موقف ١٩ ❄(النهاية)

193 8 4
                                    

-"عزيزي هل لك أن تأتيني بكأس من الماء ؟"

طلبت منه بصوت لا يكاد يسمع فهو أقل من التمتمة حتى لكن ما باليد حيلة فلقد أعياها السرطان حتى ما عادت تقوى النهوض،

أما هو فنظر لها بأعين لم يخبت أبدا لمعان الحب داخلها و نهض ليلبي طلب زوجته و رفيقته في الجنة إن شاء الله

-"لا تنامي الآن لقد إستيقظت قبل ساعة فقط ".

تحدث بنبرة يملؤها القلق و القهر كيف لا يفعل و قد أخبرته الطبيبة أن النوم كثيرا قد يدخلها في غيبوبة لأن عمل الدماغ يبدأ بالتناقص .

-"لن أفعل لا تقلق أصلا أنا أنتظر وصول محمد"
-"لقد ذهب ليحضر عائشة من المنزل فلقد حضرت لك بعض الحاجيات"

نعم لم يوفق الله عائشة في إيجاد زوج لها لكن حكمته في كل شيء فها قد بقيت مع والداها ترعاهما و تهتم بهما، درست ما أرادت، حفظت الكتاب الكريم و الأهم أنها كانت راضية عن قدرها بل و أحبته.

حتى والداها لم يعترضا أبدا عن هذا بل يظل والدها يمازحها ب"ماذا كنت سأفعل لو ذهبت أميرتي" "اه لقد كنت سأتشرد بدونك بالتأكيد" .

على عكسها محمد تزوج بإبنة خالته و رزقه ربنا بولدين زيد و عمر.

و ها قد دخل الولدان يتسابقان إلى حضن جدهما فحالة الجدة لا تسمح لهما بذلك فإكتملت الصورة بدخول عائشة و محمد...لتحمد ربها كثيرا كثيرا على نعمه التي لا تعد و لا تحصى.

                                  ___________

-"أترانا من أهل الجنة ؟" سألته و عيناها تناظر السقف
-"إن شاء الله" أجاب و عيناه تناظرها
-"لكننا أخطأنا كثيرا...كم من مرة ضيعنا صلاة الفجر..كم من مرة إغتبت من حول...كم من مرة أتيت المنزل ساخطا على الناس..كم من مرة نمنا متخاصمان..كم من مرة و كم " قالت
-"و تبنا كثيرا أيضا..ألا تذكرين؟ الله غفور رحيم كما هو شديد العقاب..لكني أحسن الظن به و فقط أرجو أن يجعلنا سويا من أهل جنته فالأمر كله متروك لرب السماوات و الأرض" أجاب بهدوء و هو يبتسم لها

أدارت عينها إليه و كادت تبتسم لولا

-"أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله" كان آخر ما سمعه منها فقد رحلت.

لم يبكي و لا يبتسم بل نظر من النافذة إلى السماء و ظل يدعو كثيرا..يدعو لها و لهما فقد كانت له نعم الرفيقة.

إنتهت.

لم أكتب منذ مدة لذا قررت إنهاءها اليوم بما أني أردت الكتابة.

لا أتذكر حقا كيف أتتني الفكرة لكتابة هذا الكتيب أو حتى الشجاعة لفعلها لكن الآن مع آخر كلمات أشعر أنه قطعة من قلبي ..صغيرة جدا لكنها تظل مني.

لم أحدد الأسماء عمدا لأني أردت أن يكون مثالا لأي زوجين لا يهم من هما ما يهم هو هدفهما للدنيا و الآخرة.

كما أردت أن أظهر في آخر الفصل أنهما ليسا مثتليان أبدا كما ظهر في الفصول السابقة بل هما بشر أخطآو نسيا و أذنبا لكنها تابا أيضا.

شكرا لكل من قرء هاته الكلمات العفوية و المواقف الواقعية الآتية من خيالي.

رمضانكم كريم 💜

كرز 🍒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن