2

3.2K 321 307
                                    

في عينيه ثمة عطف ولكن كلماته قاسيه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

في عينيه ثمة عطف ولكن كلماته قاسيه

.
.
.

نسائم الصباح تهب ترافق انبلاج النور من بين السحب الثقيلة التي تكدست لتغطي السماء،عندما ركن سيارته قرب مدخل المقبرة وترجل كان كايل رجل بالتاسعة والثلاثين من العمر بنيته المعتدله ومعطفه الطويل وبذلته المتناسقه توحيان بالاناقة، وفي عينيه نظره مزدرئه تلفها كآبه شديده .
لم يفعل شيء حيال الجو البارد قطع الطريق بخطوات ثابته كان باب المقبرة الحديدي لايزال مغلق ،ولكن نفوذه منحه الحق بالحصول على مفتاح خاص بعدما دفن ابنه هنا ..كان قد طلب من اتباعه ان يتركوه وحده

شغل الانوار لتظهر المقبره الشاسعه امامه،كانت كثيره التلال اشبه ما تكون بحديقه تنوعت فيها الاشجار والممرات الظليلة ،وكان سكونها هذا الصباح لاتشوبه حركه ولازقزقه عصافير ،باستثناء الثلج المتساقط والذي بداء يتراكم على الطريق حيث يمشي ، وصل لذلك القبر الذي تم تشييده ودفن فيه دين  بالليله الماضيه ،وقف و عيناه عالقتين على شاهد القبر الذي انتصب دون ان يحفر عليه اي اسم !
وقد تكدست على سطحه لغرانيتي طبقه من الثلج ....
انخفض ليزيحه بكمه
قائلا ( صباح الخير ، الجو بارد اليوم أليس كذلك )
كان يتحدث إليه وكأنه يراه ....
الشاهد الاصم كان مثل مرآة تجسد ذكريات ترسل اطيافا متراقصه امام عيناه ،اللحظات الاولى حين علم انه اصبح والد لطفلين ،يتذكر كيف حملهما بين يديه اول مره فيما يقطع على نفسه عهد بتوفير اسباب الراحة والحماية

ببساطه لأنه يدرك الخطر الذي يتربص بهم لكونه والدهم !

مع ذلك فشل ...

تهدل شعره الكستنائي على جبينه لتبدوا عيناه مظلمتان وهو يرى صورة اليكس تندفع امامه حين ودعه في ذلك الصباح قبل ان يذهب للعمل مثل عادته ،في تلك اللحظه بدت له نظرات اليكس هاربه بحيث يتعذر الامساك بها !بدى انه يعاني مشكلة ما !
ولكنه لم يسأله بسبب استعجاله
ودعه بشكل بارد دون ان يعلم انه سيكون وداعهم الاخير
والا لكان اطال النظر بعيناه التي تشع مثل قمر ازرق ، وتأمل قسمات وجهه الذكية ليحفظها بذهنه ، كان عانقه ..وان كان لا يحب ذلك ..فقد تربى على ضبط النفس وكبت العواطف تحت قناع الصلابة ...واعتزم تربيتهم بنفس الطريقة

السقطة◇No_8حيث تعيش القصص. اكتشف الآن