بعد ان اغلق عمر الخط وقلبه يتمزق من الألم والخوف من فقدان حبيبته..
جلس يفكر ما عليه أن يفعله حتي لا يخسر حبه. فاسرع إلي والده وطرق باب غرفته.
والده : ادخل.
ففتح عمر الباب وقال :
بابا من فضلك عايز أتكلم مع حضرتك.
الأب : انسي لو نفس الموضوع.
عمر بغضب : ليه يابابا كده?! ليه?!
الاب بلا مبالاة بمشاعره :
انا قلت اللي عندي. روح شوف مين اللي هيوافق يجوزك بنته من غير موافقة اهلك.
فنظر عمر لوالده واطال النظر ثم خرج غاضبا. واثناء دخوله غرفته رن هاتفه فأسرع إليه متمنيا أن تكون شمس ولكن عندما نظر في شاشة هاتفه فتنهد وقام بالرد :
ايوة ياشجن .
شجن بقلق : انا اسفة انا قلقت عليك وكنت بطمن انت بخير?
عمر وقلبه ينفطر حزنا :
انا خلاص ياشجن. انتهيت
شجن بالم :
متقولش كده ياعمر ان شاء الله خير.
فتنهد عمر بألم ومرارة وقال :
فين بس الخير!! بابا رافض موضوع جوازي من شمس ومش فاهم سبب الرفض ده رغم لا يعرفها ولا شافها.
شجن : ياريت بايدي اعمل حاجة ما كنتش أتاخر أبدا عنك.
عمر : عارف. شكرا ياشجن علي كل اللي بتعمليه معايا. بجد متشكر جدا.
فلاذت شجن بالصمت بضع ثوان وكانت في حيرة من أمر عمر وحبه الشديد لشمس ثم تنهدت وقالت :
عيب ياعمر أحنا وصمتت ثم تابعت حديثها
أحنا أخوات...
عمر : أكيد طبعا ياشجن تسلميلي.
وأنهي عمر محادثته مع شجن وأرتمي علي فراشه وأغمض عيناه.
أما شجن ظلت ماسكة بهاتفها وكانه لم يغلق الخط تتخيله يحادثها.. يتودد إليها... يرمي علي أذنيها كلمات الحب والهيام.
للأسف كانت شجن غارقة في أحلامها فهي تعشقه فهل يستطيع المتيم عن العشق أن يستقيلا??!!!
للأسف لا فالحب هو أساس الحياة، فلا يمكن أن تستمر حياتنا بدون هذا المحرك، لأنها ببساطة سوف تتحول الحياة إلى غابة تحكمها المصلحة، والفائدة..
فشجن لديها احتياج رهيب لحبها لعمر وهو الحب الذي لاغنى عنه، فهو السبيل للوصول بها لحالة من التوازن النفسى، وهو الدرع الواقى لها من متاعبها النفسية.
ولكن هذا الحب يقع بها في دائرة القلق والضياع والاكتئاب.
أما شمس فهي ضائعة لا تدرك ماذا عليها أن تفعل?! وكيف تدافع عن حبها!
ففي مجتمعنا غالبا تظلم الفتاة وتجبر علي العيش في حياة غير مناسبة لها قد يكون بسبب العادات والتقاليد أو التسلط من الأهل أو لأنها نشاءت وترعرت في مجتمع ذكوري.
كم تشتاق شمس لعمر. ولصوته.
فالمحب يتلذذ بصوت حبيبه..فكثيرا تسمع أصوات في حياتك ولكن حينما تسمع صوت الحبيب تتغير دقات قلبك ويصمت الكون من حولك فجأة ولاتسمع غير صدى صوته فقط.
تسمع صوتا من أعماق قلبك. تشعر وكأنك تعيش بعالمٍ آخر فلا تحب لأحدٍ أن يقطع أجواء هذا العالم أو يشاركك عالمك.
هذا العالم الذي تعيشه وتشعر به عند سماع صوت ذلك الحبيب فهو عالم أنت الوحيد الذي يتنفسُ منه أما الذين من حولك فلاااا
فتتنفس عطر المحبين بدلاً من الأوكسجين. نعم صوت يهز مسااااامعك.
فهو عالم تجتمع فيه الأحاسيس والمشاعر بنبرة واحدة وكلمة واحدة. كلمة أحبك
فتتنهد شمس فتغمض عيناها وتبكي إشتياقا لعمر وتفيق علي طرق باب غرفتها..
شمس : أتفضل
فتدخل أمها وتقول لها في حزن :
وأخرتها ياشمس! هنفضلي كده كتير?!
شمس بحزن وألم :
مش قادرة ياماما. صدقيني حاولت أوافق مش قادرة. صعب أتجوز بالطريقة دية.
أتجوز واحد معرفش عنه حاجة ولا عن طباعه ولا حتي في قبول أو رغبه فيه.
الأم محاولة أقناعها :
يا بنتي الحب الحقيقي بيجي بعد الجواز. يعني أنا كنت أعرف أبوكي ولا حبيته. لا خالص كان مجرد جواز تقليدي والحمد لله عيشت حياتي وسعيدة بها وخلاص اتكيفت علي طبعه واصبح كل حاجة في حياتي وسعادتي كملت بكي..
شمس : ماما لوسمحتي حاولي تقنعي بابا علشان خاطري.
الأم : والله حاولت لكن هو مصمم عليه.
علي العموم ياشمس حاولي تاني وأستخيري ربنا يا بنتي.
فنظرت شمس في الأرض وصمتت فتنهدت أمها وخرجت من الغرفة.
وعند خروجها استقبلها زوجها قائلا :
قلتي لها أني حدد ميعاد الخطوبة?!
فنظرت له زوجته وقالت :
لا.. شمس مصممة علي رفضها.
فرمقها زوجها بنظرة غاصبة وأنطلق كسرعة البرق وفتح باب غرفة شمس...