                    

ولكنني لم أمُت ولم أكُن على قيد الحياة أيضًا،
حاول أن تتخيل، لو تستطع، هُناك، محروم من
الحياة والموت في آن واحد.

—دانتي أليغييري



«عدتُ للمنزل»



دوناڤان(دونغهاي)

- إذا لم أستطع الصُراخ ، فكيفَ أستطيعُ أن أطلُبَ مِنهم قتلي ؟ ما كُنتُ أريدُ إلا الموت ! ليتني لم أكُن ، ليتني لم أولد ، ما كان وجودي كُله يُعادل هذا الألم  ، ما كان يُعادل استمرار هذا الألم لحظة واحدة.
دعوني أموت ، هذا كُل شيء ، كُل شيء في فضاءٍ لا ينتهي.
وحدهُ العذاب الحارق ، صرخاتي التي لا صوتَ لها ، توسُلي مجيء الموت ! لا شيء آخر .. لا شيء .. حتى الوقت ! صار عذابي من غيرِ نهاية ، من غيرِ بداية أو نهاية ، لحظة واحدة سرمدية من الألم.

كنتُ اقرأ كتاب بزوغ الفَجِر لـ بيلا بصوتٍ عالٍ ، هذهِ الأيام استمرُ بالتحدث مع نفسي ، اخشى الصمت

اخافُ ان أصمت فـتتوالى عليّ الأفكار الحزينة كـ التفكير بكل ما حدث منذُ ان كنتُ محاضراً للحضارة الأغريقية في الجامعة ، منذُ ان التقيتُ بـ هيوكجاي

لا أعلم متى بدأ هذا! التفكيرُ بهذا قد يؤلم عقلي و يضيق عليّ صدري و يجعلني عاجزاً عن فعل شي عدا البكاء و النحيب!

و لم اعد اريدُ فعل هذا.. لم أعد ارغب بالعودة لذلك الشخص الضعيف الذي يستمرُ بقول وداعاً للناس الذين تخلوا عنهم

والدي و امي قد تخلوا عني! و الشخص الذي أحببتهُ قد خدعني و ذهب ، تايلر و ديلان تخلوا عني

و الان هيوكجاي...

ذلكَ جعلني أدركُ كم إنني ساذجاً... لم يكن لدي الحق حتى بـ قول ما أشعرُ بها حِينها... و ذلكَ كان يجعلني أستمرُ بالأنغماس في افكاري

و ها انا اعود لذات الحلقة المُفرغة المثيرة للشفقة

تنهدتُ واضعاً الكتاب جانباً و خرجتُ من جناحي و كان هُناك امام جناحي بروف و زَهيلّ لأردف بحزم بينما امشي و هم خلفي

- أحتاجُ لـرؤية هيرميس الآن!











لم اهتم حقاً كون ذلك يعني ذهابي للغابة المحضورة و مقابلة رسول الإلهة الشرير المتعجرف

اردتُ فقط فهم بعض الأمور ، و كذلك سؤالهُ عن والداي كونهُ الذي يقوم بنقل الأرواح للعالم السُفلي




Heaven AND Hell- الجَنة و الجَحِيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن