جلس نايل ينظر إلى السقف اﻷبيض وهو يأخذ أنفاساً منتظمه . يمﻷ الغرفة صمت لا بشوبة سوى صوت الكرسي الهزاز الذي تجلس عليه ماري في زاوية الغرفة.
أشاح نايل نظره إلى ماري وسأل " ماذا أفعل الآن؟"
نظرت له ماري " ماذا تريد أن تفعل أنت؟ "
أغلق نايل عيناه .
كان يجلس على أرجوحه تتعلق حبالها بشجرة كبيره قد مر عليها الزمن. يشعر نايل بحزن شديد. حزن بارد قارص ولكنه لا يجد طريقاً الى الدموع فيبدوا أنها قد جفت . ركز و حاول تذكر سبب حزنه. نعم!! إن والدته قد توفيت اليوم بسبب سرطان الرئة . نظر إلى الأعلى ليجد أمامه منزل بطابقين .
شد إنتباهه والده. السيد هوران. وهو يشق طريقه إلى ذلك البيت يترنح في خطواته. تستلقي بين شفاهه سجاره و يحمل في يده زجاجه لا يريد نايل معرفة ما في داخلها. إن والده هو سبب موت أُمه بسجائره اللعينه تلك .
يستطيع نايل سماع صوت بكاء أخته من هنا . الصوت يصله من غرفتها في المنزل الى مكانه على الارجوحه . أخته الحزينه المسكينه. لقد إنكسر قلبها وهو السبب.
قفز نايل من على الارجوحه وبنشاط مجهول المصدر ركض نحو المنزل ودخله. توجه نحو المطبخ وبتردد إنتشل سكين حاد من أحد الادراج ثم صعد السلالم بسرعه متجهاً نحو غرفته. أغلق الباب ورائه وتوجه نحو المرآه.
وضع السكين على الطاولة امامه وجلس ينظر إلى نفسه. بعد دقائق من التحديق في صورته خلع قميصه ليكشف عن بشرته الشاحبه. أمسك بقلم أسود من على الطاولة و جره على بشرته ليرسم علامة إكس على قلبه . أخذ أنفاساً متقطعه سريعه . حمل السكينه وقربها من تلك العلامه ثم غرزها في جلده .فتح نايل عيناه ونظر إلى ماري التي أصبحت تجلس على طرف السرير أمامه " أعرف ماذا سأفعل " تمتم لها نايل .
أومأت له ماري .
+
" لم أستفد منكم بشيء " تمتم ماري وهى تفتح باب شقتها وتدخل يتبعها زين و أستيرد .
" ليست مشكلتي أن مشاكلك معقده " قالت أستيرد وارتمت على الاريكه.
هزت ماري رأسها ثم شقت طريقها الى غرفة نايل تتمتم " سأطمئن على نايل " .
شعرت ماري بأن قلبها قد انقبض عندما وجدت الغرفه خاليه. بسرعه توجهت إلى المطبخ والحمام ولكن لم تجد شيئاً. دخلت غرفة المعيشه وبعد ان بحثت في كل إنش في شقتها تتابعها عيون زين واستيرد في غرابه توقفت عن البحث ولم تجد له أثر .
" ما الذي يحدث ؟ " سأل زين ونظر لها عندما توقفت عن الحركة في دوائر ضيقه أخيرا .
" ما الأمر ؟ " سألت أستيرد في قلق عندما لم تجيبهم ماري . بل لم ترمش حتى .
" لقد رحل " قالت ماري بنبرة مهتزه مختنقه . تريد ماري البكاء ; الصراخ ; صفع نفسها لانها تركته ولكن وكأن جسدها لا يستجيب. بعد عدة دقائق جفلت بعيناها ونظرت الى زين وأستير " أنا ذاهبه للعمل " همست و قبل أن يتكلم أي منهم خرجت من شقتها ونزلت السلالم بسرعه الى خارج عمارتها ليضربها هواء الشتاء البارد . قد نسيت معطفها ولكن لا يهم .
أنت تقرأ
The saver " المنقذ"
Fanfiction" وأنت ما أسمك ؟" سأل نايل وهو ينظر لها بعيونه الزرقاء البارده كالثليج ، خاليه من أي مشاعر . وضعت ماري يدها على فمها وهزت رأسها يميناً وشمالا. رفع لها حاجبه " لا يمكنك التحدث؟ " أومأت له ك"نعم ". + هى تحتاج إلى من ينقذها من والدها وهو يحتاج إلى...