"سأقتلكَ و سأقتلُ نفسي من بعدك!!، صدقني سأفعلها!!"
صرختْ بها بإعلى نبرة تملكها و يديها التي تُمسِك السِلاح ترتعشان بـِشدّة، تنظر حولها في الغرفة لعلها تجدُ مخرجاً، لكن لا مفر!!
"إسمعيني أرجوكِ.."
جاءها صوتهُ الهادئ مما اثار خوفها اكثر فتراجعت خطوتان للوراء و هي تنظر له بخوف و ترجي، استمرت بالتحرك للوراء و هو استمر بالتقدم نحوها، حتى فقدتْ توازنها اثر ضربة بالمجرفة على رأسها اوقعتها ارضاً،
لتفترش الأرض بجسدها الصغير
_______________________
تستفيق لترمش عدة مرات ببطئ و تنظر حولها،
لِباسها الازرق و السرير التي تتموضع عليه قادها الى معرفة انها بإحدى غرف المشفى ربما،تجول بعينيها المكان بإستغراب حتى لمحتْ إحدى الممرضات تعبث بالمغذي المتصل بها، و عندما لاحظت إن المريضة قد استفاقت بالفعل، هلعت لتنادي الطبيب،
بينما المريضة هنا لا تستوعب شيئا مما يحدث، ربما لا تشعر بشيء سوى الم رأسها الذي لا يطاق
دخل الطبيب عليها ليرمقها بسعادة و بدأ بفحصها سريعاً،
"حمداً لله على سلامتكِ، هل انتِ بخير، كيف تشعرين؟"
استطرد بإهتمام بينما هي شاردة فقط، تحاول تنظيم افكارها المبعثرة، إستجمعت الكلمات برأسها و نطقت بصعوبة
"ما الذي حصل لي، و لما يؤلمني رأسي هكذا؟"
"لقد تم نقلكِ الى هنا بعد تعرضكِ لحادث، اصابة رأسك كانت قوية و هذا ادى الى فقدان ذاكرتكِ، و ربما قد لا تعود ابداً"
نظرتْ له بملامح فارغة تنتظر ان يكمل، ربما لم تفهم ما قاله تماماً،
"و ايضاً عائلتكِ قلقة عليك....ِ، ينتظرون إستيقاظكِ منذُ يومين.. سأذهب لأعلمهم حالاً"
أنهى حديثه و غادر الغرفة تاركاً إياها تغرق في بحر التفكير، تائهة هي، و كأنها تُركتْ وسط متاهة لا مخرج لها، تتمنى لو انها لم تستيقظ من الأساس، لو انها لم تفتح عينها لترى هذه الفاجعة، لو إنها ماتت اثناء الحادث لكن افضل حالاً بالنسبة لها،
داهم غرفتها رجل، ثلاثيني ربما، طويل القامة، شاحب الوجه،
بينما هي ترمقه بنظرات فارغة، حائرة نوعاً ما، هو يحدق بها و كأنها جوهرته النادرة التي كان يفقدها و عثر عليها اخيراً،
أنت تقرأ
ذِكـرَياتْ سَودّاء|| Black Memories
Mystery / Thriller• إسّودتْ ذكرياتها، و إسّودتْ حياتي بِأكملها منذ أول مرة قابلتها...