X

1K 141 102
                                    


' بِلا مَرحَبًا؛ فأنا لَم أغفُ ولَو لِلَحظَةٍ عَن ذِكراكِ.

فَكَيفَ حالُكِ يا حالي ؟!

إنَّها رِسالَتي الأخيرَة، وأخشَى أنَّكِ لَن تَستَطعينَ قِراءتها.

حَيثُ إنَّني أدرَكتُ بأنَّكِ ما عُدتِ لي.

وأنَّ القَدَرَ لَم يَشَأ امتِلاكي لَكِ، بِالرَغمِ مِن امتِلاككِ قَلبي ونَفسي.

اليَوم قرَّرتُ الذَهابَ ورُؤيَتَكِ.

اشتَقتُكِ كَما لَم أفعَل !

أتَيتُ ومَعي العَديد مِن الزهور، التي حَلِمتُ دَومًا بإهدائكِ إياها.

ولَكِنّي كُنتُ أخشى الاقتِرَاب.

كَطيفٍ خِفتُ أن أقتَرِب مِنهُ فَيَختَفي؛ حَتّى سَبَقني إليكِ هو.

والآن وقَد أتَيت والوَدَقَ يَملَأ نَفسي ويُغرِقني، بِقَلبٍ أضناهُ الشَوق.

بِباقَة مِن زَهرِ الزنبق والليلك، تَحمِل بَينَ أوراقِها الحُبَّ آمِلاً أن أستَطيع رؤيَتَكِ.

فَمُنذُ أن انسَلَّ هواكِ الضَليعُ إلى قَلبي، وقَد فَقَدتُ طَريقي.

حَتّى وَجَدتُني أمامكِ مرَّةً أخرى، فأدرَكتُ أنَّني قَد وصَلتُ مَوطِني بَعدَ تِيهِ نَفسي.

وأرَاني أُحِبُّكِ بِكُلِ قَلبي وتَشَتُّتي وضَيَاعي.

وما كانَ مِنّي سوى أن أكرَه تِلكَ المَسَافات التي تَفصِلنا، حَتّى ذراتِ الهَواء التي لَم تَستَحِ الوقوفَ بَينَنا، وحَباتِ التُراب التي تَمنَعنا عَن اللِقاء.

أكرَهُ كُلَّ ما يَفصِلُنا عَن العِناقِ، والرَحيلِ عَن هذا المكان المُدلَهِمّ.

كَرِهتُ العالَمَ دُونكِ؛ وأحبَبتُكِ. '

- أوديث مولر -

" ١٩٣٨ - ١٩٦٣ "

- الأوّل مِن كانون الثاني -

- تَمَّت -

🎉 لقد انتهيت من قراءة رسائِل لَن تَصِل 🎉
رسائِل لَن تَصِلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن