-5-

148 21 55
                                    

البِداياتْ،

يحدثْ أن تَخدعُنا البِدايات بِروعتها و صِدقها و نغفلُ بِذلك عن الحقيقة..، نعيشُ حُلماً قصير الأمد ثم فجأة نستفق مُبكراً، قبل أن يحين وقت النهاية السعيدة!

تِلك البدايات المُخادعة!، تُصّور لنا حياةً جميلة، تُهيء لنا بإن كُل شيء بخير... تُعلقنا بإبسط الأشياء... ثم فجأة تُفلتنا للواقع المرير.

هكذا هي البِدايات، تتظاهر و كأنها النعيم لوهلة فقط، بعدها يَظهر وجهها الحقيقي،

قد نُحب لحظات غروب الشمس و نتأملُها قليلاً ، لكننا نَغفلُ عن الظلام الذي سيحلُ بعدها!

هذا سيء، مؤلم ، و غير عادل، إنني أقضي الليل بطولهِ أتعذب، أموت الآف المرات و يكادُ يختفي شعري لشَدّي عليه، و هو.....

لا أستبعدُ كونه في أحد الملاهي يتراقص على الألحان و يحتسي الشراب...، فقط التخيّل يُرهقني.

أنا حقيقةً تعبتُ مِن كُل هذا، هذا الليل لا ينوي الأنتهاء، فعلتُ كل ما بوسعي لينقضي بِسرعة، لكنهُ لا يفعل!

قرأتُ العديد من صفحات تِلك المذكّرة، جِلتُ أنحاء الغرفة عشرات المرات، و يكادُ أن ينفجر على عقلي من كِثرة التفكير، و لا زال هذا الليل لم ينجلي بعد!

إتجهتُ ناحية النافذة حينَ لاحظتُ ألوان السماء بدأت تتغير بالتدريج، إبتسمتُ لهذا و راقبتُ شروق الشمس و هي تُرسل أشعتها الذهبية ثُم يَنتشر نُورها في الأرجاء

من الجيد إن الشمس لا تُخلف وعدها بالظهور كما يفعل الآخرون!

مع شُروقها هذا أنا أُعلن وِلادة حَياة جديدة!

بعد أن إكتسحتْ بضوءها أرجاء الغُرفة، إتجهتُ صوب الهاتف و أخذتهُ بيدي، بحثتُ بين اسماء جهات الأتصال، لم يأخذ وقتاً فأسمهُ كان آخر من تحدثتُ إليه...

بعد أن ظهرتْ شاشة المُحادثة حاولتُ قدر الإمكان أن أغضْ بصري عما تحتويه هذا الرسائل، أنا أُركز على هدفي فقط

نقرتُ بأصابعي على الأحرف لأكونَ جُملةً لا بأس بِها ثُم أرسلتها..

-أتمنى إنكَ لم تُخبر جونميون بِما فعلته أمساً، إن لم تُخبرهُ بعد، لا تفعل، أنا أُحذرك.

أطلقتُ تنهيدة خفيفة بعد ما كتبتهُ، أتمنى حقاً إنه لم يتحدث مع جونميون بعد، لا أريدُ لجونميون أن يعرف إنني أعلم بحقيقة هانبين

هذهِ خطوتي الأولى.

توسعتْ عيناي و إرتعشت أطرافي بعد إهتزاز هاتفي أثر رسالة أرسلها هانبين...، هل هو مُستيقظ الآن؟
الساعة الآن الخامسة صباحاً... قد يكون توقعي صحيحاً و إنه يسهرُ بأحد الملاهي

ذِكـرَياتْ سَودّاء|| Black Memories حيث تعيش القصص. اكتشف الآن