ديسمبر اللطيف ~سيهون~

216 13 3
                                    

تركض من مكان لمكان بين الطاولات تتلقى طلبات الزبائن فى ذلك المقهى اللطيف.
فها هو ديسمبر الشهر المحبب إلى قلبها و رغم أنه ملئ بالبروده الا انه دافئ فى ذلك المقهى الملئ برائحه القهوه اللطيفه.
تضع الطلبات بإبتسامه لطيفه على الطاولات للزبائن بينما وجنتيها و انفها محمران بشكل لطيف إثر بروده الجو.
أنهت عملها لذلك اليوم لتبدل ملابسها و ترتدى معطفها الثقيل لتغلقه و تلف حول رقبتها وشاح باللون الأحمر كان هديه منه من حبيبها لترفعه قليلا مغطيه فمها و انفها كذلك.
كانت على وشك الخروج و لكن صوت صاحب المقهى اوقفها لتنظر له بإبتسامه و عينان هلاليه إثر ابتسامتها.
"ميلاد مجيد سيد لى"
نطقت بنبره لطيفه و هى تميل برأسها بإتجاه اليمين قليلا ليبتسم الأكبر بهدوء مربتا على رأسه بهدوء و هو يمسح على شعرها.
"ميلاد مجيد لكى أيضا سول"
تحدث الأكبر ذو الملامح المليئه بالتجاعيد بنبره حانيه.
"لقد كنت سأغادر هل تريد منى شئ قبل  مغادرتى؟ "
تحدثت بنبره هادئه  و هى تنظر للأكبر بإبتسامه هادئه.
"اه لما لا تقضى ليله الميلاد معنا انا و زوجتى؟"
تحدث الأكبر و هو يعرض عليها قضاء ليله الميلاد معه هو و زوجته لتبتسم له فى هدوء.
"اعذرنى يا سيدى و لكنى سأقضى ليله الميلاد فى منزلى كالعاده"
تحدثت بإبتسامه معتذره و هى ترفض عرض الأكبر الذى نظر لها بحزن.
"عزيزتى لقد مرت ثلاث سنوات بالفعل و هو لم يعود، إلى متى تنوين انتظاره؟"
تحدث الأكبر بنبره حزينه لتبادله الأخرى بإبتسامه.
"هو اخبرنى انه سيعود بشهر ديسمبر و بالأخص عند بدء عام جديد و انا اعلم انه سيعود"
تحدثت بنبره هادئه و ابتسامه بسيطه ترتسم على محياها ليزفر الأكبر بقوة.
" حسنا تفضلى"
تحدث الأكبر مادا يده بظرف صغير باللون الأحمر لتمد يدها ساحبه الظرف و هى تنظر له بإستغراب.
" و لكن ما هذا؟ "
تسائلت ليبتسم الأكبر على ملامحها الطفوليه و هو يمسح على شعرها.
"هديه الميلاد يا صغيرتى"
تحدث بنبره حانيه لترتمى هى بأحضانه الدافئه بينما هو قهقه على لطافتها.
لوحت له بيدها الصغيره التى تكاد تخرج بالفعل من معطفها الكبير و السميك ليلوح لها هو الآخر بإبتسامه كذلك و زوجته تقف بجانبه تفعل المثل فهم يعاملوها كإبنتهم التى لم يرزقوا بها و هى تعاملهم كأهلها التى فقدتهم فى الصغر.
تحركت بخطوات بريئه و هى تنظر للأرض تنظر لقدمها و هى تحفر أثرها على الثلج الأبيض و هى تتنهد بقوة.
رفعت رأسها من على الأرض لتلمح اثنان يبدوان عشاق يحتضنا بعضهما بقوة و هما يضحكان لترتسم ابتسامه بسيطه على شفتيها ابتسامه سعيده بحق.
"اه متى ستعود هونى"
تمتمت بنبره هادئه و هى تسير حيث الحديقه لتجلس على ارجوحه ما و هى تمد يدها ليسقط عليها بعض قطع الثلج البسيطه و الرقيقه لتغلق يدها متنهده بقوة.
"يا الاهى لقد مرت ثلاث سنوات بالفعل و بدايه السنه الجديده سيكونوا اربع سنوات بربك سيهون ما الذى تفعله كل هذه المده؟ هل يمكن انك نسيتنى و بدأت حياه جديده؟ اه لا، لا أعتقد ذلك فهو يحبنى بحق و لكن متى ستعود"
نطقت بيأس و هى تتأرجح على ارجوحه الأطفال تلك لتعود بذكرياتها حيث آخر لقاء لهما.
.
.
.
.
.
فى ذلك المقهى اللطيف و بشهر ديسمبر كذلك كانت تجلس بإنتظاره و هى تمسك بكوب الشوكولاه الساخنه لعل دفئها يدفئ يدها قليلا بدلا من برودتهما ليدخل عليها ببنطاله الأسود و تيشرته الصوف ذو الرقبه العاليه باللون البنى كالقهوه و عليه معطف اسود ثقيل و شعره المرفوع لأعلى جعل وجهه أوضح.
"الاهى سيهون متأخر كالعاده"
نطقت بنبره مستاءه فور أن جلس أمامها و هو يتنهد بقوة.
"اه اعتذر بحق و لكن والدى كان يخبرنى بشئ ما"
نطق بنبره حزينه و هو يتنهد بقوة لتترك هى ما فى يدها ممسكه بيده بقلق.
"ما بك؟ هل هناك مشاكل بالعمل؟"
تحدثت بنبره قلقه و هى تضغط على يده بلطف ليتنهد هو بقوة.
"على السفر فى عمل هام و لا أعلم كم سأبقى أو متى سأعود و ابى يخبرنى انى انا من سيسافر و الأسوء انى يجب أن اسافر غدا"
نطق بنبره حزينه مطئطئ رأسه للأسفل بينما هى لا تعلم ما الذى عليها قوله أو ما الذى يجب أن تفعله من أجله.
"اه لا بأس هونى هذا مجرد عمل سيستمر لبضعه شهور و ستعود مجددا"
تحدثت بنبره حاولت أن تكون مرحه و هى تضغط على يده برفق ليتنهد هو بقوة.
" كلا سول، كلا هذه المره سيستمر العمل لمده أعوام لا علم متى ستنتهى"
تحدث بنبره حزينه منكسره و هو يتنهد بقوة بينما يطالعها و هى تنظر ليديه بينما تمسكها بين خاصتها.
" سول ماذا أفعل؟ "
تسائل و هو يضغط على يديها برفق يحثها على الحديث و لكنها مازالت تنظر إلى يديهما المتشابكه معا.
" فقط اخبرنى أن انتظرك و سأفعل صدقنى"
تحدثت بنبره هادئه بعد أن رفعت رأسها تصنع معه تواصل بصرى ليضغط على يدها قليلا.
"صدقينى سأعود"
نطق و هو ينظر بعينيها بدفئ بينما يده لم تترك يدها و لو قليلا.
"و إلى متى سأنتطر؟"
امالت برأسها بإتجاه اليمين و هى تتحدث بلطافه ليبتسم على تصرفاتها.
" لا أعلم و لكنى أعلم انى سأعود لاحضانك"
تحدث بإبتسامه لطيفه لتتورد وجنتيها فى خجل لتسحب يدها واضعه اياها على وجنتيها التى امتلئت بالحراره.
"اوه يا الاهى امازلتى تخجلى منى؟ "
تحدث بصدمه و هو يضع قبضه يده على فمه تعبيرا عن صدمته لتنظر له بإنزعاج طفولى ليقهقه على تعابير وجهها.
" هل تعلم انى احب شهر ديسمبر؟"
تحدثت و هى تنظر من نافذه المقهى حيث تساقط الثلج بالخارج.
"حقا! لماذا؟"
تحدث بتفاجؤ و هو ينظر لها لتبتسم و هى تنظر له .
"أمم لا أعلم حقا يمكن لأنه يتساقط به الثلج أو لأننا تعرفنا على  بعضنا بذلك الشهر ربما لأنه ينهى عام و بعده يبدأ عام جديد، اه لا أعلم أنه فقط لطيف، ديسمبر اللطيف"
أنهت حديثها بإبتسامه لطيفه ليبتسم الآخر بوجهها كذلك.
"إذا أنا سأسافر بديسمبر و أعود بديسمبر كذلك "
تحدث بجديه و هو ينظر بوجهها لتقطب حاجبيها بعدم فهم.
" ما الذى تقوله؟ "
تسائلت بنبره خافته و هى تنظر إليه منتظره تفسير لما يقوله.
" كما أخبرتك انا يجب أن اسافر فى الغد و نحن مازلنا بشهر ديسمبر و أيضا سأعود بشهر ديسمبر و لكن بأى عام لا أعلم و لكنى أعلم انى سأعود بآخر يوم بالعام لابدأ معك عام جديد"
تحدث شارحا لها وجهه نظره و هو يحرك يده يحاول إيصال وجهه نظره لها.
اومأت برأسها فى هدوء و هى ترفع اصبعها الخنصر من يدها اليمنى أمام وجهه.
" فالنقطع وعد اذا"
تحدثت بإبتسامه ليفعل مثلها.
" اعدك"
.
.
.
.
.
افاقت من شرودها فى الماضى على رعشه جسدها بسبب ذلك البرد القارص لتنظر إلى ساعه يدها لتجدها الحاديه عشر مساءا لتتنهد بقوة و هى تنهض بتكاسل.
عادت إلى منزلها البسيط لتدخل بهدوء و هى تضئ المنزل لتخلع معطفها و وشاحها لتضعهم فى مكانهم المخصص لتبدل ملابسها و تصنع لنفسها شئ دافئ لتدفئ جسدها و أطرافها.
جلست على مقعد أمام الشرفه و هى تغطى جسدها بغطاء ثقيل بينما تمسك بكوب الشوكولا الدافئه بين يديها تنظر للشرفه أمامها و انعكاس الأضواء بالشارع أمامها.
صمت يحيط بها لا يسمع سوى صوت تنفسها نظرت إلى هاتفها لم يتبقى سوى دقائق على بدايه سنه جديده.
سمعت أصوات الناس نظرا لأن شقتها تقع فى منتصف المدينه و هم يقوموا بالعد تنازليا معلنين أن بدايه عام جديد على وشك أن تبدأ.
سمعت صراخهم و هم يهنون بعضهم ببدايه السنه الجديده لتغلق عينيها متمتمه بهدوء.
"اتمنى مع بدايه العام الجديد ان تعود إلى احضانى هونى العزيز"
كانت تضم يدها إلى صدرها مغلقه عيناها بقوة و هى تأمل بشده أن تتحقق امنيتها هذه المره.
شعرت بهواء ساخن يلفح صفحات وجهها لتعقد حاجبيها بتساؤل و هى تفتح عينيها ببطئ لتفتح عينيها بإتساع فور رؤيته أمامها.
هو كما هو بملامحه الحاده و بشرته البيضاء و عيناه الثاقبه و شعره الأسود المرفوع لأعلى لم يتغير ابدا منذ آخر مره رأته.
ظلت تفتح فمها و تغلقه أكثر من مره كالسمكه حتى نطقت اخيرا.
"فقط إذا كنت حلم لا أريد الاستيقاظ منك و إذا كنت حقيقه فأنا اريدك ان تحتضنى لاشعر بدفئ العالم أجمع مجتمع بك"
تمتمت بهدوء ليبتسم ابتسامه بسيطه و هو يجذبها لاحضانه بعد أن جلس بجانبها على المقعد لتبكى بشهقات مرتفعه ليربت هو على ظهرها ماسحا على شعرها يهدأها قليلا.
" هشش لا بأس انا هنا لا بأس"
تحدث بصوته الخشن العميق بنبره هادئه و هو يشد على احتضانها حتى سكنت بين يديه و توقفت عن البكاء.
رفعت وجهها من صدره تنظر لوجهه كالقط ليقهقه على شكلها.
"اه لقد افتقدت بسمتك حقا رجاء لا تبتعد عنى مره اخرى"
تحدثت بهدوء و هى تشد على احتضان خصره بيديها الصغيرتان ليهمهم لها.
"أمم بشأن هذا انا لا أنوى الابتعاد عنكى مره اخرى ابدا لذلك"
أنهى حديثه هذا و هو يبعدها ليقف أمامها لترفع رأسها تنظر له بإستغراب ليبتسم مخرجا علبه مخمليه من جيب بنطاله لينزل على ركبته اليمنى فاتحا العلبه بإبتسامه.
"لذلك انسه سول هل تتزوحينى و تعيشى معى دائما و أبدا؟ "
عرض زواج؟! أجل هذا عرض زواج حب حياتها يعرض عليها الزواج عشقها الابدى يريد أن يتزوجها و هى فقط تنظر له بصدمه اعجزتها عن الحديث ليمسك هو بيدها ملبسا اياها خاتم الزواج.
"سواء قبلتى أو رفضتى سأتزوجك حتى إذا اضطررت أن اختطفك"
تحدث و هو يلبسها الخاتم لتبتسم على حديثه ليرفع نفسه قليلا مقبلا شفتيها بهدوء و حب افتقدته منه منذ سنوات.
فى نهايه ديسمبر افترقنا و فى نهايته أيضا و بدايه عام جديد تقابلنا لنبدأ عام جديد ملئ بالسعاده و الحب.
شكرا لك يا شهرى العزيز شكرا لك يا ديسمبر اللطيف.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
نظرا أن انتهيت من اول ماده بالامتحانات حبيت اشارككم التخيل اللطيف ده بمناسبه أن السنه اقتربت على النهايه.
اتمنى يكون التخيل عجبكم 💕

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 25, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تخيﻻت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن