درايدن وتشابلن.

1.6K 161 299
                                    

×××

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

×××

"إلى من عاهدتَ يومًا بالبقاء، مرحبًا يا صديق!"

كان قد بدأ متشتتًا مضطرباً، وما بان ممّا قد كتب الكثير، إلى من ستُرسل؟
كان قد جفّ رمقه في محاولةِ سرقة إحدى أوراق والده للرسائل، ثمّ، وبعد كدٍّ وتعب، هو لا يجد من سيرسلها إليه!.
إلا أنّه أكمل بثباتٍ اتضح، بعد زفير استردّ فيه ثقته.

"أردتُ يوماً مشاركتك إفطارك المميز، كنتَ قد ابتعته بمالك الخاص حسب ذاكرتي المثقوبة، كنتُ أرتجيه حتى أنّني تشبثت بأسفل ثوبك ممزق الأطراف، إلّا أن نظرتك التي ألقيَتها عليّ آنذاك، -والتي قد تغلغلت في أعماق ملفّ الذكريات في عقلي-،
منعتني مِن طلبك مجدداً، شيء ما قد كُسر في جوفي، ما زلتُ -ومع بلوغي- لم أكتشف ماهيته، إلا أنني تجاهلته مرغماً، لأجل وعدنا، لأجلي، لأجلنا."

دَقّ تبعه صرير الباب المؤذِ، وامرأةٌ في ثوبها المرقط تقف، شامخة، بقماش حول رأسها، وحذاء، ليس بالحذاء باهظ الثمن كما يبدو، إلا أنه حديث الشراء.

- أمّي.
- قُم!

تنهّد بينما يدسُّ الورقة أسفل قطع الخشب بحذرٍ خشية إتلاف الحبر، وبحذرٍ أكبر خشية ملاحظةِ أمه لما يفعل.
- أين أدواتي؟
سأل، رغم معرفته بالإجابة، روتين معتاد.
وبالتالي هي لم تُجب.

أسرع في الوصول إلى باب المنزل، متكئاً عليه ينتعل حذاءه، يودّعها ويخرج.
بيدٍ يحمل فرشاةً ومنديلاً، وبأخرى صندوقاً خشبياً.
ومشى حتى يجد موقعاً استراتيجياً، ملتقى طرقٍ في إحدى الأحياء الغنية.
لا بأس بسهامٍ ترمى إن كان سيحصد ما جاء لأجله!.

دقائق حتى وصل، أخفض الصندوق بحذر، فيجلس خلفه يتربّص بأحذية المارّة يصطاد فريسته.
كان معتادًا على إلقاء نظرة بجانبه، حيث خيال صندوقٍ بجانب صندوقه، وصديق بجانب روحِه.
وفي هاتِ اللحظات تحديداً، نظراته كادت تثقب نعلاً من شدّة تحديقه! عذراً لكن لابد من اصطيادك!

فإن كنتَ يا عزيزي بطلاً! فالقدر سيراكَ أولاً، ستنجح مرتين، ثالثتهما موتك!

- يمكنني جعله لامعاً سيدي!
تلقّى ابتسامةً ذكّرته بأصله السّملِ المهترئ مقارنةً بزوج الأحذية، المعطف الجلدي العتيق والقبعة التي تُخفي شرّ مقلتَي أصحاب المال!.

ثمّ وبشيءٍ من الشّدة، رمى بكعبِه على الصندوق بينما الآخر اعتنق الحذاء بسعادةٍ حاول إخفاءها واستمرّ بفركه بلطفٍ وكأنّه يمتلك العالم بين يديه.

لم تخفَ عنه همسات زوجة الرجل ذاتِ الفستان الورديّ عن حاله، إلّا أنّه قد اعتاد التجاهل من أجل العيش.
لن تعيش دون إرهاقٍ فما قيمة الحياة دونه! والقدر ليس من شيمه أن يتعاطف، فيرمي بسهامه المسمومة إلى ظهرك غدرًا، على شكلِ أناس سليطي اللسانِ وذوي أيادٍ طويلةٍ ونفسٍ طماعة!

وقد كان مقتنعًا بأن الحياة أخذٌ وعطاء، وأنّ الظلام لن يصادق النور. وأنّ الحياة، بائعٍ ومشترٍ، ملك وعبد، ظالمٌ ومظلوم ولا يتساويان.

وهو على ثقةٍ تامّة، بأنه وبعد الحرب العالمية الأولى، ونهبِ بريطانيا الأمّ لحقوق ألمانيا،لن يبقَ شيء كما كان، ومع مرور العامين الفائتين منذ انتهاء الحرب، وجد النبلاء أكثر بُخلاً وتكبّراً على من هم أكثر دونية. على الرغم من ظنّه -ومع صغر سنّه- بأنّهم سيكونون أكثر عطفاً ولطفاً بعدما رأوه من خوف في عدة سنواتٍ كانت لأكثرهم جحيماً.

ومن عمق الحربِ يخطر في باله آخر معزوفةٍ استمع لها مصادفةً في إحدى ساحاتِ المدينة، السمفونية السابعة لبتهوفن والتي فور تخيلها تداعب أذنيه حتى ارتعش مبتسماً بشدّة!
كونه يعلم أن بيتهوفن ألمانيّ إلّا أن سمفونيته لن تُمنع في لندن بسبب كاتبها، فالموسيقا تُسقط العنصرية.
للتو قد ابتسم للحذاء بينما يخبر مالكه بانتهاء عمله.

- ما اسمك؟
سأل الشّابَ دون اهتمامٍ يذكر، بينما يرمي القطع النقدية في يده.

- هوسوك درايدن سيدي.

- إليكَ عرضاً مذهلاً، تعال يومياً إلى منزلي ولكَ ضعف ما تطلبه الآن.

وقبل أن يفكّر الآخر بالرد، كان قد أكمل: الدوق جيمس تشابلن. ثمّ إنّك لا تبدو إنجليزيًا؟

- نصف كوريّ.

اومأ وانصرف عاقداً ذراعه بذراع زوجته، بينما يراقبه الشاب يبتعد.

"تشابلن؟"

×××

أكثر اشي لحجي كتبته 🙂💔.

القصة بسيطة وعاجبتني عشان هيك بتجاهل السرد والوصف وكله :")

- شو قصة رسائل هوسوك؟

- رأيكم بتفكير هوسوك؟ اللي عاصر الحرب العالمية بسن صغير.

- تشابلن؟

×××

🌱

لوندرس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن