موقف ١٨ ❄

217 15 0
                                    

كانت جالسة في أمان الله على كرسي خشبي تقرأ بعض الآيات من المصحف الشريف لتأتي إبنتها فأشارت لها بإنتظارها حتى تنهي السورة

-"أمي...صليت الإستخارة" عائشة
-"و كيف تشعرين؟؟" هي بهدوء
-"حقيقة لا أشعر بالراحة..أعني بالي مشغول و أنا متوترة منذ الصلاة"عائشة بتردد
-"عزيزتي و ما كانت الإستخارة إلا لتبين لك قرارك و قدر الله لك فإن كنت غير مرتاحة إذن هذا الزواج ليس من نصيبك فقط...على كل قد يتغير شعورك بعد مدة لذا إنتظري حتى مجيئ والدك مساءا و أخبريه بقرارك لينقله إلى أهل الشاب"هي
-"حسنا أمي...منذ مدة لم نعد حلوى تعالي لنفعل اليوم" عائشة
-"هههههه عزيزتي ما رأيك في كعكة شوكولا بالفراولة؟؟"هي
-"مثلما تريد ملكتي هيا سأسبقك إلى المطبخ"عائشة

أومأت لها بإبتسامة طيبة كيف لا و هي الأم التي إن غابت ضاع الإبن و صمت الوالد و همل المنزل...الأم ذات الرائحة العبقة الممزوجة بين رائحة البصل و مساحيق الغسيل لكنها أفضل من عطور الماركات تشعر بالدفئ لمجرد الشعور بوجودها.

حضرت الكعكة مع عائشة و زينتاها ثم وضعنها على الطاولة و قد حضرت الشاي ثم جلستا تتسامران حتى وصل الأب مع محمد .

-"السلام عليكم " محمد و هو
-"و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته" ردتا عليهما
-"أفضل أم في الدنيا لقد إشتهيت أكل حلوى و ها قد حضرتها" محمد و هو يقبل جبين والدته
-"أنا من أتتني الفكرة و ساعدتها " عائشة بتذمر ليقترب منها والدها
-"أميرتي أنت تعالي" هو و قد إحتضن إبنته التي أخرجت لسانها للمشاهدان فضحكا عليها ثم جلسوا جميعا على الأرائك .

-"عائشة" قالت هي لتفهم إبنتها
-"أبي العزيز لقد إستخرت الله في موضوع الزواج و للأمانة لم أشعر بالإرتياح بل فقط التوتر و القلق" تحدثت إليه و عيناها على الأرض ...صمت هو قليلا ثم إبتسم
-"إذن لا خير في القبول..سأبلغ رفضنا للسيد فيما بعد" هو
-"عن إذنكم سأغير ثيابي" قال محمد و صعد لتتبعه أخته.

-"إنه يريد التقدم لإبنة خالته ميساء و قد فاتحني بذلك في الطريق و قد طلب منك أن تستعلمي عنها" هو
-"سأحدثها غدا و إن قبلت سنخطبها من أهلها في أقرب وقت" هي
-"لكم مرت السنوات بسرعة البارحة تزوجنا و اليوم نزوج أبناءنا" عقب هو فإلتمعت عيناها و إتسعت إبتسامتها
-"فعلا...لقد مرت ستة و عشرون سنة و يومان منذ أن تزوجنا"هي
-"أدعو من الله أن يوفق ولدانا في شريك حياتهما كما وفقنا نحن "هو
-"آمين لكل شباب المؤمنين"هي ثم إقترب إليه أكثر فضمها إلى صدره كأنه بيتها و عالمها و إن تركها تضيع في الكون...كيف لا و قد زرع الله بينهما مودة و رحمة.

كرز 🍒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن