Chapter || 16

9.5K 1K 161
                                    

•••••••••••••••••••••
••••••••••••••
•••••••
•••

• يوي •

إجتَزنا إحدى الضَواحي الضيقةَ وصولاً إلى منعطفٍ شِبهَ مُظلم، حتى أبطَلَ جِيمِين السَير مُحدقًا ببابٍ خشبيٍّ متوسطُ الطولِ والحجم،،

عُلِّقت عليه لوحةٌ صغيرة أهلَكها القِدَم، خُطَّ عليها كلمةُ مقهىٰ،
أعتَلت ملامِحي عباراتُ الإستِغراب؛ فكيفَ لشخصٍ مِثلَ جِيمِين أن يعرفَ أو يأتي لمقهىٰ كَهذا ؟

أفلَتَ مِعصمي وخطى عدةَ خطواتٍ للأمامِ ببطء؛ ليتفقدَ المكان،
سأكذبُ إن قلتُ إنني لم أتذمر مع نفسي حينَ تركَ يدي .

أستدارَ يمينًا وشمالاً ثم أعادَ حدقتَهُ نَحوي مُدِلَّا بإصبَعه بأن أتبَعه، أسرعتُ بإتجاهِه ليفُكَّ قُفلَ الباب ويدلفُ داخِلاً فأفعلُ المِثلَ ...

البساطةُ والطرازُ القاتِمُ الفَخم، الإنارةُ الخافتة،
رائحةُ القهوةِ المنتَشِرةُ بالأرجاء، والهدوءُ المُريع،
بُقعةٌ شبيهَ بمنزلٍ عَصري خاطفٌ للأنفاس، ويتَناقَض بوضوحٍ مع الهيكل الخارِجي البَالي

لا أصَدق، مقهىٰ كهذا لايعلمُ بوجودِه إلا أقلةً من الناس !

أثناءَ ذُهولي بما أبصر؛ نَزَعَ جِيمِين الكمامةَ والقبعةَ بطريقةٍ مُثيرة بِنظري،
وقامَ بِتخليلِ أنامِله بَين خُصلاتِ شَعرِه البُندقية، وبعثَره بطريقتِه المُعتادة .. التي لم أراها مِن قبل، سِوى وراءَ شاشةِ هاتِفي !

جَذَب أقربَ كُرسيٍّ له مِن أحدِ الطاولاتِ مُشيرًا لي بالجلوسِ عليه، أما أنا سَهوتُ وسَطَ تقاسيمُ وجهِه الساحِرة عن قرب، طِيلةَ حياتي حُرِمتُ مِن طلةٍ مشرقةٍ كهذه

كصُورِ هاتِفي ولكن هُنا مُفعَمةٌ بالحَيويةِ والدِفءِ وهيئة مُباشرة، وخاصية وجود رائِحةُ عِطرِ اللاڤِندر الهادِئ الذي يَمتَلكه

-" يوي؟ "
أردف بهدوءٍ متساءلاً مما سبب صَحوةَ ذِهني

وإجابته بذعرٍ سريعًا

" مـ ماذا ؟! "

ظهَر طَيفُ ابتسامةٍ فاتِنه تَسبَّبت في تقوسِ عَينَيه لذلكَ المَرأى الهِلالي مُصدرًا قهقه خَفيفة، فاحمر وجهي وأرتَعش جَسدي راغبةً بالصراخ؛ لطالما رأيتُ هذه الابتِسامة،

كنتُ حِينها أصرخُ وأتقلبُ بطيشٍ على السَرير حتى يَنتهي المَطاف
بدخولِ والدتي ..
ولكن أينَ ذلكَ السريرُ الآن !!

-" لا عليكِ، هَلُمِّي وأجلِسي "
تلفظَ بينما يُعدِّل كُرسيّه ليقبَعَ عليه بمُحاذاتي

أنختُ مِثله، وحَدقتاي لا يَتوقفا عن إحاطةِ المقهىٰ،
كان هو يُراقبني ويبتَسم بخفة لردةِ فعلي الطُفولية .

-" أعجبَكِ، صَحيح؟ "
سأل بنبرةٍ واثِقة

" أجل كَثيرًا، ولكن أينَ الزبائِنُ والذين يَعملونَ هُنا؟ المكانُ هادئ وليسَ هناك غَيرنا "
أسترسلتُ متساءِله

-" القليلُ فقط يَعلم بأمرِ هذا المقهىٰ، ويُمكِنكِ تسميتَه بمقهىٰ بانقتان؛ لكثرةِ قُدومِنا إلى هُنا خَفية "
قهقه ثُم أضاف
-" وأما بالنسبةِ للعاملينَ هنا هم فقط اثنان؛ رجلٌ في عِقدِه الخَمسين وفتى في رَبيعه العِشرين "

" مَهلاً على سَبيلِ ذِكرِ بانقتان ألَم يَكن كُلاًّ مِن جُونغكُوك وتَايهِيونغ مَعك ؟ "

دحرَجَ مُقلتيه للجهةِ الأخرى بملل
-" بالطَّبعِ لن أحضِرهُم مَعي، أرادوا المَجيء والجواب كانَ لا،
سيلحقونَ بي إلى هُنا كالحشراتِ إن عَلِمو "

تحدث مُظهرًا بأصابِعه شَكلَ حشرةٍ قامَ بسحقِها بيدِه الأخرى

كان واضِحًا مَدى صُعوبةِ حياتِه بِرفقَتِهم، لاسِيَّما أنهما لايُبرهِنا إحتِرامَ الأكبَر له، فقهقهتُ حِين تَذكُّري تلكَ المقاطع التي يَظهر بها جُونغكُوك ينعَتُ جِيمِين بالقَصير .

" آسِفةٌ .. لذلك "
تَفوهتُ بينَ ضَحِكاتي أمامَ ذلك الذي تَضاحَك بدَورِه

-" ماهو المُضحِك ؟ أريدُ الإنضِمام "

صَدح صوتٌ مألوفٌ مِن خَلفي تَسبَّب في انقِلاب هَيئَتي مِئةً وثمانينَ درجة ! واتِّساع حَدقتيَّ مِما أدّى إلى رَعشةٍ لا إراديةٍ بها ..

-" أنظُري خَلفكِ إنه الفَتى الذي أخبَرتكِ بأنه يَعمل هُنا "
تكلم جِيمِين بلهفةٍ وهو يُشير ناحِيته

أمسكتُ بطَرفِ سُترتي لأحكِم أسناني عَليها وأصرخُ داخليًا
حِيالَ نظراتِ ذو الشعرِ البُندقي عاقِد الحاجِبان بتَعجب

جَعدتُ أنفي وضَيّقتُ عينيَّ بامتِعاض؛ أثناءَ إدارة عُنُقي لمصدرٍ الصوت بتَثاقل، كتلكَ المشاهد في أفلامِ الرعب .

حتى تَمركزَ بَصري عليه وهو يُرخي جَسدُه على أحدِ الكراسي مُبحلِقًا بي بابتسامةٍ مُستفزة
-" Hello Baby girl "
أستطردَ بنبرةٍ عالية، مُشَدِّدًا على أواخِر كلماتِه ليثيرَ أعصابي

" مااللعنة التي تَفعلَها هُنا ! "
نطقتُ بَحثًا عن جوابٍ يُفسِّر تَواجدَ هذا المَخلوقُ أمامي قَبل أن أنهشَ لحمَه

حَمحَم جِيمِين ثم فَرّقَ شفَتاه :
-" اوه، أخبرتُكِ بأنهُ يَعملُ هُنا وصَديقٌ لي أيضًا،
ولكن هَل لعَنّتِي للتَو يوي ؟ "

'صَديقٌ لي'
'صَديقٌ لي'
'صَديقٌ لي'
تَردّد صَدى تلكَ الكلمةِ بعقلي

" هَل هذهِ اللعنة صَديقٌ لك ! "

-" إحذَري يافتاة أنا لستُ لَعنة، بَل أوسَم فتى فِي العالم "

يتبع ..

إِسمُك ؛✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن