مشهد ١

17.2K 292 5
                                    

#مشهد
-" أنت المساعدة الجديدة إذا !"
هتف عدنان بلا مبالاة ولم يكلف نفسه حتى عناء النظر إليها
-" بل أنا زوجتك فيروز أيها الأحمق "
غاظها فكادت تنطق بها ولكنها تماسكت عن ذلك فى أخر لحظة لتردف بدلا عن ذلك :
-" نعم سيد عدنان ...إنها أنا ...فيروز !"
رفع حاجبه يتأملها فزانت ملامحه إبتسامة شقية لعوبة وهو يرمقها بنظرة شاملة مع إبتسامة خبيثة علمت حينها أن مرادها تم بهذه الزينة البسيطة التى تعجبه ...
لم يكد ينطق حتى إقتحم أحدهما الباب فما كان هذه سوى راندا حبيبته وخطيبته المعقود قرآنهم .... أسرعت فرحة تقبل وجنتيه بجذل وهى تهتف بدلال :
-" عدنان حبيبى ....لماذا لم تمر علىّ فى طريقك !"
تنحنح عدنان حرجا ولم يدرك تلك التى تقف مشتعلة تكاد تنفجر به ....وغاظها أكثر صوته الرخيم المحموم:
-" يمكنك الإنصراف الآن فيروز ....سنلتقى فيما بعد "

__________________________________
" هل تعملين عنده لتوقعيه فى حبك أم لتنتقمى منه ؟"
هتفت هبة بصديقتها على الهاتف تحاول فهم ما تنتويه
فصرخت فيروز بصديقتها بقهر لم تستطع إخفائه :
-" أنا أحق بحبه هبة ...أنا زوجته التى لا يدرى عنها شئ ...تلك التى هجرها ليلة زفافهم ولم يكلف نفسه عناء رؤيتها ...إبنة قريته الحمل الثقيل على عاتقيه ...لدرجة انه لا يعرف عنها شئ !"
مع اخر كلماتها سال دمعها وهى تتذكر ما حدث منذ خمسة أعوام منذ قيدها جدها على إسم هذا الأحمق ...الوغد ...الغبى ...الذى تحبه منذ طفولتها ....
مسحت دموعها وهى تهتف لصديقتها بتحدى :
-" أقسم أن أجعله يندم ...سأوقعه بحبى رغما عنه وحينها سأتطلق منه لأحب من جديد
"
تسائلت هبة صديقتها بقلق عليها من هذه الحالة :
-" هل أنت وواثقة ...ستنسينه فيروز ...."
هتفت فيروز بإباء وثقة نابعان من ذكرى أليمة أبخست فى حق أنوثتها الكثير :
-" نعم سأفعل هبة ...يجب أن افعل هو ألقانى من باله خمس سنوات ...سأفعل وسأخرجه من حياتى للأبد "
___________________________
عدلت فيروز من ملابسها فى الحمام بعد أن غسلت وجهها من الدموع ...وعاد إلى طبيعته وسكن ...لتعدل من رباط شعرها الغجرى الطويل فقد إختارت له ذيل حصان علوى ليتدلى خلف عنقها كنهر من العسل المموج .....وإختارت لإطلالته لون الفيروز ليكون لها من إسمها نصيب .....لم تعتاد الكعب العالى فكادت تتعثر به أكثر من مرة ....ولكنها نجحت أخيرا فى السير لتخرج من الحمام وقبل أن تدرك شئ إصدمت بجسد صلب لتستوعب ما حدث على صراخ أحدهم وماء ساخن ينسكب ارضا ...فأدركت انها إصطدمت بأحد الموظفين هنا ...هذا الذى يرفع شعره عاليا منمق مرتب أكثر من حياتها ....يضع عطرا إجتاحها فشعرت بها تتجرعه لا تشمه من قوته ....هتف بها نازقا :
-" ما هذه الزوبعة ...لو لا تعرفين كيف السير فى هذا الحذاء لما تلبسينه ؟"
بللت فيروز شفتيها ...لتهتف ببراءة وهى تتطلع فى الحذاء :
-" لا أعلم ولكن شكله جذاب كما أنه مفيد فإن ضايقنى أحد سأنزعه هكذا وأنقره فى راسه ..."
قالتها وملانح شريرة ترتسم على وجهها ..ليزدرد لعابه بتوجس يحاول تفحصها ...فسمع صوتها رقيقا هذه المرة يهتف :
-" أنا أسفة ...لم أقصد ....يمكن أن أشترى لك كوبا أخر والحمد لله أنك لم تتأذى ..."
أومأ الشاب براسه إيجابا وهو يبتسم ليهمس بهدوء محبب :
-" الحمد لله ...أنا قصى ....أعمل هنا ..."
إتسعت إبتسامتها لطيبته البادية ...لتهتف مومأة رأسها بتحية وإحترام :
-" وأنا فيروز ...أيضا أعمل هنا ...."
كادت تجيب لولا صوت عدنان صدح من خلفها بزمجرة خفيفة :
-" فيروز تعالى إلى مكتبى حالا ...."
أومأت فيروز براسها وهى تنظر له يطل من باب مكتبه يتأملها ....فإبتسمت لقصى هاتفة بود :
-" سنلتقى مجددا ...إلى اللقاء !"
تحركت فيروز نحو مكتب عدنان فأجفلها مشهد خطيبته تلك وهى تقبل وجنتيه برقة أحرقت أحشائها ,...وهو يحتضن خصرها بتملك ضايقها ... ليرد لها قبلتها بأخرى أكثر حرارة وهو يهتف برقة :
-" إلى اللقاء الأن لدى عمل !!! "
ضحكت راندا وهى تخرج له منديل من حقيبتها لتمنحه إياها وتهمس بإغراء :
-" إمسح أحمر شفاهى من على وجنتيك ...الأن سأنصرف سأراك ليلا ..."
لم تدرك فيروز أنها متصلبة كالجثة الهامدة ...شاحبة ترمقهما بإنزعاج يؤلمها ....يحرقها ويغيظها ...كادت تبكى ولكنها رفت أهدابها أكثر من مرة لتمنع اى دمع أن ينذرف ....تنحنحت وهى تدخل من الباب ليعتدل عدنان فى جلسته بينما غادرت راندا بعد أن رمقت فيروزز بنظرة لا تريحها ......
هتف عدنان وهو يمسح وجهه بالمنديل المعطر :
-" سنغادر للفرع الأخر للشركة خلال دقائق يجب أن نستعد !"
بعد دقائق كانا فى مرأب السيارة ..عرض عليها عدنان الركوب بسيارته ولكنها براس صلب متحجرة رافضة ....
-" سأخذ سيارة أجرة لتوصلنى ..."
هتف عدنان مستغربا :
-" لماذا ؟؟"
همست فيروز بلا مبالة تعرف أنها تضايقه :
-" هكذا لا ارتاح فى إستقلال سيارة مع أحد غريب عنى ...حضرتك تفضل وأنا سأتبعك فورا ...."
هتف منزعجا من تصرفاتها الغريبة :
-" على أساس أن سائق التاكسى ليس غريبا ...فيروز أنا رب عملك .."
هتفت بإباء وهى تربع يدها أمام صدرها :
-" مع إحترامى الكامل لك ...لا يوجد قانون فى العمل ينص على ركوبى معك بنفس السيارة ....لو نترك الجدال سأتحرك وحينها سأصل قبل سيادتك هناك ..."
أنبرة سخرية تلك التى شابت كلامها ....ضيق عنيه بنزق وهو يهتف بلا مبالة مصطنعة :
-" إذهبى ...."
لم تكن تنتظره حرفيا فقط اطلقت قدميها للرياح لتاخذ سيارة أجرة تحت ناظريه ...هى تجاهلته وهذا يضايقه ..ومن مراقبتها له العام الفائت تقريبا تعرف عنه كل شئ ...وتعرف أيضا أنه لعوب كبير ...لن يهدأ باله حتى يوقعها بحبه ...ولكنه لا يعرف ..لا يعرف أنه هو الفريسة هذه المرة ...والأن ستنتقل للخطوة التالية .....
يتبع

زوجة مع وقف التنفيذ 💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن