-9-

117 12 38
                                    

"أخوكِ العاهِر غاضب بِسَبب عَملكِ" تَحدث بِصوت حانِق مُغتاظ

إبتسمتْ سـويون، نُقطة تُحتَسب لِهانبين

مضتْ ثَوانٍ مِن الصمتْ و لَم يَنبس أحدُهم بِـحَرف، حتى إستهلتْ سويون بِـسؤالٍ بَعدما راودتها فِكرة إختفاؤه المُبهم "أيّن كُنتَ" إختصرتْ كُلّ المُقدِمة الّتي يَستخدِمُها البَشر بِـهذا السؤال

"سـويون.." تَنهَد بِـثِقل و لَم يَعر لِسؤالِها إهتماماً، لِـيختفي صَوتهُ بَعدها. أطلقتْ هَمهَمة مِن شِفتيها و سارت لِـتُلقي جَسدها عَلى السَرير

"هَلّ عَليّ الإستسلام فَحسب؟ بِـما إن الوقت لَن يَعكس نَفسه و إنّ تِلكَ الذكريات لَن تَتحول لِـأوهام، بِـما إنني أعلمُ إنّ شيئاً لَن يتغير مَهما حاوَلت، أيجبُ عَليّ؟"
تَلقتْ صَوتهُ التَعِب الذي يَحملُ مِن الأسى و البرود في الآن ذاته، إستغربتْ حَديثهُ و نَبرة صوتِه التي لَم تَسمعها مِن قَبل. غَلغلت يَدها في شَعرها تُفكِر بِما يَعنيه،
لِـيصلها زَفيرهُ الساخِر بغتةً

"حَتى أنتِ تَخليَتي عَن كُلّ ذاك الوقت و نَسيتي، هلٌ يُغيّر النسيان حَقيقة إننا مَررنا بِـكُلّ ذلك؟، أيُغيّر ما كُنّا عَليه مِن أشخاص حَتى؟، أكيدٌ إنّ تِلكَ الروح لَن تَتغير.." تَحدثَ بِجُملٍ غير واضِحة بِذات الصوت الناعِس بِـنَبرة سُخرية، ثُمَ وصلها صَوت خبط الكأسْ على الطاولة

"هَل أنتَ ثَمِل؟" تساءلتْ بِصوتٍ خافت، كُلّ التَرهات التي تَفوّه بِها قادَتها لِإحتمال ثَمالتِه، هي تَعرِفه؛ لَن يَتصرف هكذا و هو واعٍ. إنتظرتْ إجابتهُ لَكنّها سَمعت صوتَ إبتلاع سائِل بِـالفعِل.

"مُنذ البداية.. لَم يَكُن الطريق هذا إختياري، لَم تَسنح لي الفُرصة لِـأختار حَتى، وعيتُ عَلى نَفسي بِذاك المَكان المُظلِم و مِن دون إرادة مِني وَجدتُ إنني بدأتُ بِخوض الحياة بِـالفعِل، أكانَ ذاك القَدر؟" بَذلَ جهداً لِـيُحرر تِلك الكَلمات البطيئة مِن جُعبتِه بِنَبرتِه الناعِسة تِلك.
يُبرِرُ مَساءة حَياته لِـإنهُ لَم يَختر بِـدايتها بِـنَفسه؛ ظَناً مِنهُ إنّ بِـداية الطريق سَتُحدِد بَقيته.

"كُلّ ما فَعلتهُ الى الآن كانَ لـيتناسب مع مَكاني هُنا، كُلّ ما رَغبتهُ هو أن أحظى على الحياة التي مُنِحت.. لِمَ لا تَمتثِل أفعالي لِرغباتي؟" يَودُّ لَو إنّ أفعالهُ تَخضعُ لِـرغباتِه، يَجهلُ إنهُ مُحتمٌ على أفعالهِ ذاك الإنحراف في الطريق لِتَصل بَعدَ مَشقة لِـرغباتِه. إستمعتْ سويون لِحديثه الثَقيل المُحمّل بِكثيرٍ مِن الألم، إختارتْ الصَمت مَفراً مِن مُشاركتِه الحَديث، عِوضاً عَن ذلك شاركتهُ حِسّه و هذا ما لَم تَختاره هي.

"غَبيّة" ألقى على مَسامِعها نَقدهُ الساخِر بَغتَةً، فَـعَقدتْ حاجبيها. وَردَها بَعد ذلك صوتُ سَكبٍ لِـسائِل

ذِكـرَياتْ سَودّاء|| Black Memories حيث تعيش القصص. اكتشف الآن