جلست أروى بجانب شغف التى كانت تعبث باوراقها بلا اهتمام ..
اروى بترقب : مالك ؟؟..
شغف بشرود : مفيش ..
اروى بجدية : هو ايييه اللى مفيش .. انطقى قولى مالك ؟؟.. ايييه اللى مضايقك ..
شغف بتوجس : قلبى مقبوض يا اروى .. مش عارفة ايييه اخرة كل ده .. كل يوم بيعدى .. كل ساعه بتمر قلبى بيخاف اكتر و خوفى بيزيد .. و قبضة قلبى بتتعبنى اكتر .. ..
لا تعرف اروى لما شعرت ان خوف شغف حقيقى .. احيانا تحدث لنا و هو ان نستشعر حقيقة حدوث الامر .. هناك بعض الاحاسيس التى نستمع لها .. لكننا نكن موقنين من حقيقتها .. و شعور اروى الان حقيقى .. القلق بدأ يداعب اروى ايضا .. لكنها فضلت ان تخفف عن رفيقتها الوحيدة ..
اروى بمرح : كبرى دماغك بس .. ده تلاقيكى مكسوفة من سيف ..
شغف بشرود : ده مش كسوف يا اروى ..فى حاجه هتحصل ؟؟.. بس مش عارفة اييه هى ؟؟..
اروى بترقب : و جبتى الثقة دى منين بس ؟؟.. .. وضعت شغف يدها على قلبها ..
قالت بخوف : عمره ما كدب عليا يا اروى .. فى حاجه هتحصل .. ..
أغمضت أروى عيونها فى قلق .. تحاول ان تفكر ماذا من الممكن ان يحدث ؟؟.. ربما هى حقيقة و ربما هو مجرد قلق عابر .. فتفعل دورها كصديقة و تزيل عنها اى قلق ..
اروى بمرح : بقولك بطلى تفكرى فى الموضوع ده و الا هتتعبى يا حبيبتى .. ..
شغف بابتسامة باهته : بحاول و الله انسى .. بس قلبى مقبوض اووى يا اروى ..
اروى بابتسامه هادئة : خدى نفس يا شغف .. و انسى كل ده .. قوليلى صح هتعملى ايه يوم الفرح .. ترتيبك هيمشى ازاى ؟؟.. ..
أخذت شغف نفس عميق .. حاولت ان تطرد به كل الهواجس التى فى عقلها و قلبها .. ثم
قالت بابتسامه : ترتيبى انى هخليكى تروحى معايا البيوتى سنتر .. و هنجهز من هناك .. و مفيش اى اعتراض لانك صحبتى الوحيدة و اختى ..
اروى بحزن : يزن مش هيوافق يا شغف ..
صمتت شغف قليلا لتفكر فى حل لتلك المعضلة .. طالما يزن كان شاب وسيم و لطيف .. طالما كان جذاب للغايه لم يرفض لأخته يوما طلب .. كان حنون دائما كما هى تعرفة .. حتى و اذا رفض طلب لأخته .. بالتأكيد لن يرفض طلب لرفيقة اخته الوحيده .. فلتجرب اذن ..
شغف بحماس : طلعى موبايلك .. ..
اروى باستغراب : لييييه ؟؟..
شغف بحماس يلا بس .. ..
أخرجت اروى الهاتف .. و قبل ان تعطيه اياه .. كانت شغف قد اختطفت الهاتف من يدها .. بحثت عن رقم يزن .. لتتصل به و تطلب منه هى ان يسمح لأخته بالحضور معها .. يوم زفافها ...
*****************************************
رسم بأصابع يده الانيقة توقيعة أسفل تصميم السترة الرجالى التى قام برسمها .. ثم تنهد بتعب .. ألقى بالقلم بأهمال على مكتبة .. ليدوى صوت رنين هاتفة .. وجد المتصل اخته اروى ..
يزن بابتسامه : اهلا يا اروتى .. خير .. تنحنحت شغف بحرج ..
شغف بحرج : انا مش اروى .. انا شغف صحبتها ..
صمت .. صدمة .. زهول .. شغف .. حبيبة قلبة .. يسمع الان صوتها فى الهاتف .. صوتها رقيق للغايه ينم عن ما بها من رقة و حنو ..
تنحنح بخشونة : احم .. أسف يا انسة شغف .. بس افتكرتك اروى .. ثم قال بقلق : هى اروى جرالها حاجه ؟؟.. هى فين ؟؟.. هى كويسة ؟؟.. حد ضايقها ؟؟..
شغف بضحك : طيب ينفع تدينى فرصه اجاوب ..
أخذ نفس عميق .. هذه الفتاة حتما تريد ان تسلبة ما تبقى من عقلة بمزاحه الهادى .. أبعد الهاتف عن اذنه .. تنهد بحرارة ..
قال بتنهيدة : انتى عاوزه منى ايه يا شغف ..
سمع صوتها على الهاتف المتعجب منه عدم سماع رده : ااستاذ يزن .. حضرتك موجود ؟؟..
ي.. ز ..ن .. تلذذ بأسمة و هو يخرج من بين شفتيها الوردتين .. كانت أقصى امنياتة ان تنظر له .. وهى حاليا تحدث له .. بل و نطقت اسمه ..
يزن بجديه : ايوووه .. اتفضلى .. ..
شغف بخجل : هى اروى كويسة و مفيش اى حاجه حصلت .. بس هى حاجه كده حابه اطلبها منك ..
رفع يزن حاجبة باستغراب حقيقى ؟؟.. ماذا تريد منة ؟؟..
يزن باستغراب : اتفضلى قولى .. لو حاجه فى ايدى اعملها مش هتأخر .. ..
شغف بابتسامة : ينفع تسمح لأروى .. تيجى معايا يوم الفرح البيوتى سنتر و تكون جمبى .. انا لوحدى و مش معايا حد غير والدتى .. و بعتبر اروى اختى الوحيدة .. لو سمحت خليها تيجى معايا ...
ملامح القلق على ارتسمت على وجهها و هى تنتظر لتسمع رده .. بينما تسرب الخوف و القلق الى قلب اروى على اخيها .. الذى الله اعلم بحالتة الان .. هو يستمع لصوت شغف العذب لأول مره فى الهاتف .. ترى ما هو ردة..
يزن بجدية : مفيش مانع .. ممكن تروح معاكى ..
شغف بفرحه : انت بتتكلم بجد يا يزن ..
اللعنه على من علمها ان تنطق .. اسمه بين شفتيها يذيب قلبة .. قبل قليل نادته باستاذ يزن .. الان يزن .. هى حتما ترغب بتوقف قلبة ..
تنحنحت شغف بخجل : انا اسفه .. بس اندفعت من فرحتى .. بجد متشكره جدا جدا .. يا استاذ يزن ...
يزن بهدوء : العفو .. بس ممكن تدينى اروى ..
شغف بابتسامه : ثانية واحده ..
مدت يدها بالهاتف لاروى .. التى دعت ربها الا ينفعل يزن عليها ... ترددت كثيرا لتجيب علية .. لقد ارتعد جسدها حين علمت أن شغف قد حادثت أخيها المتيم بعشقها حد النخاع .. العشق مؤلم .. لكن سعادتة تغنى عن العالم كلة .. قررت أن تخوض التجربة .. و تتحمل عاصفة غضب أخيها يزن .. هى لم تعرف ردة فعله في الصباح .. لأنه أخبرها أن لديهم جلسة فى المساء ليتحدث كلاهما عن كيفية وصول هاتفها الى يد شغف .. طرقت باب غرفة مكتبة .. ليأتيها صوتة الحازم
يزن بحزم : ادخلى يا اروى ..
جلست بخوف .. يرتعد جسدها أمامة .. أجفلها حديثة و أخرجها من شرودها ...
يزن بحزم : ليه هى اللى تكلمنى .. فيكى لسان تتكلمى انتى بية يا اروى ..
اروى مقاطعة : يزن .. انا معرفش انها كانت هتطلبك .. هى أحدا منى الموبايل قبل ما اسألها هتعملى بيه ايه !!..
يزن بضيق : طيب يا اروى .. روحى على اوضتك دلوقتى
اروى بخجل : انت مش زعلان منى !!..
يزن بابتسامة خافتة : لا مش زعلان .. يلا بقى على اوضتك انا ورايا شغل ..
اروى بمرح : طيب يا عم المهم ..
كادت أن ترحل عن مكتبه لولا انها التفت بحركه فجائية.. لتضرب أخيها ضربة معنوية بسؤالها
اروى بترقب : انت هتسيبنى اروح ..
يزن بهدوء مميت : انا لما بقول كلمة مش بكررها ..انا قولتلها انك هتروحى معاها .. يبقى هى كلمة و هتتنفذ .. و هتروحى مع صاحبتك ..
اروى بابتسامة حنان : انت عارف انك أحلى واحد فى الدنيا دى ..
يزن بابتسامة و ترقب : انت بتعاكسينى يا بت ..
اروى بابتسامة : لا بجد انت اروع شاب انا شفتة فى حياتى .. حتى يمكن احسن من بتوع المسلسلات التركيه دول .. حطيت على جرح قلبك ملح و كلمتها لكل ذوق رغم مشاعرك ليها .. و هتسيب اختك تساعدها يوم الفرح .. لا بجد انت اجمل شاب فى الدنيا دى..
اقتربت منة لتعانقة و تبث به روح الشجاعة و الكتمان .. لتساندة حتى يتحمل ألم الايام القادمة .. و هو يرى الفتاة التى أحبها تزف لغيره .. بادلها يزن العناق بحزن .. يعلم بأنها تحاول مستواتة و مساندتة .. أخته الرائعة .. ابتسم يزن على شي شعور الأمومة الذى يسرى فى جسد كل فتاة .. و ها هى اختة تحاول أن تمارس عليها وظيفتها .. أن تغدق عليه بحنانها لتدعمة ...
***********************
بعد مرور ٥ ايام ..
"يوم الزفاف " ..
أمسكت هاتفها الذكي لتحادثها كى تسرع اكثر فى الهبوط من المنزل .. جعلتهم ينتظرون اكثر من نصف ساعة .. لكنة ليس بيدها ..
اروى بغيظ : يا بنتى .. كل ده يلا أخلصى مش كفايه معطله الواد عن شغلة بسبب جنابك .. انجزى ...
شغف بحرج : و الله غصب عني يا اروى بس صحيت تعبانة .. و شفت حلم بشع .. اتخنقت مع سيف لأنه مش رضى يوصلنى انا و انتى ...
اروى بمرح : ده توتر يا وليييية مش اكتر .. يلا بسرعة علشان يزن قرب يموتنى..
قالتها و هى تنظر الى أخيها الذى يجلس خلف مقود السيارة .. يرتدى نظارات شمسيه عريضة لتخفى ملامح وجهه الحزين .. يحاول جاهدا أخفاء كل ما يفكر به الآن ..
أغلقت شغف الخط بينما حاولت الإسراع قليلا .. نظر كلا من اروى و يزن الى مدخل بناية التى تقطن بها شغف .. لأول مرة ستحادثة أو سيتحدث معها وجها لوجه .. لكن رؤيته لها و هى تحمل بيدها تلك الحقيبة البيضاء التى هى بطول جسدها أو أكثر طولا التى تحوى بداخلها على فستان زفافها أزعجه للغاية .. رأها و هى تحاول جاهدة لا تقع و هى تحمله بسبب ثقل وزنة .. تعثرت قدامها بسبب ذلك الفستان اللعين .. لتسقط على وجهها أمام مدخل البناية .. هبط كلاهما مسرعا من السيارة ..
يزن بهدوء حاول التحكم به : انتى كويسة ؟! ..
اروى بقلق : انتى كويسة يا بت ؟!..
شغف بحرج : كويسة .. شكرا
تمنت لحظتها ان تنشق الارض و تبتلعها بسبب الخجل من يزن .. لقد سقطت على وجهها كالبلهاء بسبب الفستان الابيض .. بينما يزن كان يزم شفتيه بقوه حتى لا يضحك عليها .. حتى لا يزد من حرج الموقف .. بينما حديث اروى يرهقه اكثر
اروى بمرح : بسم الله ما شاء الله عليكى .. حسدوكى يا حبيبتى
شغف بغيظ : بس يا غلسة انتى ..
اروى بمرح : انتى بس .. ده حسدوكى لازم نقرأ عليكى ايه الكرسى و نرقيكى ..
يزن بهدوء : اروى .. كفاية .. يلا علشان انا اتأخرت جدا ...
فمشيا كلاهما متجهين الى سيارتة الى مركز تجميل العروس و صديقتها الوحيدة .. كانت ثرثرة اروى لا تنتهى.. كأنك ضغطت على زر تلفاز او مذياع .. لن تصمت الا اذا أمرها بذلك .. لكن ثرثرتها تخفى اى التفاتة قد تصدر منه الى شغف التى تجلس خلفة تماما .. حيث يستطيع رؤيتها فى كل لحظه ينظر بها فى المرأه الخلفية للسيارة .. لكن يقاوم و بشده نبضات قلبة التى يظن انها ستصل الى اذان الجميع ..
اوقف السيارة امام مركز التجميل .. لتهبط شغف و هى تعانى من حمل فستان الزفاف .. فساعدتها به اروى التى اجفلها مناده اخيها لها ..
يزن بهدوء : اروى ...
اروى بقلق : ايوووة يا يزن ..
يزن بابتسامه خفيفة : خلى بالك من نفسك .. و هعدى عليكى أخدك بعد ما تخلصى و هروح معاكى الفرح ماشى ...
اروى بفزع : بلاش يا يزن .. هتتعب .. انت كده بتحمل زيادة على مشاعرك .. قالتها و هى تنظر لشغف التى تداعب اصابعها الرقيقة هاتفها ..
يزن بابتسامة : متقلقيش على اخوكى .. هقدر يا اروى .. انا برضوه لازم اقتنع انها بقت ملكية شخص تانى .. يلا سلام ..
اروى بقلق : ربنا يريح قلبك يا ابن ابى و امى
نظرت للاتربة الخفيفة التى ملأت الجو بعد رحيل يزن اثر سيارتة .. دعت من قلبها ان يستطيع يزن تحمل الالم فى زفاف شغف .. فهى رسميا ضاعت منه .. بل تسربت من بين يده كحبات الرمال ...
شغف باستغراب : كان بيقولك اييه ؟؟..
اروى بابتسامة خافتة : لا ده كان بيقولى هيعدى عليا .. علشان يوصلنى الفرح ..
شغف بفرح : قولى و الله .. يزن النجدى .. هيحضر فرحى .. ده انا لازم اعمل فرح .. افضل مصمم فى مصر ...
اروى بهمس : اومال لو عرفتى انه كان هيموت و يتجوزك ..
شغف باستغراب : بتقولى ايييه ؟؟..
اروى بابتسامة عريضة : لا و لا حاجة .. يلا ننطلق ...
قالتها و هى تسحب صديقتها خلفها الى داخل مركز التجميل .. لتتجمل كلاهما لأجل الزفاف .. بينما نظرات القلق التى انبعثت من عيون شغف لم تلحظها اروى .. ليست نظرات قلق من الحلم الذى رأتة .. او حتى من شجارها مع سيف .. بل من المشاعر التى شعرت بها بجوارة .. لمحتة اكثر من مره و هى يراقبها فى مراة السيارة .. الى اين سيذهب بها هذا الشعور ...
*********************************
مسح على وجهه بكل قوة لديه .. ليهدئ من انفعالاتة .. ضيقة الذى يكفى لهدم مدينة بجميع بيوتها الصغيرة و الكبيرة .. أحيانا نشعر بأننا سنموت من غيرتنا و حنقنا من اشخاص نحبهم .. و هذة هى حالتة الان .. يموت غيرة عليها من زوجها .. هل هذا طبيعى .. بالطبع لا .. ليس من حقة الغيرة مطلقا .. فهى ملك لغيرة .. وقف يتمشى قليلا .. عسى ان يخف غضبة .. نظرات التى انبعثت من عيونها الرمادية .. حقا اثرت قلبة .. حقا جعلته يفقد لجام نبضات القلب .. بينما العقل يعود لكلمتة " هى ليست ملكك .. بل ملك لذلك الذى سيعقد قرانها اليوم علية " ... صرخ يزن بقوة بألم و حنق .. حرك يده فى الهواء دافعا تلك المزهرية التى كانت تحمل بعض الورود الصباحية .. لتسقط تلك المزهرية و هى محطمة الى أشلاء .. نظر الى المزهرية بحسرة .. تذكرة بحالة .. هى مثلها تماما .. سقط مثلها متحولا الى أشلاء .. حتما سينتهى بعشقه لها الى الموت .. هى هكذا كمن يحفر قبرة بيده .. يحب واحده ليست ملكة .. لكن لما ؟؟.. لما هى فقط من اوقعت هذا القلب فى عشقها .. لما لا يستطيع نزعها من قلبة و ألقاء اسمها فى اقرب سلة مهملات .. ارتسمت الابتسامة الساخرة على وجهه .. يا ليت الامر كان بهذه السهولة .. وقتها من المؤكد كانت ستصبح الحياة اسهل على من يعشقون من طرف واحد .. على من يتألمون بسبب عشق من طرف واحد .. او ربما من طرف ثالث مثلة تماما .. فهو طرف ثالث فى هذة القصة .. و حاليا ليس هناك امل بالمطلق ان تكون ملكة فى اى يوم .. فليفقد الامل اذن .. و يقبل بأى فتاة كزوجتة مثلما تعرض عليه والدته اى زوجة من ضمن فتايات المجتمع الراقيات .. بالتأكيد سيعيش فى تعاسة .. لان الحب غير موجود .. لكن الحب بألاساس غير كافى لبناء حياة سعيدة .. بل يحتاج الى وجود عوامل اخرى تساعدة ..
شعر بأنة بحاجه الى الرسم أمام الشاطئ الان .. توجه مسرعا الى مكتبة ليجمع اغراضة التى يحتاجها .. جمعها و خرج مسرعا من مكتبة دون الحاجه الى ابلاغ بوقت عودته او رجوعه مره اخرى للمكتب ام لا ...
لحسن حظه كان يقطن بعروس البحر المتوسط " مدينة الاسكندرية " .. جلس على مقعد امام البحر .. بروح مبعثرة فى الفضاء .. يحاول البحث عن اى شيئ يصفى روحه .. أغمض عيونه بعذاب و تعب .. يحاول محوها من ذاكرتة ... بينما لمحت عيونة فتاة صغيرة تحدق بما قام رسمة .. لقد رسم ملامح شغف .. حتى لا تفارق بالة و هو يرسم امام البحر الصافى الهائج قليلا .. فالبحر يشاركة ثوران روحه الان .. الفتاة الصغيرة كانت تحدق بما رسمة بانبهار ..
يزن بابتسامة : عجباكى ...
الفتاة بابتسامة : اووى .. انت رسمك حلو اوى يا عمو ..
ابتسم يزن بجانب فمه بهدوء .. رسمة جزء من عملة .. التصميم .. طالما كان يعشق الرسم من صغرة .. طالما ابدع بالرسم .. لن ينسى مطلقا منظر والده حين رأى تصاميم الملابس التى رسمها .. كان يشعر بالفخر بأبنه البكر .. فليرحمة الله ...
الفتاة بابتسامة : هى دى حبيبتك .. و خطيبتك ...
يزن بضحك : مش ممكن تكون اختى .. او مراتى ..
الفتاة بسخرية : مستحيل ...
يزن باستغراب : اشمعنا ؟..
الفتاة بمرح : عمر ما راجل هيرسم ملامح مراته و هو سرحان كده يا عمو .. و لو كانت اختك اكيد مش هترسمها لانها لازقة فى وشك ليل نهار ..
ملامح الاستغراب التى ارتسمت على ملامح يزن .. ثم انفجارة بالضحك على هذة الفتاة الصغيرة التى خرجت من العدم لترسم على وجهه الابتسامة الحقيقة ..
يزن بضحك : انتى جبتى الكلام ده منين ؟؟.. يا صغيرة انتى ؟؟
الفتاة بضيق : متقولش صغيرة .. انا عندى 15 سنة .. يعنى فى اولى ثانوى ..
يزن بضحك : برضوه صغيرة ...
الفتاة بمرح : خلاص علشان رسمك الحلو ده .. صغيرة صغيرة .. بس مين الحلوة دى اللى بترسمها ..
يزن بشرود : دى شغفى ..
الفتاة بابتسامة حالمة : يعنى حبيبتك ...
يزن بحزن : حاجه شبة كده ...
الفتاة بخفوت : شكلك وراك حكاية كبيرة اووى يا عمو ...
يزن بهدوء : يزن ..
الفتاة بابتسامة و هى تمد يدها لتصافحة : اسمى لينا ... اتشرفت بيك ..
يزن بابتسامة : انا اكتر يا صغيرة ...
لينا بهدوء : لو مش هيضايقك ممكن تحكيلى .. متخافش سرك فى بئر ..
يزن بابتسامة : انتى متأكده انك عندك 15 سنة بس ...
لينا بمرح : اطلعلك البطاقة يا عم انت ...
يزن بضحك : لا خلاص صادقة ...
لينا بشرود : انا بحب اخلى كل الناس تحكيلى علشان تهون عليا مصيبتى .. لانى بحس براحة .. بحس بسعاده لو رسمت البسمة على وش اى حد .. بحس ان دى فايدتى فى الدنيا ..
يزن بهدوء : انتى مش بتتكلمى كلام اكبر من سنك ...
لينا بدموع : فى ناس بيتحكم عليها تكبر من غير مرحلة طفولة .. و انا من الناس دى .. انا واحده اول لما كملت 15 سنة .. امى ماتت بمرض خبيث .. و ابى طبعا مثلة ككل الرجال .. اتجوز واحد حرباية طبعا .. انا و هى كل يوم خناقة شكل .. و انا اللى بضرب فى الاخر .. لحد ما قررت اهرب من بيتنا .. و اروح اقعد عند عمى .. بس لقيت الالعن من كل ده .. ابنه بيتحرش بيا .. رغم انى طفلة بالنسبالة .. بس هو مريض نفسى .. فدلوقتى عايشة مع واحده صحبتى و ماماتها .. بشتغل مع مامتها .. فى محل صغير كده بيبع ملابس اطفال و اّنسات .. و انا اهو عايشة .. بحمد ربى على كل حال ...
كيف تقسو الحياة هكذا على طفلة مثلها ؟؟.. بهذا العمر .. كيف لها ان تتحمل مثل هذا العبئ ؟؟.. الاهم من ذلك كلة ؟؟.. ما الذى اوقعها فى طريقة الان ؟؟.. هل يساعدها ؟؟.. دموعها جعلت قلبة يرق للغايه لتلك الحالة ..
يزن بابتسامة هادئة : طب واييه رأيك فى اللى يساعدك ..
لينا بحزن : فى حد ناقص بلاوى .. كل واحد مهتم بنفسة ..
يزن بجدية : بس انا فعلا عاوز اساعدك يا لينا .. انتى لسه صغيرة ان تشيلى كل ده لوحدك ..
لينا بسخرية : و مين ده اللى هيساعدنى من غير مقابل .. و من ده اللى هيشيل همى معايا ..
يزن بابتسامة : انا ...
لينا بغيظ : بص يا عم انت .. انا جيت هنا علشان اسمع مشكلتك باعتبارى فاضيه بحب امارس دور الطبيب النفسى من اكتر .. لكن انا من هقبل الشفقه و الاحسان من حد .. حتى لو هنام على الارصفه فى الشارع .. مش هقبل قرش من حد ..
يزن بابتسامة : و مين قالك انك هتأخدى فلوس منى .. و لا حتى مين قالك دى شفقه منى ..
لينا باستغراب : اومال ايييه ؟؟..
يزن بخبث : انتى هتقعدى عندنا فى البيت فى شقة لوحدك .. و هتتعلمى عادى جدا .. كأنك فى بيتك .. و هتتعلمى الرسم اللى انتى معجبة بيه جدا ... و هأخدك تشتغلى معايا بمجرد ما تدخلى الكلية ..
لينا بزهول : لا انت شكلك مجنون يا عم يزن .. هو فى حد ممكن يعمل كده ..
يزن بابتسامة : انا ..
لينا بترقب : فى مقابل اييه بقى ؟؟..
يزن بابتسامة : استفادة من شطارتك فى اللى هعلمهولك ...
لينا بترقب : يعنى مش حاجه تانى ؟؟
يزن بضحك : مليش فى الحاجات التانية دى يا لينا .. و لا باين عليا .. و بعدين هو انت تعرفى شركة النجدى للملابس الجاهزة ..
لينا بفرح : هو فى حد ميعرفش الشركة دى .. و لا يزن المصمم بتاعهم .. ده ثروة قومية فى التصميم ..
ثم ابتلعت ريقها .. و هى تراه يراقبها بابتسامة هادئة .. لحظه . هو اسمه يزن .. هل من الممكن ان يكون هو .. يزن المصمم المشهور ..
لينا بتوتر : هو انت يزن ؟.. المصمم .. يزن النجدى ..
يزن بابتسامة : للأسف انا هو ...
لينا بفرحة : قول و الله
حمل يزن حقيبة ظهره بذراع واحده التى يضع بداخلها ادواتة .. و توقف عن مقعده و هى تحدق به بانبهار ..
لينا بابتسامة : ما انت حلو اهو زى ما بيقولوا عنك .. بس مين المزة اللى كنت بترسمها دى ..
يزن بابتسامة : هنكمل المحادثه دى بعدين .. يلا ..
جذبها من معصمها .. لتصعد معه بسيارتة .. حتى يتوجهه الى حيث تعيش مع رفيقتها .. لتجمع اغراضها و تتجه الى مغامرة جديده مع ذلك الشهير يزن النجدى ...
***********************************
يتبع .................
أنت تقرأ
الاعيب القدر للكاتبه ايمان عبد الحفيظ
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه ايمان عبد الحفيظ هو من يمحو الحزن و يرسم البسمة على وجهها .. هو القدر الذى أحضره لها القدر ... هل القدر دوما فى صالحنا ؟ ام ضددنا ؟؟.. للكاتبه ايمان عبد الحفيظ " الحسناء حنين سابقا"