خَصاصة أمل.

424 85 93
                                    

×××

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

×××

وبعد تفكيرٍ مطوّل، قرّر أخذ يوم عطلة يتجوّل فيها في شوارع لندن مع تجنّب ملاقاة أي وجوه مألوفة.
إضافةً لرغبته في الاستمتاع بأمرٍ جديد لم يجربه مسبقًا، كان يرغب في مسح بعض الذكريات السيئة من عقله إن استطاع!، رغم معرفته بأنها ستبقى ملتصقة هناك.

ارتدى معطفه الصوفيّ لكونه يرتدي قطعةً واحدةً أسفله فحسب؛ ولأن الصقيع بدأ يشتدّ في الأيام الأخيرة. ثمّ أخذ بضع بنساتٍ من على المنضدة ورصّها في جيبه الأيمن بينما يتّجه للخارج مترسًا الباب خلفه.

أغمض جفنيه وجعل يتنفس بجديّة لعدةِ ثوان، اتسعت ابتسامته فجأة ثم شرع بالركض. من رآه في تلك اللحظة لا بد أنه قد ظنّه مجنونًا.
ركض كثيراً متجاهلاً كمّ الأعين المتربصة به لكونه يركض في شارعٍ رئيسي، وكان قد حدّد وجهته الأولى بالفعل. إلى مقهىً صغير بعيد زاره منذ سنوات، يدعو في قرارة نفسه أن يجده في مكانه، وأن تكون فطائره بنفس اللذة المعتادة.

أحبّ ارتطام الرّياح به ومنعها إياه من العودة للذكريات عكس مخططاته لليوم. إن لم يقم بقصّ شعره اليوم صباحاً لكانت خصيلاته تعبث مع الهواء بلطف كذلك.

وفي مساءِ ذات اليوم كان قد فكّر جديًّا لوجهته بما أنّ الوقت مازال مبكّراً على العودة بينما يقف على ضفّة نهر التِمز. ودّ زيارة متحفٍ ما لكنّه لم يعيّن أيّهما، المتحف البريطانيّ أم المعرض الوطني.
في النّهاية هو أختار الأقرب وقرّر ترك الآخر ليوم العطلة القادم.

×××

تثاءب بينما يضع الصندوق أرضًا، بعد اليوم الحافل أمس لم يستطع النوم لشدة رضاه بما فعل وقد اعتزم بالفعل وجهته التالية نهاية الأسبوع القادم.

كان قد حمل صندوقه صباح اليوم متجّهًا نحو أقرب تقاطع طرق قرب قصر الدوق تشابلن. كان يدّعي منذ أمس عدم اهتمامه بالماضي وصدّق كلام وودفيل الذي يبدو منطقيًّا، لكنّ اللاوعي يأخذ دوره في هذه اللحظة ويخبره بالذهاب مجدداً ليتأكد وجود صديقه من عدمه!.

كان قد قبض القطع المعدنية من أحدهم بعد إنهاء عمله ودسّها في جيبه، حين ألقى بنظرةٍ ملولة نحو المنزل المنشود ولكنّه تفاجأ بعريض المنكبين الخارج من القصر، لا يشبه الدوق جيمس بأي شكلٍ من الأشكال! فالأخير ضيّق نحيل الأكتاف ويقصر الخارِج طولاً.

قلّص نظره -دون إرادته- في محاولةِ لمح وجهه. كان يتجّه عكس الاتجاه الذي يجلس فيه هوسوك؛ وقد صعّب ذلك الأمر عليه فما كان منه سوى لحاقه إلى حيث يذهب حين تمتمّ بكونه لا يذكر وجود أي أولادٍ لشتابلن سوى ابنته - التي قابلها مسبقًا، واختها. ولا شكّ بكونه أحد ساكني المنزل لأنه لن يكون ضيفًا في حين أن جيمس تشابلن وزوجته قد خرجا منذ الصباح!.

تجاهل أمر صندوقه الذي تُرِك في منتصف الرصيف - بل أنه قد نسي أمره تمامًا. وارتحل يلحق الشابّ الذي قد انعطف نحو اليسار بالفعل.
كان يتّبع معطفه الأدعج الطويل بقبعته شديدة الزّرقة المائلة للسّواد في حين كان يسير على حافة الطريق ولا يختلط بالمُشاة.

سار خلفه على طول الطريق الذي بدأ يُعاد بالفعل! يبدو أنّه خرج يتمشّى فحسب.
أراد العودة حين ملّ من محاولاته الفاشلة فقد كان المقصود يغطّي وجهه بالقبعة بشكلٍ لا يسمح برؤية الجزء العلويّ منه كاملاً.

لكنّه تراجع حينما بدأ بأخذ منعطف آخر لأحد الأزقة على بُعد عشرة أميال من ساعة البرلمان الإنجليزي، فأسرع يتبعه حتى لا يفقد أثره، لكن فور دخوله للزقاق كان قد ارتطم به بالفعل.
شتم في جوفه لغباءه المفرط بينما يرصّ على أسنانه ومازال يطرق بصره نحو الأرض.

- عذرًا، لم أنتبه.
تصرّف بأول خطّة خطرت على باله: ادّعاء الجهل.

تجاوز الواقف وسار بهدوء وكان يرمِش بسرعة، لكنّ صاحب المعطف قد أمسك رسغه بشيء من الشّدة.

- هوسوك؟ لستُ مخطئًا!

×××


مخططات هوسوك الفاشلة للانفراد بنفسه، شو رأيكم فيها؟!

مافي داعي اسأل عاللي لحقه هوسوك، مين هو؟☻
فكروا شوي برا الصندوق.

أراكم 💛✨.

لوندرس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن