يحدث أن يتوارى القلب.

312 73 143
                                    

×××

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

×××

تجاوز هوسوك الواقف وسار بخطواتٍ واثقة أتقن تمثيلها يدّعي الهدوء، لكنّ صاحب المعطف قد أمسك رسغه بشيء من الشّدة.

- هوسوك؟ لستُ مخطئًا!

في حين أنّه قد التفّ يقابل الأطول عاقدًا حاجبيه حتى ظهرت أمواج الحيرة أعلاهما، رطّب شفتيه المتيبسة بلسانه والتزم الصّمت.
ما زال يمعن النّظر في ملامح الأخير بريبة دون جدوى، وحين لوحِظ كانت قد داعب مسامعه ضحكة صاخبة صادرة من المنتصب أمامه، ثمّ خلع قبعته بثباتٍ كانت للمنتظر أيامًا طِوال، تتكدّس فيها مشاعرٌ من الرّهبةِ والخوف والفضول، تتشابك مع الحيرة والضّعف في باحةِ قلبه، وجلبة الحربِ صامتةٌ لا تُسمع.

أزاح المعنيّ القبعةَ بيده وأسقطها في لحظةِ هطول أول قطرة غيثٍ لوحِقت من قِبَل رفيقاتها في ثوان ران صمتٌ غريبٌ فيها على الزقاق في وضعٍ مخالفٍ تمامًا إن خطوتَ خطوتين للخارج.

ازدرد هوسوك ريقه واستمرّت حدقتيه بالتذبذب وما زال حاجباه على حالهما ويده معلّقةٌ بسبب الآخر الذي تنهّد يفكّ أسرها تركًا أثرًا عليها، فيعدّل هندامه الأخّاذ، ثمّ ابتسم يظهر غمازتيه ناطِقًا بلكنةٍ ريفية:
- يبدو أنّك لم تعرفني! إذن، لنتعرّف مجددًا رغم أنّني أحفظ ذلك عن ظهر قلبٍ يا هوسوك. أدعى ماريو تشابلن، وأنت؟.

توقّع انفتاحًا وعناقًا رثًّا وصرخاتٍ فرحة، وفي ذاتِ الوقت توقّع عبوسًا وبكاءً وضرباتٍ على رأسه، لكن لم يخطُر في باله مطلقًا فراغٌ ونزاعُ نظرات. إذ ظلّ الأصغر على حاله دون أي تغيير يذكر في ملامح وجهه الشّاحب سوى شعره الذي بات مبتلّاً لأنّه لم يعره اهتمامًا، أو لم ينتبه له إطلاقًا.

تحمحم ماريو يفكّر في طريقةٍ لتلطيف الجوّ المشحون الذي لم يعي سببه بعد!، فقد كان يتوق شوقًا لرؤية صغير فرقة الدعم الثلاثي لكن يبدو أنّ الأخير لم يكن يشعر بذاتِ الأمر.

- تشابلن؟ لم لستَ ستيوارت بعد الآن؟
تساءل بصوتٍ مبحوح علّه بسبب صمته لمدّة طويلة.
- لمَ جميعكم أصبحتم أبناء تشابلن فجأةً؟

لوندرس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن