عنق الزهرة.

528 101 105
                                    

×××

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

×××

أطبق الكتاب بخفوتٍ ووضعه فوق كتابه الآخر على الخزانةِ الصغيرة بجانب سريره، ثمّ بدأ بالتثاؤب بينما يفرك عينيه التي أدمعت من فرطِ النعاس وهو يتأكد للمرة المئة من كوب القهوة الذي فقد نفسه بالفعل منذ ساعات، إذ لم يرف له جَفن الليلة - فالكتاب بين يديه قد أخذه لعالمٍ آخر بعيد، بعيد جداً عن عالمه الذي بدأ يمقته بشدة. بالإضافة لكونه سيعيده للسيدة وودفيل اليوم، كان حماسه يغلبه عند ذكر الكتب المميزة منها، فقد قرر البدء بالآخر الذي قد أعطته إياه -كذلك- قبل يومين، فما كان منه سوى السّهر على ضوء خافت.

حبّه للقهوة وشغفه نحو الخَبز دفعاه لمساعدتها في مخبزها المتواضع، وما زاده لوعةً نحو أيام عمله المقابل الذي يكسبه أسبوعياً بدلاً من المال - كتابٌ عتيق مات في مكتبتها لكنّه يعيد إحياءه حين يتصفحه، ويبقيه حيًّا في قلبه.

كان مجبراً على كسب المال منذ بلوغه سن الرّشد، لذا فهو يعمل يوميًّا كماسح أحذية كما كان في صغره قبل الحرب العالمية الأولى وخلال أحداثها.

وحديثًا أصبح يزور قصر تشابلن للعمل رغم كرهه للأمر، لكنّه يعلم، ويريد التأكد من وجود صديق طفولته هناك.
كان تناقضه ناحية وفاة جين واضحاً لنفسه، ولوالديه، إذ أنه يعرف كذبته على نفسه تمام المعرفة، فاستيعابه للأمر محال - وذاته ترفض حقيقة موت الآخر. لكنّه يتوقف أحياناً وتُظهِر تصرفاته نسيان ذلك.

صادفَ دقّ جرس ساعة البرلمان الإنجليزي على الثانية عشرَ ظهراً قرع هوسوك لجرسِ الباب أمامه أثناء تثاؤبه، كان ينظر في المكان بينما ينتظر، ويبتسم لرؤيته السياح متجمّعين حول الساعة بانبهارٍ على بُعدِ مسافة، حتى فُتح الباب أمامه فدلف بعد أن حيّته الخادمة.

أراد شقّ طريقه نحو الباحة الخلفية إلا أنّ العزف استوقفه، مجدداً، مع رائحة التبغ المنتشرة في المكان. لكنّه هاته المرة قد لمح من كان يراقِب من الأعلى، فاكفهرت ملامحه بتعجّب، ثمّ اختفتِ البِنية من فوقه. إذ أنّ الطابق العلويّ كان معتماً عكس المتوقع، فحتى في وضح النهار كان ديجور الغُرف العلوية يقشعِر الأبدان!

نظر يميناً ويساراً بحثاً عن أيّ شخص يوضّح له الأمر، ولكن هباءً.
رغم كونه قد هابَ المكان في الأعلى - تلبّس رداء الشجاعة والنخوة، وقرر الصعود لاكتشاف الأمر، متجاهلاً قوانين الدوق جيمس من الأمس التي تحضّه على العزوف عن ذلك.

كان يتلفّت تارةً وأخرى يمشي بثبات، كان يسمع نبض قلبه المنتظم صاخباً كما خطوات أقدامه على الأرضية الرخامية طَرَف الدرج المؤدي لما يطمح، دون السّجاد الأحمر الذي يغطي بقيّته.

وحين وصل تنهّد براحةٍ لم تدم، فعشرات الأبواب قد اعترضت طريقه متسلّحة بالحيرة للرائي.

شعر بضبابٍ يحجب مجال رؤيته، لذا فضّل العودة للأسفل لليوم، والعودة لاحقًا إن استطاع.

لذا فقد أسرع بالنزول، وعند انعطافه للوصول للباحة الخلفية، قابل ذات الفتاة منذ أيام.
ابتسم لها بخفوتٍ وأكمل طريقه متجاهلاً تلويحها له.

تناول إبريقَ الريّ بينما يتبصّر الأزهار التي تعاين ملامحه بذبول، يبدو أنها حاربت لوقتٍ طويل.
ابتسم لها بينما يحاول رفع عنق إحداها بعدما وضع الإبريق على الأرضِ العشبية ونزل إلى مستواها.

كان اللون الأخضر يميل إلى السواد على الرغم من أصله النّاضر المثير للدهشة!.
كان يشعر بها تستنجد به، ولأول مرة قد شعر بالامتنان لكونه قد وافق على العمل هنا.
ل

كنّه وجد نقطة سوداء جديدة تقف ضد جيمس تشابلن هنا.

كان زوج الأحذية بجانبه قد أوقفه عمّا كان يفعل، أكمح رأسه حتى وصل لشعرها الأصهب وأسنانِها الظاهرة من بين شفتيها المبتسمة.

- إلتقينا مجدداً!

- بالتأكيد سنفعل، هذا منزلكِ وأنا أعمل هنا.

- سألتُ والدي عنك.

- لا داعِ، لستُ خادماً كما أخبرتك، لا أعمل داخل حدود المنزل حتى.
استُبدِلت ابتسامته بابتسامتها ليكمل عمله.
هو لا يمقتها، ولم يملك سبباً لذلك بعد، إلا أنّه يرى والدها بها من فرط الشبه.

- رأيتُ ما فعلتَه قبل قليل. ظننتُ أنّه لا يُسمح لأي شخص بالصعود! لذا لا بدّ أنّك تبحث عن شيء ما.
ولم يتوقع، أنّها فطنة لهذا الحد.

- لمَ تظنين أنّني أبحث عن شيء ما؟!
بهدوءٍ يناسب هدوءها قد نطق، إلا أنّها رفعت كتفيها مدّعية عدم المعرفة، وتركته يجلس مع الأزهار التي التزمت الصّمت أثناء حوارهما اليوم واهنةً.

كانت خصيلات شعرها تتطاير، وفستانها الأبيض يكشف عن ساقيها مذ أنّ الرّياح اليوم كانت أشدّ من السابق، مشكّلة لوحة استثنائية مع أشجار الخريف من خلفها، وازدادت معها رغبته في تخليدها للأبد.

×××

جداً تحمست مع البداية كنت شوي ورح أحط كمشة قلوب صفراء :")

- آراءكم؟ بشكل عام وبشخصية هوسوك.

- توقّع عن اللي شافه بقصر تشابلن؟

✨💛.

لوندرس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن