الفصل الأول

476 7 0
                                    


الفصل الاول

حبيبتي وحشتيني.
شمس بخجل وانت اكتر ياعمر .
عمر وهو يمسك يدها :
هانت خلاص دي اخر سنة لنا والشقة موجودة ينقصها شوية حاجات بسيطة وتكون جاهزة لأجمل عروسة .
فنظرت شمس في الارض خجلا وقالت :
ياريت نفسي يجي اليوم ده ياعمر اللي يجمعنا فيه بيت واحد.
عمر : ان شاء الله هانت انا بتمني اليوم اكتر منك وانتي بنفسك شايفة من الجامعة للشغل للشقة .
شمس بنظرة حانية :
عارفة والله ياحبيبي . ربنا يقويك وانا طلبت منك اساعدك و انت رافض مساعدتي .
تنهد عمر وقال : حبيبتي ولا تشغلي بالك .الحمد لله . ثم نظر إليها وصمت وكانه غادر كونه ليعيش في بحر عينيها فهو بالفعل احبها حبا صادقا . ويقول في نفسه كل يوم ضاع من حياتي قبل ان اعرفك كنت لا اعلم معني السعادة الحقيقية .ثم افاق علي صوتها :
عمر .. عمر سرحت في اية ؟!
فابتسم عمر وقال : في عنيكي . عينك صافية زي السماء..
فابتسمت شمس خجلا ونظرت في الارض واستمر عمر في مغازلتها وكان قلبها يمتص كلامه كما تمتص الارض حرارة الشمس وتحيا بها . ثم قالت : طيب يالا هتأخر .
عمر : اتفضلي .وانصرفا وكالعادة رافقها عمر حتي وصولها بيتها ثم انصرف .
شمس كانت فتاة جميلة ذات خلق تذهب من البيت إلي الجامعة ، ومن الجامعة إلي البيت برفقة عمر فهو زميلها بالجامعة احبته منذ اول لقاء فهو شاب يعرف بالاحترام والالتزام الديني والخلقي .أحبا بعضهما طيلة ثلاث سنوات، وتعلقت به بشدة حتي أحبته حبا جنونيا، وبادلها نفس المشاعر، فلم تعرف معني الحب الحقيقي إلا معه، كانا يتحدثان معا لساعات وساعات، وكانت تذهب معه في كل مكان، وإذا لم يهاتفها تليفونيا أو لم تراه لفترات طويلة كانت تمرض ولا تطيق نفسها ولا من حولها، لأنها لا تشعر بالسعادة والأمان إلا في قربه.
وبمجرد وصولها رن هاتفها :
" الو"
عمر : وحشتيني .
شمس : انا حالا كنت معاك .بطل بكش
عمر : والله أبدا انتي اصلا بتوحشيني وانتي معايا
شمس: انت اكتر والله . المهم علي البيت علي طول بلاش سهر .
عمر : تمام علي البيت علي طول.
شمس : طيب مش هنام إلا لما تطمني عليك أنك وصلت.
عمر : حبيبتي انا كده كده لازم أتصل. لا يمكن انام الا بعد ما أسمع صوت حبيبتي .
شمس : ربنا يخليك ليا يارب .
عمر : ويخليكي ياقلبي وفي نفس اللحظة يقف أمامه أحد أصدقائه قائلا:
حبيب قلبي أية الصدف الجميلة دية !
عمر : لحظة حبيبتي ثم ألتفت إلي صديقه وقال :
باشا. وحشني فين أراضيك?!
صديقه : ياكبير اللي عايز يسأل علي حد‌ بيسأل ويدور.
عمر : والله مشاغل.. لحظة ثم وضع هاتفه علي أذنيه وقال : حبيبتي حقك عليا شوي وأرجع‌ أكلمك.
شمس : أوك ولا يهمك.
فأنهت شمس المكالمة وأغمضت عيناها وألقت برأسها علي وسادتها.
أما عمر فأخذه صديق ليكملو‌ سهرتهم معًا.

------------ في منزل عمر ----------------

والد عمر( رؤوف) بغضب : هو عمر فين كل ده? نفسي أفهم !

أم عمر : هيكون فين بس أكيد فالشغل أو الشقة.

رؤوف : لا ياستي لا هو فالشغل ولا فالشقة!
الأم : وعرفت منين بس ده الولد مافيش في حياته غير الجامعة والشغل وتشطيب شقته.
رؤوف : صاحب الاستوديو أتصل بيا وسألني عليه ليه مارحش شغله وبيطمن اذا كان تعبان. وانا روحتله الشقة مش هناك حتي العمال مش شغلين.
الأم : خلاص ياأبو عمر هتلاقيه مع حد من صحابه أتصل به وأطمن.
رؤوف بضيق : ومين قالك أني ما أتصلتش به?! أتصلت طبعا قافل تليفونه.
الأم : خلاص نستني شوي اكيد مع حد من صحابه.
رؤوف : لما يرجع الأستاذ هنشوف كان فين.
وبعد مرور ساعات رجع عمر فأستقبله والده بغضب قائلا :
ممكن أفهم الأستاذ كان فين طول اليوم?!
عمر : أبدا يابابا خلصت محاضراتي وكان عندي مشوار عملته وقابلت واحد صاحبي خرجنا مع بعض.
رؤوف : وقافل تليفونك‌وطبعا مش مهم اللي فالبيت. يقلقوا عادي!
عمر بخجل : لا والله يابابا التليفون فصل شحن. علي العموم أنا أسف. عن‌أذنك
ودخل عمر غرفته وألقي بنفسه علي الفراش ثم أمسكت بهاتفه وضغط علي أزراه ثم قال :
وحشتيني.
شمس مصطنعة الغضب :
والله كل ده?!
فابتسم عمر وقال : والله غصب‌ عني المهم وحشتيني.
شمس : كداب
عمر وهو يضحك‌: بحبك.
شمس بدلع : وأية كمان?!
عمر بصوت خافت : مشتاقلك.
شمس بجدية : اعترف كنت فين? ومع مين? وبتعمل أية?
عمر : ابدا ياحبيتي قعد شوي مع واحد صاحبي حتي ما رحتش الاستوديو انهاردة.
شمس بقلق : ليه ياعمر حصل حاجة معاك فالشغل?!
عمر : لالالا. قلت اريح بس. المهم انا رجعت بدري زي ما وعدك.
شمس بحب : تسلملي يارب. طيب يالا نام بدري علشان عندنا محاضرات بدري بكرة.
عمر : تمام. تصبحي علي خير
شمس : من اهل الخير ياعمر.
وبعد ان انهي عمر مجادثته طرق والده الباب فقام عمر وفتح الباب وقال : بابا خير في حاجة?!
رؤوف : ايوة في موضوع مهم لازم نتكلم فيه ودخل والده وجلس علي المقعد في حين ظل عمر واقفا يحدق النظر فيه في حيرة...

لا تبكي فتلك الدموع دموعي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن